بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
قال سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ
الإمام الصادق عليه السلام: ما منزلة الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة، إذا اضطررت إليها أكلت منها.
وكان علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام يتمثل بهذه ويقول:
ومن يصحب الدنيا يكن مثل قابض * على الماء خانته فروج الأصابع.
***
قال سبحانه: مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ .
رسول الله صلى الله عليه وآله: فروا من فضول الدنيا كما تفرون من الحرام، وهونوا على أنفسكم الدنيا كما تهونون الجيفة، وتوبوا إلى الله من فضول الدنيا وسيئات أعمالكم، تنجوا من شدة العذاب .
قال شعرا:
الدار دار نوائب ومصائب * وفجيعة بأحبة وحبائب
ما ينقضي رزئي بفرقة صاحب * إلا أصبت بفرقة من صاحب
فإذا مضى آلاف عنك لظنه * والمونسون فأنت أول ذاهب
***
قال سبحانه: وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى .
الإمام علي عليه السلام: إنما سميت الدنيا دنيا لأنها أدنى من كل شئ، وسميت الآخرة آخرة لأن فيها الجزاء والثواب.
قال أبو العتاهية
جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا * وبنوا مساكنهم فما سكنوا.
وكأنهم كانوا بها ظعنا * فما استراحوا ساعة ظعنوا.
***
قال تعالى: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الأَمْوالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ .
وقال بعضهم: لو رأيت الأجل ومسيره لأبغضت الأمل وغروره.
وقال مسروق ما امتلأت دار حبرة إلا امتلأت عبرة وأنشد:
كم ببطن الأرض ثاو من وزير وأمير * وصغير الشأن عبد خامل الذكر حقير.
لو تأملت قبور القوم في يوم قصير * لم تميزهم ولم تعرف غنيا من فقير.
***
قال تعالى :كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ .
وقال الحسين عليه السلام :يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما مضى يوم ذهب بعضك
وأنشد بعضهم:
ويمسي المرء ذا أجل قريب * وفي الدنيا له أمل طويل
ويعجل للرحيل وليس يدري * إلى ما ذا يقربه الرحيل.
***
قال سبحانه: مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ .
قال صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر: يا أبا ذر إن الدنيا سجن المؤمن والقبر أمنه والجنة مأواه وإن الدنيا جنة الكافر والقبر عذابه والنار مثواه.
قال آخر:
إذ الرجال كثرت أولادها * وجعلت أوصابها تعتادها
واضطربت من كبر أعضادها * فهي زروع قد دنا حصادها.
***
قال الله تعال : يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ .
علي عليه السلام: إن الدنيا لمفسدة الدين ومسلبة اليقين، وإنها لرأس الفتن وأصل المحن.
أين الملوك التي عن حفظها غفلت * حتى سقاها بكأس الموت ساقيها.
تلك المدائن في الآفاق خالية * عادت خرابا وذاق الموت بانيها
أموالنا لذوي الوراث نجمعها * ودورنا لخراب الدهر نبنيها .
(المصدر المعارف الاسلامية)
تعليق