بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبن الطاهرين
وهذا الكفر : إما هو من قبيل كفر المعصية وهو فيما لو لم ينكر أصل الإمامة وإنما ترك وعصى الأمر الإلهي بوجوب طاعة الإمام ، وحاله حال كثير من المعاصي التي توجب دخول النار ، ويظهر هذا المعنى من رواية المفضل عن الإمام الكاظم عليه السلام الواردة في وسائل الشيعة للحر العاملي عندما سأله عن الإمام من بعده : (قال : ـ قلت : هو صاحب هذا الأمر من بعدك ؟ قال : نعم ، من أطاعه رشد ، ومن عصاه كفر ) ، وقد استعمل الكفر كثيرا فيمن ترك أمر الله تعالى أو أتى بما نهى عنه من قبيل ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صحيح البخاري ،أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ، وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ ) ، وقال النووي في شرح مسلم : ( وَتَأَوَّلُوا قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ بِتَرْكِ الصَّلَاةِ عُقُوبَةَ الْكَافِرِ وَهِيَ الْقَتْلُ أَوْ أَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْمُسْتَحِلِّ أَوْ عَلَى أَنَّهُ قد يؤول بِهِ إِلَى الْكُفْرِ أَوْ أَنَّ فِعْلَهُ فِعْلُ الْكُفَّارِ ) .
وأما أن يكون كفر منكر الإمامة كفر جحود وهو أن ينكر الشيء بعد معرفته ، فأن من ينكر الإمامة بعد معرفتها وأنها من الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعد كافرا كفر جحود وهو الكفر الذي يقابل الإيمان لأنه يستلزم تكذيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الإمام الصادق عليه السلام في الكافي للكليني : ( وأما الوجه الآخر من الجحود على معرفة وهو أن يجحد الجاحد وهو يعلم أنه حق، قد استقر عنده وقد قال الله عزوجل: وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) .
ونظير هذا التكفير ما ورد في الروض الآنف في شرح السيرة النبوية لأبن هشام عن جابر رضي الله عنه قال : (قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَنْ كَذّبَ بِالدّجّالِ فَقَدْ كَفَرَ وَمَنْ كَذّبَ بِالْمَهْدِيّ فَقَدْ كَفَرَ ) .
وكلا المعنيين من الكفر الذي يطلق على منكر الإمامة لا يشمل غالب أهل السنة لأنهم ينكرون الإمامة جهلا بها لعدم وضوح دليلها لديهم ، فالحكم يختص باللذي تبين لهم الحق وقام عندهم الدليل ، فأهل السنة في أعتقاد الشيعة هم مسلمون حيث دلت روايات أهل البيت عليهم السلام على معاملة المخالفين من أهل السنة على أنهم مسلمون اخوة للشيعة في الدين والمعتقد وحثت على حسن معاشرتهم والتفاعل معهم ، ففي المحاسن للبرقي عن عبد الله بن سنان قال : ( سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : اوصيكم بتقوى الله عزوجل ، ولا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلوا ، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( وقولوا للناس حسنا ) ثم قال : عودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، واشهدوا لهم وعليهم ، وصلّوا معهم في مساجدهم )
وفي من لا يحضره الفقيه للصدوق روى زيد الشحام عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : ( يا زيد خالقوا الناس بأخلاقهم، صلوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإن استطعتم أن تكونوا الائمة والمؤذنين فافعلوا، فإنكم إذا فعلتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية رحم الله جعفرا ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه، وإذا تركتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية فعل الله بجعفر ما كان أسوء ما يؤدب أصحابه )
وقد شهد لهذا الكثير من أقوال فقهاء الشيعة وعلمائهم حيث صرحوا بعدم كفر مخالفهم ما دام يتلفظ الشهادتين ، كما صرحوا بطهارته وجواز مناكحته وحرمة ماله وحرمة انتهاك عرضه ، ومن هذه الأقوال :
قال السيد الخميني في كتاب الطهارة : (فان المنساق من الروايات أن الشهادتين تمام حقيقة الاسلام، وتمام الموضوع لترتب الآثار الظاهرة على مظهرها )
وقال السيد الشهيد الصدر في الفتاوى الواضحة : ( من آمن بوحدانية الله ورسالة محمد واليوم الآخر ، فهو مسلم طاهر ، من أي فرقة أو طائفة أو أي مذهب كان من المذاهب الإسلامية ، وكل إنسان أعلن الشهادتين ( الشهادة لله وللنبي محمد بالرسالة ) فهو مسلم عمليا وطاهر ، حتى ولو عُلم بانه غير منطوٍ في قلبه الإيمان بمدلول الشهادتين ما دام هو نفسه قد أعلن الشهادتين ، ولم يعلن بعد ذلك تكذيبه لهما ، وكل من ولد عن أبوين مسلمين فهو مسلم عمليا وطاهر ما لم يعلن تكذيبه للشهادتين )
وقال الشيخ الأنصاري في كتاب الطهارة : ( المشهور طهارة المخالف لأهل الحق .. للأصل وأدلة طهارة المسلمين من النص والإجماع .. هذا مضافا إلى السيرة القطعية المستمرة من زمن حدوث هذا المذهب إلى يومنا هذا من الأئمة صلوات الله لليهم وأصحابهم ، ومن جميع المؤمنين من المباشرة لهم ومساورتهم والأكل من ذبايحهم وأطعمتهم ومزاوجتهم .. )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبن الطاهرين
وهذا الكفر : إما هو من قبيل كفر المعصية وهو فيما لو لم ينكر أصل الإمامة وإنما ترك وعصى الأمر الإلهي بوجوب طاعة الإمام ، وحاله حال كثير من المعاصي التي توجب دخول النار ، ويظهر هذا المعنى من رواية المفضل عن الإمام الكاظم عليه السلام الواردة في وسائل الشيعة للحر العاملي عندما سأله عن الإمام من بعده : (قال : ـ قلت : هو صاحب هذا الأمر من بعدك ؟ قال : نعم ، من أطاعه رشد ، ومن عصاه كفر ) ، وقد استعمل الكفر كثيرا فيمن ترك أمر الله تعالى أو أتى بما نهى عنه من قبيل ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صحيح البخاري ،أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ، وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ ) ، وقال النووي في شرح مسلم : ( وَتَأَوَّلُوا قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ بِتَرْكِ الصَّلَاةِ عُقُوبَةَ الْكَافِرِ وَهِيَ الْقَتْلُ أَوْ أَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْمُسْتَحِلِّ أَوْ عَلَى أَنَّهُ قد يؤول بِهِ إِلَى الْكُفْرِ أَوْ أَنَّ فِعْلَهُ فِعْلُ الْكُفَّارِ ) .
وأما أن يكون كفر منكر الإمامة كفر جحود وهو أن ينكر الشيء بعد معرفته ، فأن من ينكر الإمامة بعد معرفتها وأنها من الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعد كافرا كفر جحود وهو الكفر الذي يقابل الإيمان لأنه يستلزم تكذيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الإمام الصادق عليه السلام في الكافي للكليني : ( وأما الوجه الآخر من الجحود على معرفة وهو أن يجحد الجاحد وهو يعلم أنه حق، قد استقر عنده وقد قال الله عزوجل: وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) .
ونظير هذا التكفير ما ورد في الروض الآنف في شرح السيرة النبوية لأبن هشام عن جابر رضي الله عنه قال : (قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَنْ كَذّبَ بِالدّجّالِ فَقَدْ كَفَرَ وَمَنْ كَذّبَ بِالْمَهْدِيّ فَقَدْ كَفَرَ ) .
وكلا المعنيين من الكفر الذي يطلق على منكر الإمامة لا يشمل غالب أهل السنة لأنهم ينكرون الإمامة جهلا بها لعدم وضوح دليلها لديهم ، فالحكم يختص باللذي تبين لهم الحق وقام عندهم الدليل ، فأهل السنة في أعتقاد الشيعة هم مسلمون حيث دلت روايات أهل البيت عليهم السلام على معاملة المخالفين من أهل السنة على أنهم مسلمون اخوة للشيعة في الدين والمعتقد وحثت على حسن معاشرتهم والتفاعل معهم ، ففي المحاسن للبرقي عن عبد الله بن سنان قال : ( سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : اوصيكم بتقوى الله عزوجل ، ولا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلوا ، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( وقولوا للناس حسنا ) ثم قال : عودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، واشهدوا لهم وعليهم ، وصلّوا معهم في مساجدهم )
وفي من لا يحضره الفقيه للصدوق روى زيد الشحام عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : ( يا زيد خالقوا الناس بأخلاقهم، صلوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإن استطعتم أن تكونوا الائمة والمؤذنين فافعلوا، فإنكم إذا فعلتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية رحم الله جعفرا ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه، وإذا تركتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية فعل الله بجعفر ما كان أسوء ما يؤدب أصحابه )
وقد شهد لهذا الكثير من أقوال فقهاء الشيعة وعلمائهم حيث صرحوا بعدم كفر مخالفهم ما دام يتلفظ الشهادتين ، كما صرحوا بطهارته وجواز مناكحته وحرمة ماله وحرمة انتهاك عرضه ، ومن هذه الأقوال :
قال السيد الخميني في كتاب الطهارة : (فان المنساق من الروايات أن الشهادتين تمام حقيقة الاسلام، وتمام الموضوع لترتب الآثار الظاهرة على مظهرها )
وقال السيد الشهيد الصدر في الفتاوى الواضحة : ( من آمن بوحدانية الله ورسالة محمد واليوم الآخر ، فهو مسلم طاهر ، من أي فرقة أو طائفة أو أي مذهب كان من المذاهب الإسلامية ، وكل إنسان أعلن الشهادتين ( الشهادة لله وللنبي محمد بالرسالة ) فهو مسلم عمليا وطاهر ، حتى ولو عُلم بانه غير منطوٍ في قلبه الإيمان بمدلول الشهادتين ما دام هو نفسه قد أعلن الشهادتين ، ولم يعلن بعد ذلك تكذيبه لهما ، وكل من ولد عن أبوين مسلمين فهو مسلم عمليا وطاهر ما لم يعلن تكذيبه للشهادتين )
وقال الشيخ الأنصاري في كتاب الطهارة : ( المشهور طهارة المخالف لأهل الحق .. للأصل وأدلة طهارة المسلمين من النص والإجماع .. هذا مضافا إلى السيرة القطعية المستمرة من زمن حدوث هذا المذهب إلى يومنا هذا من الأئمة صلوات الله لليهم وأصحابهم ، ومن جميع المؤمنين من المباشرة لهم ومساورتهم والأكل من ذبايحهم وأطعمتهم ومزاوجتهم .. )