إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نعم الدنيا وملذاتها خير ام شر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نعم الدنيا وملذاتها خير ام شر


    اللهم صلِ على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نعم الدنيا وملذاتها خير ام شر :
    اخبرنا أحد الاساتذة الأفاضل حديثاً مشوقاً وذات معنى وحكمة بالغة في وجوب قياس اعمالنا الدنيوية
    مع ما يقابلها من عذاب وعقاب وثواب وحساب الاخرة وكنت انا واحدة من مستمعات اِلى هذا الحديث فاحببت ان انقلها لكم بالدقة والتفصيل :
    قال : هذا الاستاذ الكريم الذي كان طالباً في احد الكتاتيب النائية بعيداً عن البلد وعن العاصمة في احدى القرى _وهذه ايضاً نقطة اقف عندها لنرى كيف ان الانسان ان اراد ان يتعلم فأنه سوف يبذل الغالي والنفيس في سبيل التعلم ولن يقف امامه اي عائق حتى وان لم يكن للمدارس وجود وللمدرس والمعلم حضور_
    هذا الاستاذ قال : كنت ومجموعة من اصدقائي كنا ندرس على يد ملّا كان قد تتلمذ عند السيد محسن الحكيم (طاب ثراه) .

    فعاد الى هذه القرية وقام بتعليم الاطفال علوم القرآن ، حَفْظَه وتفسيره وقرائته قراءة صحيحة ، ودام تدريسه لنا اكثر من اربع سنوات ، كنا ندرس في جامع قريب من بيوتنا وقد تَغيّب من تَغيّب ولم يحالفه الحظ في انهاء وختم القرآن بسبب او بدون سبب ، واستمر من استمر حتى انهاء اخر حرف وكلمة من القرآن الكريم ، وفي حفل ختم القرآن الذي حظره كل اهالي القرية طلب مختار القرية ان تُقام الولائم في بيت كل طالب علم انهى دراسته تكريما لهذا الاستاذ ، يحضره كل من اراد الحضور واول من سيقيم هذه الوليمة هو المختار ، ودعى فيها كل اهل القرية ومن ضمنهم الاستاذ والطلبة ، وفي اليوم الثاني لبى الدعوة جمع غفير من اهالي الطلبة وعلى رأسهم الاستاذ ، ومدت السفرة التي حوت اصناف اللحوم البيضاء والحمراء والمشوي والمقلي والخضار والفاكهة والارز والمخلل والمشروبات والعصائر ، وأكلوا وشربوا ، وبعدها كرّم المختار الاستاذ وأَعلى من قدره بين الاهالي ، ثم اعلن ان الوليمة سوف تكون غداً بطلب من والد الطالب الثاني الذي ايضاً لا تقل قدرته المادية عن قدرة المختار ، فلبوا دعوته جميعاً مع الاستاذ ، ثم توالت الدعوات من كل اهالي التلاميذ واحداً تلو الاخر ، وأخيرا بقي طالب واحد وهو فقير الحال له اب مقعد وام تشتغل في بيع الخضار وتعيل عائلة مكونة من سبعة افراد ، الجدة والاب المعوق والاولاد الخمسة ومن ضمنهم هذا الطالب ، وطوال هذه الفترة والطالب لا ينفك عن التفكير كيف سيدبر للوليمة وما سوف يقدمه وهو لا يملك في بعض الايام قوت عائلته ، وما سوف يكون موقف اصدقائه منه وعلى رأسهم الاستاذ والمختار وغيرهم ، واكثر من مرة يلوم نفسه لانه وضع نفسه وعائلته في هذا المنزلق بدراسته مع اقرانٍ يفوقونه ثراءً ، وكانت الام التي لا يخفى عليها شيئ ترى ذلك هذا عن كثب وتراقب ردّة فعل ابنها وانشغاله وتقلبه وشروده ، وتعلم ما يدورفي رأسه والقلق الذي يشعر به ، فتقربت منه بكل حنان ومودة وقالت : بني على علمي لم يبقى في القرية الا انت لم تقم الوليمة التي طلبها المختار منكم ، فما هو خططك وكيف سوف تقيمها واين؟ فرد الطفل ضاحكاً وفي عينيه حيرة وقلق أيُعقل يا أُمي ان اقيم وليمة وانا لا أستطيع ان اطعم اخوتي الصغار فقالت الام : بني توكل على الله وادعو اصدقاءك والاستاذ وسوف يدبرها رب العباد ان شاء الله (فالعبد بالتفكير والرب بالتدبير) ولا يكلف الله نفساً الا وسعها ، فرفض الطفل فكرة امه فهو يعلم بان البيت لا يحوي الا القليل من العدس تدخره العائلة لوقت الحاجة ، وبعد إلحاحِِ من الام اقنعت ابنها وذهب وهو مطأطئ الرأس الى الاستاذ وطلب منهم الحظور مساءاً لتناول العشاء عنده ، وفعلا حضر كل اصدقاء الطالب ومعهم أستاذهم يتقدمهم فرأوا بعض صحون صغيرة موضوعة بصورة خجلة وهي تحوي على كميات بسيطة من حساء العدس وجرة من الماء وبعض ارغفة من طحين الشعير ، فأكلوا احتراما لهذا الطالب عزيز النفس حتى وان كان اكل البعض منهم تصنعاً .
    وكان الاستاذ ينظر الى الموقف ، والطالب ينظر إليهم وفي عينيه دموع الخجل والانكسار ، علم هذا الاستاذ ما يشعر به هذا الطالب وكيف سيكون ردة فعله عندما يتضاحك غداً عليه اصدقاءه واهاليهم عندما ينقل إليهم هذا الحدث .
    قام الاستاذ ورفض ان يخرج اي طالب من هذا الدار الا بعد ان ينهي كلامه معهم فوقفوا جميعا ليروا ما سيقوله الاستاذ .
    طلب منهم ان يحضروا له حديدة فجاءوا به وطلب من كل واحد منهم ان يحضروا حطبا ويشعلوه تحت هذه الحديده ففعلوا ما امرهم به ثم عندما حمى الحديد طلب ان يقف كل طالب على هذه الحديدة وان يذكر اصناف الاطعمة التي احضرها في دعوتهم لذلك الحفل فبدأ بإبن المختار ، وبعد اعتراض وصراخ صعد وهو ينزل قدم ويرفع قدم من شدة حرارة الحديدة فبدأ بذكر الاصناف وكلما اراد ان ينهي ذكّره الاصدقاء بما غفل عن ذكره الى ان انهى كل اصناف الطعام ، وعند الانتهاء
    كان قد اصاب قدمي الطالب بحروق بسيطة اثر وقوفه الطويل على تلك الحديدة مما جعله يبكي ويستنجد اباه ، وبعد ان نزل بدأ بالثاني وفعل ما فعله بالاول وهو مثل ابن المختار يصعد قدم وينزل القدم الاخر ويبكي وكلما كان يقف عن ذكر الاصناف ذكّروه به مما اطال وقوفه على تلك الحديدة وهكذا الحال مع الثالث والرابع وكلما قلت اصناف الطعام قلت مدة الوقت التي يقف فيها الطالب على الحديد الى ان جاء دور الطالب الفقير مادياً فصعد على الحديدة وبمجرد سؤاله من الاستاذ بذكر الاصناف رد بسرعة البرق مجيبا لسؤاله : حساء العدس وجرة ماء وخبز .
    ونزل فألتفت الاستاذ الى الجميع وكان اكثرهم في حال يرثى لها وهم يتأففون ويمسكون بأرجلهم من شدة الحرارة ، وقال لهم الاستاذ هذه هي نار الدنيا فكيف ان كانت نار الاخرة وهذه النعم التي انعم الله عليكم بها محاسبون ومسؤولون عنها امام الله فلا يغرنكم المال والاولاد وكنوز اكتنزتموها وطعام تبذرونه ، كل ذلك كنتم عنه مسؤولون ، ولذلك كانوا أئمتنا سلام الله عليهم زاهدين في مُتع الدنيا لانها كلما كثرت كلما زاد الحساب والعقاب ، وكلما قل قصرت المدة التي يقف العبد بين يدي الله تعالى للحساب والمسائلة .......

    والى هنا انهى الاستاذ حديثه
    وكان لهذا الحديث اثراً بليغا على كل المستمعين حتى سمعنا بأن احد الحضور قد باع سيارته الفارهة وتبرع بالمبلغ لاحد المساجد واستغنى عن اكثر املاكه لصالح اعمال خيرية وجعل اكثر الجالسين يعيدون حساباته من جديد .
    والحمد لله رب العالمين








    التعديل الأخير تم بواسطة نور المجتبى ; الساعة 06-05-2015, 12:25 PM. سبب آخر:

  • #2
    بسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ

    الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
    اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا
    شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ، ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ،
    تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ما قضيت ، نستغفرك اللهم ونتوب إليك .

    وفقكم الله اختي الفاضلة (نورالشبكية)وجزاكم خير الجزاء .


    تعليق

    يعمل...
    X