إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من أنكر إمامة أحد من الأئمة كافر 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من أنكر إمامة أحد من الأئمة كافر 1

    الشبهة / اتفقت الشيعة الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة كافر ويستحق الخلود في النار .


    الجواب / لقد خلط القفاري بين أنواع الكفر الواردة في الشريعة ، ولم يفهم مغزى كلام الشيخ المفيد في أوائل المقالات (القول في تسمية جاحدي الإمامة

    ومنكري ما أوجب الله تعالى للأئمة من فرض الطاعة

    واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار ) الذي استند عليه القفاري في شبهته هذه والذي لا يلزم منه تكفير المسلمين ، فالكفر في اللغة كما في الصحاح للجوهري : ( ستر الشيء وتغطيته ومنه سمي الليل كافرا لأنه يغطي كل شيء سواده ) ، وقد استعمل الكفر في القران الكريم في معان عديدة منها :

    أولا / كفر النعم في مقابل الشكر ، قال تعالى في سورة النمل 40 : (هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) .

    ثانيا / كفر البراءة في مقابل الولاء ، قوله تعالى يحكي قول إبراهيم عليه السلام في سورة الممتحنة 4 : (كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) .

    ثالثا / كفر النكران في مقابل الإيمان ، قال تعالى في سورة الكهف 29 : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) ، وهذا الكفر تارة يكون بلا معرفة مثل قول القائل : لا رب ولا جنة ولا نار ، وتارة يكون مقارنا للمعرفة من قبيل المعنى في قوله تعالى في سورة البقرة 89 : (وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) .

    رابعا / كفر ترك الأمر الإلهي في مقابل الطاعة ، وهو قوله تعالى في سورة البقرة 84 – 85 : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) .

    كما أن صاحب الشبهة لم يدرك مكانة الإمامة عند الشيعة ونظرتهم لها ، هل هي من أصول الدين أم من أصول المذهب عندهم ،فعلى الرغم من وفرة أدلة الإمامة من الكتاب والسنة ووضوحها إلا أنها قد اكتنفها شيء من الغموض والتشويش بسبب تضافر عدد من العوامل والظروف الخاصة ، فأصبحت ليست ضرورية وإنما نظرية بمعنى أنها تحتاج إلى بذل الجهد والنظر والتأمل في الأدلة والتجرد عن المتبنيات والأفكار المسبقة ، وهذا مما لا يتوفر لكثير من الناس ، ولذا اعتقد الشيعة أن الإمامة من أصول المذهب الشيعي لا من أصول الدين ، قال السيد الخميني في كتاب الطهارة : (أن الامامة بالمعنى الذي عند الامامية ليست من ضروريات الدين، فانها عبارة عن أمور واضحة بديهية عند جميع طبقات المسلمين، ولعل الضرورة عند كثير على خلافها فضلا عن كونها ضرورة، نعم هي من أصول المذهب ) ، وقال السيد الخوئي في كتاب الطهارة: ( وأما الولاية بمعنى الخلافة فهي ليست بضرورية بوجه وإنما هي مسالة نظرية وقد فسروها بمعنى الحب والولاء ولو تقليدا لآبائهم وعلمائهم وانكارهم للولاية بمعنى الخلافة مستند إلى الشبهة ) .


    فلم يتعامل علماء الشيعة مع منكر الإمامة بشكل واحد وإنما فرقوا في ذلك ، فمن قام لديه الدليل على الإمامة وجزم بأنها من الدين ومما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أنكرها ، فحالها سيكون حال بقية أمور الدين التي حصل العلم بها ، فمنكرها يحكم بكفره .
يعمل...
X