بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
النصيحة حق على المؤمن لأخيه المؤمن .. ( الجزء الأول ) اللهم صل على محمد وآل محمد
النصيحة من الأمور الأخلاقية الواجبة التي أكد عليها الشارع المقدس كثيراً وجاءت الأحاديث في ذلك كثيرة مستفيضة ، فقد ورد القول عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه ) . وهي من الحقوق التي تجب على المؤمن لأخيه المؤمن كما ورد في قول الامام الباقر عليه السلام : ( يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة ) .
وكان فيما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأوصى به أمير المؤمنين عليه السلام : (( يا علي : سبعة من كن فيه فقد استكمل حقيقة الايمان وأبواب الجنة مفتحة له : من أسبغ وضوؤه ، وأحسن صلاته ، وأدى زكاة ماله ، وكف غضبه ، وسجن لسانه ، واستغفر لذنبه ، وأدى النصيحة لأهل بيته )).
وكما قلنا فإن الأحاديث التي جاءت تؤكد وتحض على النصحية كثيرة باعتبار أن النصيحة واجبة على المؤمن لأخيه المؤمن فكان مما أوصى به أمير المؤمنين عليه السلام ولده الإمام الحسن عليه السلام : (( أمحَضْ أخاك النَّصيحة ، حسنةً كانت أو قبيحة )) ، وكذلك يقول عليه السلام : (( ما أخلصَ المودّةَ مَنْ لم ينصح )) .
والاِسلام يرى أن أفضل الاعمال ـ التي توجب القرب من الحضرة الاِلهية ـ النصح لله في خلقه ، كما ورد ذلك في كتب الأخلاق وكتب السالكين إلى الله .
والنصيحة خلق لم يكن على زمن الإسلام فقط بل هو خلق كريم وقديم بقدم الديانات والرسالات السماوية ، فعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : (( قال لقمان لابنه : إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وامورهم . وأكثر التبسم في وجوههم . وكن كريما على زادك بينهم . وإذا دعوك فأجبهم . وإذا استعانوا بك فأعنهم . واستعمل طول الصمت وكثرة الصلاة وسخاء النفس بما معك من دابة أو ماء أو زاد . وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم وأجهد رأيك لهم إذا استشاروك ثم لا تعزم حتى تتثبت وتنظر . ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلي وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورتك ، فإن من لم يمحض النصيحة لمن استشاره سلبه الله رأيه ونزع عنه الامانة )) .
ويجب على من يبذل النصيحة من المؤمنين لأخيه المؤمن أن يعرف بأنها تنفعه ولا تضره لأن في ذلك غش لأخيه المؤمن فقد قال أبو عبد الله عليه السلام : (( إن المشورة محدودة فمن لم يعرفها بحدودها كان ضررها أكثر من نفعها :
فأول ذلك : أن يكون الذي تستشيره عاقلاً ،
والثاني : أن يكون حراً متديناً ،
والثالث : أن يكون صديقاً مواخياً ،
والرابع : أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك )) .
فهذه شروط يحددها الإمام عليه السلام في من يختاره المؤمنين من أجل ان يقدم النصحية لهم وفي من يكون أهلاً للنصيحة .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الغر الميامين وسلم تسليماً كثيرا ..
(( يتبع ))
تعليق