بسـم الله الرحمن الرحيم
اللهــم صل على محمد وآل محـمد
قد جاء في الروايات الشريفة حول البشارة بميلاد أمير المؤمنين « عليه السلام » :
أن السيدة فاطمة بنت أسد « عليها السلام » قبل أن ترزق ولداً كانت يوماً جالسة مع الفواطم تتحدث ، إذ
أقبل رسول الله « صلى الله عليه وآله وسلم » بنوره الباهر وسعده الظاهر وقد تبعه بعض الكهان ينظر إليه ،
الى أن أتى إليهن فسألهن عنه ،
فقلن : هذا محمد ذو الشرف الباذخ والفضل الشامخ ،
فأخبرهن الكاهن بما يعمله من رفيع قدره وبشرهن بما سيكون من مستقبل أمره ، وأنه سيبعث نبيا وينال منالاً علياً .
وقال : إن التي تكفله منكن في صغره سيكفل لها ولداً يكون عنصر من عنصره ، يختصه بسره وبصحبته ، ويحبوه بمصادقته وأخوته .
فقالت له السيدة فاطمة بنت أسد: رضوان الله عليها أنا التي كفلته وأنا زوجة عمه الذي يرجوه ويؤمله ،
فقال : إن كنت صادقة فستلدين غلاًما علاماً مطواعاً لربه هماماً ، أسمه على ثلاثة أحرف ، يلي هذا النبي في جميع أموره ، وينصره في قليله وكثيره ، حتى يكون سيفه على أعدائه وبابه لأوليائه ، يفرج عن وجهه
الكربات ويجلو عنه حندس الظلمات ، تهاب صولته أطفال المهاد ، وترتعد من خيفته ، له فضائل شريفة ومناقب معروفة وصلة منيعة ومنزلة رفيعة ،
يهاجر الى النبي في طاعته ويجاهد بنفسه في نصرته وهو وصيه الدافن له في حجرته .
قالت : فاطمة بنت أسد « عليها السلام » فجعلت أفكر في هذا القول ، فلما كان الليل رأيت في منامي كأن جبال الشام قد أقبلت تدب وعليها جلابيب الحديد وهي تصيح من صدورها بصوت مهول فأسرعت نحوها جبال مكة وأجابتها بمثل صياحها وأهول وهي كالشرد المحمر وأبو قبيس ـ1
ينتفض كالفرس ونصال تسقط عن يمينه وشماله والناس يلتقطون ذلك ، فلتقطت معهم أربعة أسياف وبيضة حديدة مذهبة ، فأول ما دخلت مكة اسقطت منها سيف في ماء مغمر ، وطار الثاني واستمر ، وسقط الثالث الى الأرض فانكسر ، وبقي الرابع في يدي مسلولاً ،
فبينما أنا به أصول إذا صار السيف شبلاً فتبينته فصار ليثاً مهولا فخرج عن يدي ومر نحو الجبال يجوب بلاطحها ـ 2 ، ويخرق صلادحها ـ3 والناس منه مشفقون
ومن خوفه حذرون ، إذ أتى محمد «صلى الله عليه وآله وسلم » فقبض على رقبته فانقاد له كالظبية الألوف فانتبهت وقد راعني الزمع ـ4 والفزع ،
فالتمست المفسرين والمخبرين فقالوا : أنت تلدين
أربعة أولاد ذكور وبنتا بعدهم ، وإن أحد البنين يغرق والآخر يقتل في الحرب والآخر يموت ويبقى له عقب والرابع يكون
إماماً للخلق صاحب سيف وحق ذا فضل وبراعة يطيع النبي المبعوث أحسن طاعة ،
فقالت السيدة فاطمة « عليها السلام » : فلم أزل مفكرة في ذلك ورزقت بني الثلاثة عقيلا وطالبا وجعفرا ثم حملت بعلي « عليه السلام »
فلما كان الشهر الذي ولدته فيه رأيت في منامي كأن عمود حديد قد انتزع من أم رأسي ثم سطع في الهواء حتى بلغ السماء ثم رد الي فقلت : ما هذا ؟
فقيل لي : هذا قاتل أهل الكفر وصاحب ميثاق النصر بأسه شديد يفزع من خيفته وهو معونة الله لنبيه وتأييده على عدوه ، قالت : فولدت علي « عليه السلام » ـ5
سلام الله عليك با أمير المؤمنين
والحمد لله رب العالمين
__________________________________________________
1ـ أبو قبيس : هو اسم الجبل المشرف على مكة
2ـ بلاطح : أتباع ، تاج العروس : ج2 ص183
3ـ صلدح : هو الخنجر العريض ، كتاب العين ،مادة صلدح
4ـ الزمع : أي التعب والدهش ،مجمع البحرين ، مادة زمع
5ـ كنز الفوائد : ج1ص 252
اللهــم صل على محمد وآل محـمد
قد جاء في الروايات الشريفة حول البشارة بميلاد أمير المؤمنين « عليه السلام » :
أن السيدة فاطمة بنت أسد « عليها السلام » قبل أن ترزق ولداً كانت يوماً جالسة مع الفواطم تتحدث ، إذ
أقبل رسول الله « صلى الله عليه وآله وسلم » بنوره الباهر وسعده الظاهر وقد تبعه بعض الكهان ينظر إليه ،
الى أن أتى إليهن فسألهن عنه ،
فقلن : هذا محمد ذو الشرف الباذخ والفضل الشامخ ،
فأخبرهن الكاهن بما يعمله من رفيع قدره وبشرهن بما سيكون من مستقبل أمره ، وأنه سيبعث نبيا وينال منالاً علياً .
وقال : إن التي تكفله منكن في صغره سيكفل لها ولداً يكون عنصر من عنصره ، يختصه بسره وبصحبته ، ويحبوه بمصادقته وأخوته .
فقالت له السيدة فاطمة بنت أسد: رضوان الله عليها أنا التي كفلته وأنا زوجة عمه الذي يرجوه ويؤمله ،
فقال : إن كنت صادقة فستلدين غلاًما علاماً مطواعاً لربه هماماً ، أسمه على ثلاثة أحرف ، يلي هذا النبي في جميع أموره ، وينصره في قليله وكثيره ، حتى يكون سيفه على أعدائه وبابه لأوليائه ، يفرج عن وجهه
الكربات ويجلو عنه حندس الظلمات ، تهاب صولته أطفال المهاد ، وترتعد من خيفته ، له فضائل شريفة ومناقب معروفة وصلة منيعة ومنزلة رفيعة ،
يهاجر الى النبي في طاعته ويجاهد بنفسه في نصرته وهو وصيه الدافن له في حجرته .
قالت : فاطمة بنت أسد « عليها السلام » فجعلت أفكر في هذا القول ، فلما كان الليل رأيت في منامي كأن جبال الشام قد أقبلت تدب وعليها جلابيب الحديد وهي تصيح من صدورها بصوت مهول فأسرعت نحوها جبال مكة وأجابتها بمثل صياحها وأهول وهي كالشرد المحمر وأبو قبيس ـ1
ينتفض كالفرس ونصال تسقط عن يمينه وشماله والناس يلتقطون ذلك ، فلتقطت معهم أربعة أسياف وبيضة حديدة مذهبة ، فأول ما دخلت مكة اسقطت منها سيف في ماء مغمر ، وطار الثاني واستمر ، وسقط الثالث الى الأرض فانكسر ، وبقي الرابع في يدي مسلولاً ،
فبينما أنا به أصول إذا صار السيف شبلاً فتبينته فصار ليثاً مهولا فخرج عن يدي ومر نحو الجبال يجوب بلاطحها ـ 2 ، ويخرق صلادحها ـ3 والناس منه مشفقون
ومن خوفه حذرون ، إذ أتى محمد «صلى الله عليه وآله وسلم » فقبض على رقبته فانقاد له كالظبية الألوف فانتبهت وقد راعني الزمع ـ4 والفزع ،
فالتمست المفسرين والمخبرين فقالوا : أنت تلدين
أربعة أولاد ذكور وبنتا بعدهم ، وإن أحد البنين يغرق والآخر يقتل في الحرب والآخر يموت ويبقى له عقب والرابع يكون
إماماً للخلق صاحب سيف وحق ذا فضل وبراعة يطيع النبي المبعوث أحسن طاعة ،
فقالت السيدة فاطمة « عليها السلام » : فلم أزل مفكرة في ذلك ورزقت بني الثلاثة عقيلا وطالبا وجعفرا ثم حملت بعلي « عليه السلام »
فلما كان الشهر الذي ولدته فيه رأيت في منامي كأن عمود حديد قد انتزع من أم رأسي ثم سطع في الهواء حتى بلغ السماء ثم رد الي فقلت : ما هذا ؟
فقيل لي : هذا قاتل أهل الكفر وصاحب ميثاق النصر بأسه شديد يفزع من خيفته وهو معونة الله لنبيه وتأييده على عدوه ، قالت : فولدت علي « عليه السلام » ـ5
سلام الله عليك با أمير المؤمنين
والحمد لله رب العالمين
__________________________________________________
1ـ أبو قبيس : هو اسم الجبل المشرف على مكة
2ـ بلاطح : أتباع ، تاج العروس : ج2 ص183
3ـ صلدح : هو الخنجر العريض ، كتاب العين ،مادة صلدح
4ـ الزمع : أي التعب والدهش ،مجمع البحرين ، مادة زمع
5ـ كنز الفوائد : ج1ص 252
تعليق