بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
التوبة هي الاقلاع عن الذنب ، ويعتبر في تحقيقها ثلاثة قيود :
الأول :ترك الفعل في الحال .
الثاني :الندم على الماضي من الافعال .
الثالث : العزم على الترك في الاستقبال .
جاء نهج البلاغة أنه قال امير المؤمنين عليه السلام لقائل
قال بحضرته : (استغفرالله :ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟الاستغفار درجة العليين وهو
اسم واقع على ستة معان :
أولها :الندم على مامضى .
والثاني :العزم على ترك العود إليه أبدا .
والثالث :أن تؤدي الى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس
ليس عليك تبعة .
والرابع : ان تعمد الى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها .
والخامس : أن تعمد الى اللحم الذي نبت على السحت
فتذيبه بالاحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس : أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصيه ،
فعند ذلك تقول : أستغفرالله ).
يشتمل هذا الحديث الشريف الذي نقله السيد الرضي
(أعلى الله مقامه )عن إمام الموحدين علي عليه السلام ، على ركنين من أركان التوبة هما :
الندامة ، والعزم على ترك العودة .
فالندامة إقراربالخطأ والذنب الذي اقترفه ، وهذه بداية الانعطاف عن طريق المعصية والرجوع الى طريق الطاعة .
واما العزم على ترك العودة إليه ، فهووتوطين للنفس أن لاتعود الى هذا الطريق بعد أن
عرف أنه طريق خاطئ يؤدي به الى الهلكه ، وعرف طريق الحق الذي يوصله
الى الرضوان والطاعة ، فهذان الامران هما حقيقة التوبة وقوامها .
ويشتمل هذا الحديث ايضا على شرطين مهمين للقبول هما:
إرجاع حقوق المخلوق لأهلها ، وأداء حقوق الخالق سبحانه ،
وهذان الامران مطلوبان ، لأن العمل السابق الذي
عمله بجهالة يمكن أن تترتب عليه تبعات
بالنسبة للمخلوقين او الخالق ،
وهذه التبعات لا
تزول
بمجرد ترك الذنوب ، بل لابد من تداركها بعمل ما، حسب نوع الذنب
، لكي يضمن أن لايحاسب على ذنبه يوم القيامة ، وسيأتي بيان الجانب العملي
للتوبة من الذنب .وأما الأمران الأخيران وهما الخامس والسادس ،
فهما من شروط كمال التوبة ،أي : أن التوبة الكاملة لاتتحقق ولا تقبل من دونهما .
توضيح ذلك : إن لكل منزل من منازل السالكين مراتب ودرجات تختلف حسب
اختلاف حالات قلوبهم ، وإن التائب إذا أراد البلوغ الى مرتبة من مراتب الكمال
فلابد له من تدارك ما تركه من الاعمال المأمور بها وتدارك الحظوظ النفسانية
التي فاتته أيام الآثام والمعاصي ، وذلك بالسعي لمحو كل الآثارالجسمية والروحية
التي حصلت في مملكة جسمه ونفسه من جراء الذنوب ، حتى تعود الفطرة الى
روحانيتها الاصلية .وتحصل له الطهارة الكاملة ، وذلك لأن لكل معصية انعكاسا واثرا في الروح ،كما قد يحصل أثرمن بعض الذنوب واللذائذ في الجسم ، فلابد للتائب أن
ينتفض ويستأصل تلك الآثارويقوم بالرياضة البدنية والروحية من العبادات
والمناسك حتى تزول منهما كل تبعات ومضاعفات الخطايا والآثام ، ويتدارك بذلك الحظوظ
الطبيعية ، لأن صورة اللذات الطبيعية (المادية )لا تزال ماثلة في ذائقة النفس ،ويخشى من لحظة طغيان النفس وتمردها على صاحبها والعياذ بالله ، وعليه أيضا أن يذنب اللحوم التي نشأت على جسمه من الحرام أو المعصيه ...
فلابد على السالك لسبيل الآخرة والتائب عن المعاصي أن يذيق الروح ألم الرياضة الروحية ومشقة العبادة ،
فاذا سهر ليلة في المعصية تداركها بليلة في العبادة ،وإذا عاش يوما واحدا
مع اللذائذ الطبيعية تداركه بالصوم والمستحبات المناسبة حتى تطهر النفس من كل آثارالمعاصي وتبعاتها التي هي عبارة عن تعلق حب الدنيا بالنفس ورسوخه فيها
وتتطهر من كل ذلك .
فهذان المقامان من المتممات والمكلملات لمنزل التوبة ،
والانسان عندما يريد في بدء الامر أن يدخل مقام التوبة ويتوب الى الله تعالى ينبغي
له أن لايظن بأن المطلوب منه المرتبة الاخيرة من التوبة لأنه سيجد الطريق صعبا
وعمله التوبة شاقة فينصرف عنها ويتركها .
إن كل مقداريساعد عليه حال السالك في سلوكه لطريق الآخرة يكون مطلوبا ومرغوبا فيه ،
وعندما تطأ قدماه الطريق ييسر الله تعالى له السير عليه ، فلابد أن لا تمنع صعوبة
الطريق الانسان عن الهدف الاصيل ، لأنه مهم جدا وعظيم جدا ، وإذا انتبهنا الى عظمة الهدف وأهميته تذللت جميع الصعاب من أجله ، وأي شيء أعظم من النحاة الأبدية والروح والريحان الدائمين ؟وأي بلاء أعظم من الهلاك الدائمي والشقاء السرمدي ؟
ومع ترك التوبة ، والتسويف والتأجيل قد يبلغ الانسان الى الشقاء الابدي والعذاب الخالد
والهلاك الدائم .
والحمد لله رب العالمين
المصدر ففروا الى الله
اللهم صل على محمد وآل محمد
التوبة هي الاقلاع عن الذنب ، ويعتبر في تحقيقها ثلاثة قيود :
الأول :ترك الفعل في الحال .
الثاني :الندم على الماضي من الافعال .
الثالث : العزم على الترك في الاستقبال .
جاء نهج البلاغة أنه قال امير المؤمنين عليه السلام لقائل
قال بحضرته : (استغفرالله :ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟الاستغفار درجة العليين وهو
اسم واقع على ستة معان :
أولها :الندم على مامضى .
والثاني :العزم على ترك العود إليه أبدا .
والثالث :أن تؤدي الى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس
ليس عليك تبعة .
والرابع : ان تعمد الى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها .
والخامس : أن تعمد الى اللحم الذي نبت على السحت
فتذيبه بالاحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس : أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصيه ،
فعند ذلك تقول : أستغفرالله ).
يشتمل هذا الحديث الشريف الذي نقله السيد الرضي
(أعلى الله مقامه )عن إمام الموحدين علي عليه السلام ، على ركنين من أركان التوبة هما :
الندامة ، والعزم على ترك العودة .
فالندامة إقراربالخطأ والذنب الذي اقترفه ، وهذه بداية الانعطاف عن طريق المعصية والرجوع الى طريق الطاعة .
واما العزم على ترك العودة إليه ، فهووتوطين للنفس أن لاتعود الى هذا الطريق بعد أن
عرف أنه طريق خاطئ يؤدي به الى الهلكه ، وعرف طريق الحق الذي يوصله
الى الرضوان والطاعة ، فهذان الامران هما حقيقة التوبة وقوامها .
ويشتمل هذا الحديث ايضا على شرطين مهمين للقبول هما:
إرجاع حقوق المخلوق لأهلها ، وأداء حقوق الخالق سبحانه ،
وهذان الامران مطلوبان ، لأن العمل السابق الذي
عمله بجهالة يمكن أن تترتب عليه تبعات
بالنسبة للمخلوقين او الخالق ،
وهذه التبعات لا
تزول
بمجرد ترك الذنوب ، بل لابد من تداركها بعمل ما، حسب نوع الذنب
، لكي يضمن أن لايحاسب على ذنبه يوم القيامة ، وسيأتي بيان الجانب العملي
للتوبة من الذنب .وأما الأمران الأخيران وهما الخامس والسادس ،
فهما من شروط كمال التوبة ،أي : أن التوبة الكاملة لاتتحقق ولا تقبل من دونهما .
توضيح ذلك : إن لكل منزل من منازل السالكين مراتب ودرجات تختلف حسب
اختلاف حالات قلوبهم ، وإن التائب إذا أراد البلوغ الى مرتبة من مراتب الكمال
فلابد له من تدارك ما تركه من الاعمال المأمور بها وتدارك الحظوظ النفسانية
التي فاتته أيام الآثام والمعاصي ، وذلك بالسعي لمحو كل الآثارالجسمية والروحية
التي حصلت في مملكة جسمه ونفسه من جراء الذنوب ، حتى تعود الفطرة الى
روحانيتها الاصلية .وتحصل له الطهارة الكاملة ، وذلك لأن لكل معصية انعكاسا واثرا في الروح ،كما قد يحصل أثرمن بعض الذنوب واللذائذ في الجسم ، فلابد للتائب أن
ينتفض ويستأصل تلك الآثارويقوم بالرياضة البدنية والروحية من العبادات
والمناسك حتى تزول منهما كل تبعات ومضاعفات الخطايا والآثام ، ويتدارك بذلك الحظوظ
الطبيعية ، لأن صورة اللذات الطبيعية (المادية )لا تزال ماثلة في ذائقة النفس ،ويخشى من لحظة طغيان النفس وتمردها على صاحبها والعياذ بالله ، وعليه أيضا أن يذنب اللحوم التي نشأت على جسمه من الحرام أو المعصيه ...
فلابد على السالك لسبيل الآخرة والتائب عن المعاصي أن يذيق الروح ألم الرياضة الروحية ومشقة العبادة ،
فاذا سهر ليلة في المعصية تداركها بليلة في العبادة ،وإذا عاش يوما واحدا
مع اللذائذ الطبيعية تداركه بالصوم والمستحبات المناسبة حتى تطهر النفس من كل آثارالمعاصي وتبعاتها التي هي عبارة عن تعلق حب الدنيا بالنفس ورسوخه فيها
وتتطهر من كل ذلك .
فهذان المقامان من المتممات والمكلملات لمنزل التوبة ،
والانسان عندما يريد في بدء الامر أن يدخل مقام التوبة ويتوب الى الله تعالى ينبغي
له أن لايظن بأن المطلوب منه المرتبة الاخيرة من التوبة لأنه سيجد الطريق صعبا
وعمله التوبة شاقة فينصرف عنها ويتركها .
إن كل مقداريساعد عليه حال السالك في سلوكه لطريق الآخرة يكون مطلوبا ومرغوبا فيه ،
وعندما تطأ قدماه الطريق ييسر الله تعالى له السير عليه ، فلابد أن لا تمنع صعوبة
الطريق الانسان عن الهدف الاصيل ، لأنه مهم جدا وعظيم جدا ، وإذا انتبهنا الى عظمة الهدف وأهميته تذللت جميع الصعاب من أجله ، وأي شيء أعظم من النحاة الأبدية والروح والريحان الدائمين ؟وأي بلاء أعظم من الهلاك الدائمي والشقاء السرمدي ؟
ومع ترك التوبة ، والتسويف والتأجيل قد يبلغ الانسان الى الشقاء الابدي والعذاب الخالد
والهلاك الدائم .
والحمد لله رب العالمين
المصدر ففروا الى الله
تعليق