عن أبي عبدلله عليه السلام قال :قلت له : قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت؟
فقال: هؤلاء قوم يترجحون في الاماني كذبوا ليسوا براجين، أن من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شيء هرب منه.
ورواه علي بن محمد رفعه قال: قلت لأبي عبدلله عليه السلام أن قوما من مواليك يلمون بالمعاصي ، ويقولون نرجو.
فقال: كذبوا اولئك قوم رجحت بهم الاماني ، ومن رجا شيئا عمل له، ومن خاف شيئا هرب منه . وقد روي أن ابراهيم عليه السلام كان يسمع تأوهه على حد ميل حتى مدحه الله تعالى بقوله{ أن ابراهيم لحليم أواه منيب }هود:75
وكان في صلاته يسمع له أزيز كأزيز المراجل.
وكذلك كان يسمع من صدر سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مثل ذلك، وكان أمير المؤمنين عليه السلام اذا أخذ في الوضوء يتغير وجهه من خيفة الله تعالى ، وكانت فاطمه عليها السلام تنهج في الصلاه من خيفه الله تعالى.
وكان الحسن عليه السلام اذا فرغ من وضوئه تتغير ألوانه ، فقيل له في ذلك ، فقال حق على من أراد أن يدخل على ذي العرش أن يتغير لونه......
أن الاحاديث في سعة عفو الله سبحانه وجزيل رحمته ووفور مغفرته كثيره جدا، ولكن لابد لمن يرجوها ويتوقعها من العمل الخالص المعد لحصولها ، وترك الانهماك في المعاصي المفوته لهذا الاستعداد ، فعلى الانسان ان يحذر أن يغريه الشيطان ويثبطه عن العمل ، ويقنعه بمحض الرجاء والامل ، وينظر الى حال الانبياء والاولياء ، واجتهادهم في الطاعات وصرفهم العمر في العبادات ، ليلا ونهارا ، أما كانوا يرجون عفو الله ورحمته؟ بلى والله أنهم كانوا اعلم بسعة رحمته ، ولكن علموا أن الرحمه من دون العمل غرور محض ، وسفه بحت ، فصرفوا في العبادات اعمارهم وقصروا على الطاعات ليلهم ونهارهم.
فكانوا اورع الناس وازهدهم في الدنيا واصبرهم على طاعة الله والصبر عن معصيته والاحاديث في ذلك كثيره فقد روي عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن يحيى بن سليم الطائفي عن عمر بن شمر اليماني ، يرفع الحديث الى امير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: الصبر ثلاثه : صبر عند المصيبه، وصبر عند الطاعه ، وصبر عن المعصيه ، فمن صبر على المصيبه حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائه درجه مابين درجه الى درجه كما بين السماء والارض، ومن صبر على الطاعه كتب الله له ستمائه درجه مابين الدرجه والدرجه كما بين تخوم الارض الى منتهى العرش، ومن صبر عن المعصيه كتب الله له تسعمائه درجه مابين درجه الى درجه كما بين تخوم الارض الى منتهى العرش.
والحمدلله رب العالمين
تعليق