بسم الله الرحمن الرحيم
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8))الانسان
صدق الله العلي العظيم
أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد والطول والمجد الحمد لله
على ما أنعم وله الشكر بما ألهم..
وبعد
قد نُقلت هذه الآية حد التواتر في كتب أهل العامة نقلها النيسابوري . الفخر الرازي. الكلبي. الشوكاني.السيوطي. الطبري.البغوي الشافعي. إبن حجر. التستري . القندوزي الحنفي. الترمذي . إبن أبي الحديد . الحمويني.... ولا يسع المقام لذكر جميع المصدر وسوف أكتفي بما نقله العلامة القرطبي لأنه كافي لطالب الحقيقة وغير المتعصب للباطل من أهل الفتن والدجل الذين كان أسلامهم بالوراثة ليس إلا .
العلامة القرطبي في تفسيره ( ج 19 ص 129 ط مصر سنة 1356 )
قال : ذكر الثعلبي في تفسيره . وقال أهل التفسير : نزلت في علي وفاطمة رضي الله عنهما وجارية لهما اسمها فضة . وقد ذكر النقاش والثعلبي والقشيري وغير واحد من المفسرين في قصة علي وفاطمة وجاريتها رواه ليث عن مجاهد عن ابن عباس في قوله عز وجل ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ، ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) قال مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله ( ص ) وعادهما عامة العرب فقالوا يا أبا الحسن - رواه جابر الجعفي عن قنبر مولى على ، قال : مرض الحسن والحسين حتى عادهما أصحاب رسول الله ( ص ) . فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا أبا الحسن رجع الحديث إلى حديث ليث بن أبي سليم . لو نذرت عن ولديك شيئا ، فقال رضي الله عنه : ان برء ولداي صمت لله ثلاثة أيام شكرا . وقالت جارية لهم نوبية : ان برء سيداي صمت لله ثلاثة أيام شكرا . وقالت مثل ذلك في حديث الجعفي ، فقال الحسن والحسين : علينا مثل ذلك فالبس الغلامان العافية ، وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فانطلق علي إلى شمعون بن حاريا الخيبري وكان يهوديا فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء به فوضعه ناحية البيت ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع النبي ( ص ) ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه . وفي حديث الجعفي : فقامت الجارية إلى صاع من شعير فخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص ، فلما مضى صيامهم الأول وضع بين أيديهم الخبز والملح الجريش إذ اتاهم مسكين فوقف بالباب وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد - في حديث الجعفي انا مسكين من مساكين أمة محمد ( ص ) وانا والله جائع ، أطعموني أطعمكم الله الله من موائد الجنة . فسمعه علي رضي الله عنه فأنشأ يقول : فاطم ذات الفضل واليقين يا بنت خير الناس أجمعين اما ترين البائس المسكين قد قام بالباب له حنين يشكو إلى الله ويستكين يشكو إلينا جائع حزين كل امرئ بكسبه رهين وفاعل الخيرات يستبين موعدنا جنة عليين حرمها الله على الضنين وللبخيل موقف مهين تهوى به النار إلى سجين شرابه الحميم والغسلين من يفعل الخير يقم سمين ويدخل الجنة أي حين فأنشأت فاطمة رضي الله عنها تقول : أمرك عندي يا بن عم طاعة ما بي من لوم ولا وضاعة غديت في الخبز له صناعة أطعمه ولا أبالي الساعة ارجوا إذا شبعت ذا المجاعة ان الحق الاخبار والجماعة وادخل الجنة لي شفاعه فأطعموه الطعام ، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما ان كان في اليوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته وأخبزته ، وصلى علي مع النبي ( ص ) ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم فوقف بالباب يتيم فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة . أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فسمعه على فأنشأ يقول : فاطم بنت السيد الكريم بنت نبي ليس بالزنيم لقد أتى الله بذي اليتيم من يرحم اليوم يكن رحيم ويدخل الجنة أي سليم قد حرم الخلد على اللئيم الا يجوز الصراط المستقيم يزل في النار إلى الجحيم شرابه الصديد والحميم فأنشأت فاطمة رضي الله عنها تقول أطعمه اليوم لا أبالي وأؤثر الله على عيالي أمسوا جياعا وهم أشبالي أصغرهم يقتل في القتال بكربلا يقتل باغتيال يا ويل للقاتل من وبال تهوى به النار إلى سفال وفى يديه الغل والأغلال كبولة زادت على الأكبال فأطعموه الطعام ومكثوا يومين وليلتين ، لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح فلما كانت في اليوم الثالث قامت إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم ، إذ اتاهم أسير فوقف بالباب فقال . السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا ؟ أطعموني فاني أسير محمد فسمعه علي فأنشأ يقول : فاطم يا بنت النبي أحمد بنت نبي سيد مسود وسماه الله فهو محمد قد زانه الله بحسن اغيد هذا أسير للنبي المهتد مثقل في غلة مقيد يشكوا إلينا الجوع قد تمدد من يطعم اليوم يجده في غد عند العلي الواحد الموحد ما يزرع الزراع سوف يحصد أعطيه لا لا تجعليه اقعد فأنشأت فاطمة رضي الله عنها تقول : لم يبق مما جاء غير صاع قد ذهبت كفى مع الذراع ابناي والله هما جياع يا رب لا تتركهما ضياع أبوهما للخير ذو اصطناع يصطنع المعروف بابتداع عبل الذراعين شديد الباع وما على رأسي من قناع الا قناعا نسجه انساع فاعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما ان كان في اليوم الرابع ، وقد قضى الله النذر أخذ بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين وأقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، فلما أبصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا أبا الحسن ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم انطلق بنا إلى ابنتي فاطمة ، فانطلقوا إليها وهي في محرابها ، وقد لصق بطنها بظهرها ، وغارت عيناها من شدة الجوع ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف المجاعة في وجهها بكى وقال : واغوثاه يا الله أهل بيت محمد يموتون جوعا ، فهبط جبرئيل عليه السلام وقال : السلام عليك ربك يقرئك السلام يا محمد خذه هنيئا في أهل بيتك قال : وما آخذ يا جبرئيل ؟ فاقرأه : (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) ) إلى قوله : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) ) ...
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8))الانسان
صدق الله العلي العظيم
أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد والطول والمجد الحمد لله
على ما أنعم وله الشكر بما ألهم..
وبعد
قد نُقلت هذه الآية حد التواتر في كتب أهل العامة نقلها النيسابوري . الفخر الرازي. الكلبي. الشوكاني.السيوطي. الطبري.البغوي الشافعي. إبن حجر. التستري . القندوزي الحنفي. الترمذي . إبن أبي الحديد . الحمويني.... ولا يسع المقام لذكر جميع المصدر وسوف أكتفي بما نقله العلامة القرطبي لأنه كافي لطالب الحقيقة وغير المتعصب للباطل من أهل الفتن والدجل الذين كان أسلامهم بالوراثة ليس إلا .
العلامة القرطبي في تفسيره ( ج 19 ص 129 ط مصر سنة 1356 )
قال : ذكر الثعلبي في تفسيره . وقال أهل التفسير : نزلت في علي وفاطمة رضي الله عنهما وجارية لهما اسمها فضة . وقد ذكر النقاش والثعلبي والقشيري وغير واحد من المفسرين في قصة علي وفاطمة وجاريتها رواه ليث عن مجاهد عن ابن عباس في قوله عز وجل ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ، ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) قال مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله ( ص ) وعادهما عامة العرب فقالوا يا أبا الحسن - رواه جابر الجعفي عن قنبر مولى على ، قال : مرض الحسن والحسين حتى عادهما أصحاب رسول الله ( ص ) . فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا أبا الحسن رجع الحديث إلى حديث ليث بن أبي سليم . لو نذرت عن ولديك شيئا ، فقال رضي الله عنه : ان برء ولداي صمت لله ثلاثة أيام شكرا . وقالت جارية لهم نوبية : ان برء سيداي صمت لله ثلاثة أيام شكرا . وقالت مثل ذلك في حديث الجعفي ، فقال الحسن والحسين : علينا مثل ذلك فالبس الغلامان العافية ، وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فانطلق علي إلى شمعون بن حاريا الخيبري وكان يهوديا فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء به فوضعه ناحية البيت ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع النبي ( ص ) ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه . وفي حديث الجعفي : فقامت الجارية إلى صاع من شعير فخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص ، فلما مضى صيامهم الأول وضع بين أيديهم الخبز والملح الجريش إذ اتاهم مسكين فوقف بالباب وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد - في حديث الجعفي انا مسكين من مساكين أمة محمد ( ص ) وانا والله جائع ، أطعموني أطعمكم الله الله من موائد الجنة . فسمعه علي رضي الله عنه فأنشأ يقول : فاطم ذات الفضل واليقين يا بنت خير الناس أجمعين اما ترين البائس المسكين قد قام بالباب له حنين يشكو إلى الله ويستكين يشكو إلينا جائع حزين كل امرئ بكسبه رهين وفاعل الخيرات يستبين موعدنا جنة عليين حرمها الله على الضنين وللبخيل موقف مهين تهوى به النار إلى سجين شرابه الحميم والغسلين من يفعل الخير يقم سمين ويدخل الجنة أي حين فأنشأت فاطمة رضي الله عنها تقول : أمرك عندي يا بن عم طاعة ما بي من لوم ولا وضاعة غديت في الخبز له صناعة أطعمه ولا أبالي الساعة ارجوا إذا شبعت ذا المجاعة ان الحق الاخبار والجماعة وادخل الجنة لي شفاعه فأطعموه الطعام ، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما ان كان في اليوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته وأخبزته ، وصلى علي مع النبي ( ص ) ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم فوقف بالباب يتيم فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة . أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فسمعه على فأنشأ يقول : فاطم بنت السيد الكريم بنت نبي ليس بالزنيم لقد أتى الله بذي اليتيم من يرحم اليوم يكن رحيم ويدخل الجنة أي سليم قد حرم الخلد على اللئيم الا يجوز الصراط المستقيم يزل في النار إلى الجحيم شرابه الصديد والحميم فأنشأت فاطمة رضي الله عنها تقول أطعمه اليوم لا أبالي وأؤثر الله على عيالي أمسوا جياعا وهم أشبالي أصغرهم يقتل في القتال بكربلا يقتل باغتيال يا ويل للقاتل من وبال تهوى به النار إلى سفال وفى يديه الغل والأغلال كبولة زادت على الأكبال فأطعموه الطعام ومكثوا يومين وليلتين ، لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح فلما كانت في اليوم الثالث قامت إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم ، إذ اتاهم أسير فوقف بالباب فقال . السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا ؟ أطعموني فاني أسير محمد فسمعه علي فأنشأ يقول : فاطم يا بنت النبي أحمد بنت نبي سيد مسود وسماه الله فهو محمد قد زانه الله بحسن اغيد هذا أسير للنبي المهتد مثقل في غلة مقيد يشكوا إلينا الجوع قد تمدد من يطعم اليوم يجده في غد عند العلي الواحد الموحد ما يزرع الزراع سوف يحصد أعطيه لا لا تجعليه اقعد فأنشأت فاطمة رضي الله عنها تقول : لم يبق مما جاء غير صاع قد ذهبت كفى مع الذراع ابناي والله هما جياع يا رب لا تتركهما ضياع أبوهما للخير ذو اصطناع يصطنع المعروف بابتداع عبل الذراعين شديد الباع وما على رأسي من قناع الا قناعا نسجه انساع فاعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما ان كان في اليوم الرابع ، وقد قضى الله النذر أخذ بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين وأقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، فلما أبصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا أبا الحسن ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم انطلق بنا إلى ابنتي فاطمة ، فانطلقوا إليها وهي في محرابها ، وقد لصق بطنها بظهرها ، وغارت عيناها من شدة الجوع ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف المجاعة في وجهها بكى وقال : واغوثاه يا الله أهل بيت محمد يموتون جوعا ، فهبط جبرئيل عليه السلام وقال : السلام عليك ربك يقرئك السلام يا محمد خذه هنيئا في أهل بيتك قال : وما آخذ يا جبرئيل ؟ فاقرأه : (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) ) إلى قوله : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) ) ...