وقال الامام علي ابن موسى الرضا "عليه السلام" : لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى تكون فيه خصال ثلاث : التفقه في الدين . وحسن التقدير في المعيشة . والصبر على الرزايا.
براءة وأمان من الرضا " عليه السلام "
نقل المحب الصادق لأهل بيت النبي محمد " صلى الله عليه وآل وسلم " ( حيدر آقا الطهراني ) الى
السيد عبد الحسين د ستغيب " رحمه الله " .
قال حيدر آقا الطهراني : قبل عدة اعوام وفي احد الايام كنت في الرواق المطهر للأمام علي ابن
موسى الرضا " عليه السلام " لفت انتباهي حضور قلب وخشوع رجل عجوز مبيض اللحية والرأس
وقد غطى حاجباه عينيه من كبر سنه فانشغلت بالنظر اليه حتى اراد ان يتحرك فاذا هو عاجز عن
الحركة , فأعنته على القيام وسألته : اين منزلك لأوصلك اليه ؟ فقال لي : في غرفة من مدرسة " خيرات خان "
فأوصلته الى محل اقامته وتعلقت به قلبيا بحيث اصبحت اذهب اليه كل يوم لأعانته في اعماله وسألته
عن اسمه فقال لي : اسمي ابراهيم ومن اهل العراق وكان يعرف اللغة الفارسية ومما حدثني به قوله
منذ شبابي وانا آتي كل عام لزيارة القبر المطهر الامام الرضا " عليه السلام " امكث هنا مدة ثم
اعود الى العراق , وفي شبابي عندما لم تكن هناك سيارات اتيت مرتين مشيا , في المرة الاولى كان
معي ثلاث شبان في سني ومن زملائي واصدقائي في الايمان وكنا نحب بعضنا البعض كثيرا فشيعوني
مسافة فرسخ عن المدينة واغتموا لفراقي ولعدم تمكنهم من مرافقتي في السفر فبكوا عند وداعي,
وقالوا لي : انت شاب وهذا سفرك الاول وتتحمل المشقة بالسفر سيرا فسيكون دعائك مستجابا نطلب
منك ابلاغ الامام سلامنا نحن الثلاثة وان تذكرنا في ذلك المحل الشريف , فودعتهم وتحركت باتجاه مشهد .
وعندما بلغت مشهد المقدسة , توجهت الى الحرم المطهر وانا في حالة من التعب والارهاق فزرت
وسقطت في زاوية من الحرم مغميا علي ّ وانا في تلك الحال رأيت الامام الرضا " عليه السلام "
وبيده رقع لا تعد يعطي كل زائر رجلا ام امرأة ام طفلا رقعة , ولما وصل الي اعطاني اربع رقع
فقلت : لم اعطيتني اربع رقع ؟
فقال : واحدة لك وثلاثة لرفاقك الثلاثة .
فقلت له : هذا العمل لا يناسبك من الافضل أن تأمر به غيرك ليقسّم الرقع.
فقال : الامام الرضا " عليه السلام " كل هذه الجموع اتت مؤملة بي وعليّ ان أصلهم بنفسي .
فتحت واحدة من تلك الرقع فوجدت فيها اربع جمل .
( براءة من النار , وأمان من الحساب , ودخول في الجنة , وانا ابن رسول الله "صلى الله عليه وال وسلم ")
***************
من هذه القصة نحصل على نتيجتين :
الاولى : كثرة رأفة وعناية وترحم الامام علي ابن موسى الرضا " عليه السلام " بزار قبره بحيث ان
كلمن لجأ اليه مؤملا النجاة فأنه يشفع له ولن يحرم احدا من باب بيته ذلك الرجل والامام العظيم .
الثانية : كل من كان يرجوا زيارته صادقا ولا تتيسر له زيارته فيسأل غيره ان ينوب عنه كمن يزوره
" عليه الصلاة والسلام " . وهذا الامر لا يختص بزيارة الامام الرضا " عليه السلام " وانما يجري
في جميع الامور الخيرية , اي انه اي شخص يحب الخير ويتمنى بلوغه قلبيا ولا يتيسّر له بلوغه
ويحب من يبلغه فأنه حتما سيكون كمن بلغه ونال مثل ثوابه .
تعليق