إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(( برنامج بين الماضي والحاضر ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (( برنامج بين الماضي والحاضر ))

    بين الماضي والحاضر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين.

    لا شك أن كل إنسان يرغب بفطرته أن يكون ذا قيمة وافتخار ولذلك فهو يسعى بجميع وجوده لكسب القيم...

    وإلا معرفة معيار القيم يختلف باختلاف الثقافات تماماً, وربما أخذت القيم الكاذبة مكاناً بارزاً ولم تبق للقيم

    الحقة مكان في قاموس الثقافة للفرد.

    فجماعة ترى بأن قيمتها الواقعية في الانتساب إلى القبيلة المعروفة , ولذلك فإنهم من أجل أن تعلو سمعة

    قبيلتهم وطائفتهم يظهرون نشاطات وفعاليات عامة ليكونوا برفعة القبيلة وسموها كبراء أيضاً.

    وكان الاهتمام بالقبيلة والافتخار بالانتساب إليها من أكثر الأمور الوهمية رواجاً في الجاهلية إلى درجة

    كانت كل قبيلة تعد نفسها أشرف من القبيلة الأخرى , ومن المؤسف أن نجد رواسب هذه الجاهلية في

    أعماق نفوس الكثيرين من الأفراد والمجتمعات ! وجماعة أخرى تعول على مسألة المال والثروة وامتلاكها

    للقصور والخدم والحشم وأمثال هذا الأمور, فتعدها دليلاً على القيمة الشخصية وتسعى من أجل كل ذلك دائماً.
    وجماعة تعتبر (المقامات) السياسية والاجتماعية العليا معياراً للشخصية والقيم الاجتماعية !

    وهكذا تخطو كل جماعة في طريق خاص وتنشد قلوبها إلى قيمة معينة وتعدها معيارها الشخصي!

    ومن جملة عوامل وأسباب التخلف. عبادة الماضي, والافتخار الكاذب به. فالمجتمع الذي يقلد ماضيه,

    ويفتخر به بكل ما فيه من ايجابيات وسلبيات, هذا المجتمع يكون عاجزاً عن القيام بأي دور, لأنه ينظر الى

    الحياة من حوله بمنظار الماضي الذي أكل الدهر عليه وشرب. ولذلك فانه لا يستطيع أن ينسق حركته,

    فتراه يفسر كل شيء وفق المقاييس السابقة, "كنا وكان" وهذه مشكلة كبيرة يعاني منها الانسان.

    وللأسف فان بعض الناس في مجتمعاتنا ما يزالون غير مدركين لمغزى ما جرى ويجري عليهم ,فلم

    يفسروا الأحداث التي مرت بهم تفسيراً قرآنياً صحيحاً.

    وأنا عندما أقول: ( بعض الناس ) فاني لا أقصد أناساً بعيدين عنا ,بل نحن أنفسنا؛ بسبب تراكم سلبيات

    الماضي علينا, واحتجاب فطرتنا عن الحقائق, فلم نكتشف الدرس الذي لابد أن نكتشفه, والعبرة التي لابد

    أن نأخذها في مجال الحياة الاجتماعية.

    وهكذا فان الذي يريد أن يعالج الأوضاع الخالية من خلال العهود السابقة التي كانت لها ظروفها

    وملابساتها, وقيمها الخاصة بها, لا يفهم مدى التطور الهائل الذي حدث في عالمنا اليوم والذي يحدث بين

    لحظة وأخرى؛ فكيف بين سنة وأخرى, وبين مرحلة ومرحلة أخرى من الزمان ؟ فالذي يريد أن يسير

    على حرفية الكلمات التي تفوه بها المفكرون الاسلاميون قبل عشر سنوات أو خمسة عشرة سنة لا يستطيع

    أن يقرأ لغة العصر, ويعجز عن أن يكيف تصرفاته وفق الحاجات المتجددة لهذا المجتمع أو ذاك.

  • #2
    وعلى هذا فان مشكلة الانسان منذ أن خلقه الله عز وجل وحتى يومنا هذا هي مشكلة ابتعاده عن فطرته,

    فمشكلة الانسان في عصر نوح عليه السلام وعاد وقوم ثمود هي مشكلة اليوم, وهي مشكلة كبرى.

    فالفطرة هي أكبر رأس مال يمتلكه الانسان في الحياة؛ فهذه الفطرة هي التي تكشف للإنسان الحقائق, وتجعله

    ينسجم مع طبيعة الكون والنفس, فيتفاعل بهما ومعهما. ولكن هذه الفطرة التي لابد أن تقوم بدور المنسق بين

    الانسان والطبيعة من حوله تتعرض للرين, لأن حجب الشهوات والأهواء والتراكمات السلبية تفصل بينهما

    وبين إدراك الحقائق. فقد تتحول هذه الفطرة الى فطرة تحجبها الأهواء والشهوات, فتفتقد القدرة على الكشف,

    ولا تستطيع ان تقوم بدورها الأساسي في تبصير الانسان بالحقائق.

    والانسان عندما ينظر بفطرته, وطبيعته الأولية الى الأشياء, فان حياته ستكون حياة قائمة على أسس

    حضارية تحمله خطوة فخطوة الى الأمام وبصورة مستمرة. وإذا ما استبعدت الفطرة فان كل سعي الانسان,

    وكل حركة له سيكونان باتجاه معاكس؛ أي اتجاه التخلف والتقهقر بدلاً من التقدم.

    وإذا أردنا أن نبين بكلمة واحدة سبب تخلف الانسان, وسبب المشاكل المتراكمة عليه, لابد أن نقول ان تلك

    الفطرة التي أودعها الله سبحانه وتعالى في ذات الانسان قد تغيرت وانقلبت واحتجبت بالشهوات. وهذا هو

    تعبير موجز عن جميع المآسي التي يتعرض لها الانسان.

    وعلى سبيل المثال فان الانسان الذي ينظر الى الأمور بفطرته, يستطيع أن يتنبأ بالمستقبل بصورة طبيعية.

    صحيح إنه لم يزود بالقدرة على استشراق الغيب, ولكنه قد منح البصيرة الكافية لتنسيق حياته, ودرء

    الأخطار عن نفسه, ولذلك فان الشعور بالألم وضع للدلالة والاشارة الى وجود المرض في الجسم.

    وهكذا الحال بالنسبة الى الحياة الاجتماعية؛ فظهور الفوضى في المجتمع يشير الى قربه من المأساة,

    والوقوع في مستنقع المشاكل الاجتماعية.

    فمشكلة الفقر, والعنصرية, والرأسمالية, والمشاكل الأخرى على الصعيد الاجتماعي تترك آثاراً واضحة تبين

    للإنسان أن هذا المجتمع يسير في اتجاه منحرف, وبالتالي فإنها تمكنه من اكتشاف الخطأ في الوقت المناسب

    ومعالجته قبل الاستفحال.

    وعلاج هذه المشكلة هو علاج إلهي من خلال ابتلاء الانسان بالمصائب والمآسي.

    فالحكمة منها هي إثارة الانسان من خلال إزالة الحجب التي حالت دونه ودون استيعاب الحقائق.

    وإعادته الى حالة نقائه وطهره.

    تعليق


    • #3
      وفي هذا المجال يقول عز من قائل: (( ومآ أرسلنا في قرية من نبي الا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون )) سورة الاعراف الآية /94

      فهذه الآية الكريمة تصرح بأن الهدف من أخذ الناس بالسراء والضراء هو أن يضرعوا, والضراعة هي أن

      يعود الانسان الى حالته الطبيعية والفطرية.

      وعلى سبيل المثال فان السياسي ينظر الى الحياة من خلال سياسته, والمثقف لا ينظر الى الحياة إلا بمنظار

      ثقافته, ولكن هذا الانسان لابد أن يعود الى الضراعة والى حالته البشرية واستكانته الى الله سبحانه وتعالى,

      وازالته لكل العوائق التي تمنعه من الوصول الى القمة.

      وعلى هذا الأساس فان مشكلتنا الرئيسية هي أننا لم نستفد من الدروس القاسية التي مرت بنا, ولم نفهم الحكمة

      الالهية من الضراعة الناجمة من البأساء والضراء.

      ورغم أننا نؤمن إن علينا أن نعيد النظر في تاريخنا وأشخاصنا وفي كل شيء يحيط بنا, إلا أننا ما نزال

      نعيش في قمة المآسي والمشاكل.

      والمصيبة أننا ننسى كل هذه المآسي لنعيش في أفقنا الضيق, وننظر الى كل هذا العالم الرحب الواسع عبر

      ثقب ضيق للغاية. في حين أن الله جل وعلا خلق لنا هذه السموات الواسعة والمظاهر الطبيعية التي لا حصر

      لها.. ومع ذلك ترانا نهرب من الطبيعة ومن الحقائق, ونحصر أنفسنا في زاوية حادة.

      فلنعد الى القران الكريم الذي يطلب منا أن نعيد النظر في بنائنا الاجتماعي والفكري والسياسي, فلابد من أن

      نعود إليه والى حكمه ونكتشف بصائره في الظروف المتأزمة التي يمر بها الانسان. ثم لنتضرع الى الله

      سبحانه وتعالى عبر الادعية التي من شأنها أن تعيدنا الى فطرتنا, والى فهم السبب الحقيقي لمآسينا, وإسقاط

      الاعتبارات المزيفة, وتحطيم الأصنام التي تحجبنا عن الحقائق.

      فلنقرأ القران بتدبر ولندرس من خلاله واقعنا, ولنقرأ الأدعية بتأمل لندرس أنفسنا من خلالها, وليحاول كل

      واحد منا أن يعيد بناء نفسه ومن حوله, فالمأساة هي أعظم مدرسة لنا في الحياة, فمن يدخل مدرسة الحياة

      فانه سيكون في غنى عن أي أستاذ آخر.

      وختاماً اللهم اجعلنا من أقرب من تقرب إليك وأوجه من توجه إليك, وأنجح من سألك وتضرع إليك. والحمد

      لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الخلق محمد واله بيته الطيبين الطاهرين والسلام عليكم ورحمة

      الله وبركاته لا تنسوني بدعائكم المبارك أختكم ولاء المعموري
      :::::::::::::::::::::::::::::::::::::
      ::::::::::::::::::::::
      :::::::::::

      تعليق


      • #4


        أنظري اختي الكريمة
        ولاء المعموري
        كيف يحرض أهل البيت عليهم السلام على مجالسة العلماء، والتزود من علومهم وآدابهم،
        كي يرتقي الانسان بنفسه لكل خير ويتزود
        من علومهم
        في نصوص عديدة:

        فعن الصادق، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم :
        «مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة»(1)
        والمراد بأهل الدين، علماء الدين العارفون بمبادئه، العاملون بأحكامه.

        وجاء في حديث الرضا عن آبائه عليهم السلام، قال:
        قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «مجالسة العلماء عبادة»(2).

        وقال لقمان لابنه: يابني، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فان اللّه عز وجل يحيي القلوب بنور الحكمة، كما يحيي الأرض بوابل السماء (3).
        وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: العلم خزائن، ومفتاحه (مفتاحها خ ل) السؤال، فاسألوا
        _____________________
        1) البحار م 1 ص 62، عن ثواب الأعمال، وامالي الصدوق.
        (2) البحار م 1 ص 64، عن كشف الغمة.
        (3) البحار م 1 ص 64، عن روضة الواعظين.









        من كلمات الإمام الكاظم (عليه السلام ):


        {المؤمن مثل كفتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه }
        {ليس حسن الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى }
        ينادي مناد يوم القيامة :
        ألا من كان له على الله أجر فليقم فلا يقوم الا من

        عفا وأصلح فأجره على الله





        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد


          طرح جميل أختنا الكريمة الفاضلة

          وفقكم الله لكل خير .. وزادكم الله من فضله وإحسانه .. وأدام الله عليكم الصحة والسلامة
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد
          وارحمنا بهم واجعل عواقب امورنا الى خير

          تعليق

          يعمل...
          X