تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
(الصلاة والسلام على محمد وال محمد)
(طول الامل)
طول الأمل هو : عبارة عن استغراق في الأمل والتقنيات وتوقع الحياة والرفاهية في الدنيا وهو عادة عن أمرين الجهل والغرور، وحب الدنيا للجاهل المغرور يعتمد على شبابه او صحته ويستبعد الموت في عهد الشباب والصحة ويغفل عن ان الموت قد حصد مالا يحصى من الأطفال والشباب ، عن اميرالؤمنين علي (عليه السلام) قوله : (وإن اخوف ما عليكم اتباع الهوى وطول الأمل) ..
فكثرة حصول الأمراض المفاجئة والموت المفاجئ ومحبة الدنيا الدنية والأنس باللذات الفانية ، فما دام الإنسان مبتلى بهذه المحبة وهذا الأنس فإن فراق هذين يصعب عليه ، لذا فإنه يرفض تصديق فكرة الموت وإذا خطر الموت في ذهنه فإنه يحاول استبدال هذه الفكرة بما يشغل ذهنه عنها وإذا ذكر الآخرة حينا تتصدى له الشياطين والنفس الإمارة بوعد غرور وهو : انك في اول عمرك لابأس ان تشغل نفسك بالعيش وتحقيق الآمال وتأمين الحاجيات الدنيوية فإذا كبرت تتوب وتسهل آخرتك فإذا كبر قيل له : مازلت شابا اعمل ما شئت حتى تهرم وإذا هرم قال : لاعمر هذه المزروعة ، او لازوج أولادي او ، لابني بيتي ثم أترك الدنيا واشتغل بالعبادة في زاوية منه ، وكلما انتهى من اخد مشاريعه تلك انشغل بمشروع جديد آخر يمني النفس باليوم والغد حتى يفاجئ بالنداء فيلبي حيث لا امهال ولا غد ، غافلا عن ان من كان يعده غرورا بالتوبة غدا وهو معه في غده ، واما الفراغ من الخيال ومن أشغال الدنيا لا يحصل وإنما يفرغ عنها من يتركها دفعه واحدة ، إذن من قاربت سنه الأربعين ليعلم أن تفكيره بالدنيا غفلة وخدعة شيطانية فقد مضت ايام اللذة والعيش وأتى يوم النشاط والاستعداد ففي كل يوم سيمر عليه سيضعف عضو من اعضائه وهل يغفل عن ذلك الا سيء الحظ ( ابناء الأربعين زرع قد دنا حصاده) ، أما علاج طول الأمل فهو تذكر الموت فإن تذكر الموت يخرج البشر من التعلق بالدنيا ويشبع قلبه منها ، عن رسول (الله صل الله عليه واله وسلم )قوله : ((أكثروا ذكر هادم اللذات)) قيل : وما هو يا رسول الله؟ قال : الموت ، فما ذكره عبدعلى الحقيقة في سعة إلا ضاقت عليه الدنيا ولا في شدة الا اتسعت عليه)) ، وعن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) في حديث طويل منه كلام ملك الموت : ((ليس في شرقها ولا في غربها أهل بيت مدر ولا وبر إلا وأنا اتصفحهم في كل يوم خمس مرات)) وفي حديث مشابه آخر يقول ملك الموت : (فالحذر الحذر فما من أهل بيت مدر ولا شعر في بر ولا بحر الا وأنا اتصفحهم في كل يوم خمس مرات عند مواقيت الصلاة حتى لأنا أعلم منهم بأنفسهم ) إذن اخي المؤمن العزيز اذهب إلى القبور وأنت حاف ومر على تراب أصدقائك وتأمل في لوحات قبورهم واعتبر وتفكر بما يجري على بعد ذراعين تحت اقدامك ثم تجرد وتأمل في حالك فإنك ستغدو مثلهم عن قريب وينتهي عمرك وتظهر علامات الموت عليك من كل جانب حتى يتوقف الأطباء عن علاج بدنك وتتوقف اعضاؤك عن الحركة ويظهر عرق الموت على جبينك وياتيك ملك الموت بأمر ربه شئت ام أبيت يبسط الموت مخالبه في جسمك الضعيف فيفصل بين الروح والجسد ويبكيك اهلك واصدقاؤك وترتفع اهاتهم في ماتمك ثم ترفع في التابوت لينقلوك إلى سجن قبرك ثم يتركوك وحيدا في وحشة قبرك ويعودوا ، عندها تأسف على ايام حياتك وصحتك وشبابك ووقت فراغك ، ايام حياتك كيف امضيتها دون زاد ليومك هذا وكيف لم تتزود لاخرتك حيث لا ينفع الندم فقد انقطع العمل وجاء وقت الحساب وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) قوله : (خذ بالثقه من العمل وإياك والاغترار بالأمل ولا تدخل عليك اليوم هم الغد ولو اخليت قلبك من الأمل لجددت في العمل) وعنه ( صلى الله عليه واله وسلم ) لابن مسعود : ( قصر أملك فإذا أصبحت فقل اني لاامسي وإذا أمسيت فقل اني لا اصبح واعزم على مفارقة الدنيا واجب لقاء الله) ، وعن امير المؤمنين علي ( عليه السلام ) قوله : (( ماطال عبد الأمل الاساء العمل )) و ((اما طول الأمل فينسي الآخرة)) و (( من أيقن أنه يفارق الأحباب ويسكن التراب ويواجه الحساب ويستغني عما خلف ويفتقر إلى ما قدم كان حريا بقصر الأمل وطول العمل )) .
(الصلاة والسلام على محمد وال محمد)
(طول الامل)
طول الأمل هو : عبارة عن استغراق في الأمل والتقنيات وتوقع الحياة والرفاهية في الدنيا وهو عادة عن أمرين الجهل والغرور، وحب الدنيا للجاهل المغرور يعتمد على شبابه او صحته ويستبعد الموت في عهد الشباب والصحة ويغفل عن ان الموت قد حصد مالا يحصى من الأطفال والشباب ، عن اميرالؤمنين علي (عليه السلام) قوله : (وإن اخوف ما عليكم اتباع الهوى وطول الأمل) ..
فكثرة حصول الأمراض المفاجئة والموت المفاجئ ومحبة الدنيا الدنية والأنس باللذات الفانية ، فما دام الإنسان مبتلى بهذه المحبة وهذا الأنس فإن فراق هذين يصعب عليه ، لذا فإنه يرفض تصديق فكرة الموت وإذا خطر الموت في ذهنه فإنه يحاول استبدال هذه الفكرة بما يشغل ذهنه عنها وإذا ذكر الآخرة حينا تتصدى له الشياطين والنفس الإمارة بوعد غرور وهو : انك في اول عمرك لابأس ان تشغل نفسك بالعيش وتحقيق الآمال وتأمين الحاجيات الدنيوية فإذا كبرت تتوب وتسهل آخرتك فإذا كبر قيل له : مازلت شابا اعمل ما شئت حتى تهرم وإذا هرم قال : لاعمر هذه المزروعة ، او لازوج أولادي او ، لابني بيتي ثم أترك الدنيا واشتغل بالعبادة في زاوية منه ، وكلما انتهى من اخد مشاريعه تلك انشغل بمشروع جديد آخر يمني النفس باليوم والغد حتى يفاجئ بالنداء فيلبي حيث لا امهال ولا غد ، غافلا عن ان من كان يعده غرورا بالتوبة غدا وهو معه في غده ، واما الفراغ من الخيال ومن أشغال الدنيا لا يحصل وإنما يفرغ عنها من يتركها دفعه واحدة ، إذن من قاربت سنه الأربعين ليعلم أن تفكيره بالدنيا غفلة وخدعة شيطانية فقد مضت ايام اللذة والعيش وأتى يوم النشاط والاستعداد ففي كل يوم سيمر عليه سيضعف عضو من اعضائه وهل يغفل عن ذلك الا سيء الحظ ( ابناء الأربعين زرع قد دنا حصاده) ، أما علاج طول الأمل فهو تذكر الموت فإن تذكر الموت يخرج البشر من التعلق بالدنيا ويشبع قلبه منها ، عن رسول (الله صل الله عليه واله وسلم )قوله : ((أكثروا ذكر هادم اللذات)) قيل : وما هو يا رسول الله؟ قال : الموت ، فما ذكره عبدعلى الحقيقة في سعة إلا ضاقت عليه الدنيا ولا في شدة الا اتسعت عليه)) ، وعن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) في حديث طويل منه كلام ملك الموت : ((ليس في شرقها ولا في غربها أهل بيت مدر ولا وبر إلا وأنا اتصفحهم في كل يوم خمس مرات)) وفي حديث مشابه آخر يقول ملك الموت : (فالحذر الحذر فما من أهل بيت مدر ولا شعر في بر ولا بحر الا وأنا اتصفحهم في كل يوم خمس مرات عند مواقيت الصلاة حتى لأنا أعلم منهم بأنفسهم ) إذن اخي المؤمن العزيز اذهب إلى القبور وأنت حاف ومر على تراب أصدقائك وتأمل في لوحات قبورهم واعتبر وتفكر بما يجري على بعد ذراعين تحت اقدامك ثم تجرد وتأمل في حالك فإنك ستغدو مثلهم عن قريب وينتهي عمرك وتظهر علامات الموت عليك من كل جانب حتى يتوقف الأطباء عن علاج بدنك وتتوقف اعضاؤك عن الحركة ويظهر عرق الموت على جبينك وياتيك ملك الموت بأمر ربه شئت ام أبيت يبسط الموت مخالبه في جسمك الضعيف فيفصل بين الروح والجسد ويبكيك اهلك واصدقاؤك وترتفع اهاتهم في ماتمك ثم ترفع في التابوت لينقلوك إلى سجن قبرك ثم يتركوك وحيدا في وحشة قبرك ويعودوا ، عندها تأسف على ايام حياتك وصحتك وشبابك ووقت فراغك ، ايام حياتك كيف امضيتها دون زاد ليومك هذا وكيف لم تتزود لاخرتك حيث لا ينفع الندم فقد انقطع العمل وجاء وقت الحساب وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) قوله : (خذ بالثقه من العمل وإياك والاغترار بالأمل ولا تدخل عليك اليوم هم الغد ولو اخليت قلبك من الأمل لجددت في العمل) وعنه ( صلى الله عليه واله وسلم ) لابن مسعود : ( قصر أملك فإذا أصبحت فقل اني لاامسي وإذا أمسيت فقل اني لا اصبح واعزم على مفارقة الدنيا واجب لقاء الله) ، وعن امير المؤمنين علي ( عليه السلام ) قوله : (( ماطال عبد الأمل الاساء العمل )) و ((اما طول الأمل فينسي الآخرة)) و (( من أيقن أنه يفارق الأحباب ويسكن التراب ويواجه الحساب ويستغني عما خلف ويفتقر إلى ما قدم كان حريا بقصر الأمل وطول العمل )) .
تعليق