بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعلنا في زمن توفرت فيه الشهادة وازداد طلابها ونحن في ظل الفتوى الكبرى للسيد علي السيستاني دام عزة التي اوعز فيها الى وجوب الدفاع وان من يقتل فيها فانه يكون شهيدا .فقد ازدحمت الجموع المؤمنة المواليه على المراكز للتسجيل وتوجهوا من فورهم الى ساحات الشرف والشهاد وقتتلوا برهة من الزمن وتحققت انتصارات على الساحة وانتصارات اخرويه وهذه الاخيرة هي الفوز العضيم والرضوان المبين التي كثرة الايات المباركه في القران الكريم واستفاضت الروايات الشرفيه في فضل الشهيد وفضل الشهادة وفي منزلة الشهيد والمستشهد في سبيل الله عز وجل . ولنشير في هذه السطور الى بعض وجوه فضل الشهيد ورفعة المنزلة للشهداء يوم الورد :
الامر الاول : قوله تعالى {{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}}ال عمران .
فهذا دليل على ان الشهداء هم احياء عند ربهم فحياة الشهداء حياة خالدة مادامت الدنيا ومابقيت بالاضافة الى الخلود العضيم في الاخرة وهذا الامر هو من الامور البارزة في عطيايا الله تبارك ونعالى للشهداء كما قرنا في الاية المذكورة .
وفي هذا الصدد ايضا قال الباري تبارك وتعالى {{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)}}البقرة .
الامر الثاني : هو ان الشهيد محبوب من قبل النبي صلى الله عليه واله ومحبوب من قبل اهل البيت عليهم السلام .
وحب اهل البيت النبوي للشهيد فهذا دليل على علوا منزلة الشهيد وفضل منزلة الشهيد وتكون هي الافضليه هي الارجح في كل الامور الممدوحة ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه واله انه قال { والذي نفس محمد بيدة لوددة ان اغزوا في سبيل الله فاقتل ثم اغزو في سبيل الله فاقتل ثم اغزو في سبيل الله فاقتل ثم اغزو فاقتل )كنز العمال .
ولا شك في ان هذا الفضل العضيم والحب للشهادة والشهاداء عند امير المؤمنين علي عليه السلام (ان اشرف القتل الشهادة)شرح نهج البلاغة.
وورد عنه عليه السلام( حتى ألقاهم متى حم لي لقاؤهم فوالله إني لعلى الحق وإني للشهادة لمحب وإني إلى لقاء الله ربي لمشتاق)البحار للمجلسي.
كيف لا وهو القائل (لالف ضربة بالسيف اهون علي من ميتة على الفراش)شرح نهج البلاغة .
الامر الثالث : هو ان الشهيد في سبيل الله تمحى ذنوبه وتكفر عنه خطاياه وهي مكرمه من الله تعالى للشهيد في سبيله فيمحي ذنوبه التي بينه وبين الله تعالى ولهذا يشير الامام الباقر عليه السلام (كل ذنب يكفره القتل في سبيل الله عز وجل الا الدين)الكافي .
وقد قال رسول الله (الشهادة تكفر كل شيء الا الدين)
وعنه ايضا (اول قطرة من دم شهيد كفارة لذنوبه الا الدين)من لايحضره الفقيه .
وري عن الامام الصادق عليه السلام (من قتل في سبيل الله لم يعرفه الله شيئا من سيئاته)الكافي .
الامر الرابع : ان الله تعالى سيخفف عن الشهيد مس الموت ونزع الروح فان الشهيد لا يتالم او يتاذى عند نزع الروح بل لايكاد يجد من المه شيئا لهذا يشير النبي المصطفى صلى الله عليه واله (مايجد الشهيد من مس القتل الا كما يجد من مس القرصه)كنز العمال .
الامر الخامس : هو ان الشهيد مكرم بكرم الله تعالى فلا يصعق عند النشور لانه الشهيد قد ارهق دمائه في مرضات الله تبارك وتعالى فعن النبي صلى الله عليه واله {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68)}حيث قيل له من الذين لم يشا الله ان يصعقهم؟؟ فقال : هم شهداء الله .نفس المصدر .
الامر السادس : ان للشهيد في سبي الله ستة خصال وهذا من كرم الله عليه والذي اسهل هذه الخصال هو عدم الفتة في القبر فهذه رفعت عن الشهيد في سبيل الله لان البرزخ والقبر بديه الحصول على الثواب بالنسبة للشهيد فليس لعذاب القبر هنا معنى بعد ان محت ذنوبه بخروج اول قطرة دم كما سلفنا فمن الطبيعي ان يحصل الشهيد على الاجر والثواب في القبر وليس هذا فقط بل له اكثر من ذلك بكثير كما قال رسول الله صلى الله عليه واله (لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ : يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الإِيمَانِ ، وَيُزَوَّجُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِنْ حُورِ الْعِينِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَيُؤَمَّنُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ ، وَيَضَعُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ ، الْيَاقُوتَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ)الترغيب والترهيب .
الامر السابع : ان للشهيد كرامه ومنزله عن الله تعالى بحيث يغبطه عليها اهل الجنه فان كل من يراه يتمنى الرجعوع الى الدنيا لكي يحظوا بمنزله الشهيد ويطلبوا الشهادة لكي ينالوا بذلك رضوان الله وفضل الشهادة عن طريق رضا الله وسبيل الله ففي هذا المضمار يقول الرسول (يُؤْتَى بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ ؟ فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، خَيْرَ مَنْزِلٍ ، فَيَقُولُ : سَلْ ، وَتَمَنَّهْ ، فَيَقُولُ : مَا أَسْأَلُ ، وَلا أَتَمَنَّى إِلا أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا ، فَأُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ عَشْرَ مِرَارٍ لِمَا أَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ)كنز العمال .
الامر الثامن والاخير : ان الله تعالى الذي هو الرحمن الرحيم والذي بمقتضى رحمته وعطفه وكرمه العضيم الواسع ضمن نيل الشهادة لمن يبحث عنها ويطلبها حتى وان ام يصيبها وهذا هو الفوز العضيم والتجارة التي لن تبور ففي الروايه عن الرسول (من طلب الشهادة صادقا اعطيها ولو لم تصبه )البحار .
والحمد لله رب العالمين
تعليق