تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
1- سكرات الموت:اللهم صل على محمد وال محمد
وأوَّل عقبة للآخرة سكرات الموت وشدَّ نزع الرُّوح، يقول الله ربُّنا جلَّ جلاله:
{وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} الاية 19 سورة ق.
وفي هذه العقبة تتوالى الشدائد والصعوبات على المحتضر من شدَّة الألم وزوال القوى وبكاء الأهل والعيال وغمِّ الانفصال عن المال والمنزل والعقار والممتلكات... فهو كما قال أمير المؤمنين (ع):
«... يتذكَّر أموالاً جمعها، أغمض في مطالبها وأخذها من مصرَّحاتها ومشتبهاتها، قد لزمته تبعاتُ جمعها وأشرف على فراقها، تبقى لِمَنْ وراءه ينعمون فيها ويتمتَّعون بها، فيكون المهنأ لغيره والعِبءُ على ظهره...» نهج البلاغة المبارك، الخطبة 109 .
ثُمَّ يشتدُّ عليه «هولُ المطَّلع» فيرى أموراً لم يكن يراها من قبل {لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} سورة «ق» المباركة، الآية 22 .
ثُمَّ يرى ملك الموت ومَنْ معه «فاجتمعت عليه سكرة الموت فغير موصوف ما نزل به» نهج البلاغة المبارك، الخطبة 109 .
2-العديلة عند الموت:
حيث يُخْشى عليه إنْ لم يكن من أهل الإخلاص والصدق والقلوب الصافية أن يعدل إلى الباطل عن الحقّ «اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك من العديلة عند الموت» لذا على المؤمن أن يكون خالص الإيمان بشروط التوحيد الكاملة ويدعو ربَّه:
«اللَّهُمَّ يَا أرحم الرَّاحمين إنِّي قد أودعتك يقيني هذا وثبات ديني وأنت خير مستودع، وقد أمرتنا بحفظ الودائع، فرُدَّه عليَّ وقت حضور موتي».
3-وحشة القبر:
للقبر أهوالٌ عظيمة، لذا، كان من السُّنَّة الشريفة أنْ لا يفاجأ الميِّت بالقبر، بل يوضع عند حافته هُنيئة ليأخذ أُهْبته، فهو بيت الغربة، وبيت الوحشة، وبيت الدود.
وأوصى أبو الحسن موسى الكاظم صاحبه بقوله: «إذا أتيت بالميِّت إلى شفير القبر فأمهِلْه ساعة فإنَّه يأخذ أهبته للسؤال».
ووقف رسول الله (ص) بجوار قبرٍ، فبكى حتَّى بلَّت دموعه ثوبه، ثُمَّ قال: «يا إخواني لمثل هذا فاستعدوا».
وروى السيِّد ابن طاووس عن سيِّدنا رسول الله (ص) قوله: «لا يأتـي علـى الميِّـت سـاعـة أشـدّ مـن أوَّل ليلـة فارحمـوا موتاكم بالصدقة...»
4-ضغطة القبر:
وهي العقبة الَّتِي إذا تذكَّرها ابنُ آدم ضاقت عليه الدُّنْيا، يقول أمير المؤمنين : «يا عباد الله: ما بعد الموت لِمَنْ لا يُغفر له، أشدّ من الموت، القبر، فاحذروا ضيقه وضَنَكَهُ وظلمته وغربته...».
ومن أدعية الإمام الصَّادق : «اللَّهُمَّ بارك لي في الموت، اللَّهُمَّ أَعنِّي على سكرات الموت، اللَّهُمَّ أعنِّي على غمِّ القبر، اللَّهُمَّ أعنِّي على ضيق القبر، اللَّهُمَّ أعنِّي على ظلمة القبر، اللَّهُمَّ أعنِّي على وحشة القبر، اللَّهُمَّ زوِّجني من الحور العين».
5- سؤال منكر ونكير:
يأتي الملكان منكر ونكير ليسألا الميِّت عن ربِّه ونبيِّه ودينه ووليِّه... لذا يُلقَّن الميِّت الشهادة مرَّتين:
الأولى: عند وضعه في القبر
الثانية: بعد الدَّفن، وذلك على تفصيل مذكور في الكتب المختصة.
رُوي عن الإمام الصَّادق أنَّهُ قال: «مَنْ أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا: المعراج والمساءلة في القبر والشفاعة».
6 - البرزخ:
وهو من المنازل المهولة الَّذِي ذكره الله تعالى في سورة «المؤمنون» {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} سورة المؤمنون المباركة، الآية 100 .
وتخوَّف الإمام الصَّادق علينا «... ولكنِّي والله أتخوَّف عليكم من البرزخ...»
قال أحدهم: وما البرزخ؟
قال : «القبر منذ حين موته إلى يوم القِيَامة».
7- القيامة:
وهَوْلُها عظيم بل أعظم من كُلِّ شيء، ويوم القِيَامَة هو يوم الفزع الأكبر الَّذِي قال الله تعالى في وصفه: {ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة} سورة الأعراف المباركة، الآية 187 .
فهي ثقيلة من حيث الشدائد والأهوال على كُلّ أهل السَّموات والأرض من الملائكة والجِّن والإنس.
ورُوي أنَّ رسول الله (ص) كان إذا ذكر الساعة اشتدَّ صوته واحمرَّت وجنتاه.
8- الخروج من القبر:
وهي ساعة الخروج من القبر، وهي إحدى الساعات الثلاث الَّتِي هي أشدّ الساعات وأكثرها وحشة على ابن آدم كما يقول الإمام السجاد : عند معاينة ملك الموت، وعند القيام من القبر، وعند الوقوف بين يديّ الله تبارك وتعالى .
قال الله تعالى في سورة المعارج: {فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون، يوم يخرجون من الأجداث سراعاً كأنهم إلى نصب يوفضون، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون} سورة المعارج المباركة، الآيات 42 ـ 44.
وهناك الميزان {والوزن يومئذ الحق} سورة الأعراف المباركة، الآية 8 ، والحساب حيث {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون} سورة الأنبياء المباركة، الآية 1 ، وصحائف الأعمال {وإذا الصحف نشرت} سورة التكوير المباركة، الآية 10 ، والصراط وغيرها...
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
المصادروالصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
(منازل الآخرة) للمقدَّس الشيخ عبَّاس القمي.
(تسلية الفؤاد في بيان الموت والمعاد) للسيِّد عبد الله شُبَّر.
تعليق