بين الماضي والحاضر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين.
لا شك أن كل إنسان يرغب بفطرته أن يكون ذا قيمة وافتخار ولذلك فهو يسعى بجميع وجوده لكسب القيم...
وإلا معرفة معيار القيم يختلف باختلاف الثقافات تماماً, وربما أخذت القيم الكاذبة مكاناً بارزاً ولم تبق للقيم
الحقة مكان في قاموس الثقافة للفرد.
فجماعة ترى بأن قيمتها الواقعية في الانتساب إلى القبيلة المعروفة , ولذلك فإنهم من أجل أن تعلو سمعة
قبيلتهم وطائفتهم يظهرون نشاطات وفعاليات عامة ليكونوا برفعة القبيلة وسموها كبراء أيضاً.
وكان الاهتمام بالقبيلة والافتخار بالانتساب إليها من أكثر الأمور الوهمية رواجاً في الجاهلية إلى درجة
كانت كل قبيلة تعد نفسها أشرف من القبيلة الأخرى , ومن المؤسف أن نجد رواسب هذه الجاهلية في
أعماق نفوس الكثيرين من الأفراد والمجتمعات ! وجماعة أخرى تعول على مسألة المال والثروة وامتلاكها
للقصور والخدم والحشم وأمثال هذا الأمور, فتعدها دليلاً على القيمة الشخصية وتسعى من أجل كل ذلك دائماً.
وجماعة تعتبر (المقامات) السياسية والاجتماعية العليا معياراً للشخصية والقيم الاجتماعية !
وهكذا تخطو كل جماعة في طريق خاص وتنشد قلوبها إلى قيمة معينة وتعدها معيارها الشخصي!
ومن جملة عوامل وأسباب التخلف. عبادة الماضي, والافتخار الكاذب به. فالمجتمع الذي يقلد ماضيه,
ويفتخر به بكل ما فيه من ايجابيات وسلبيات, هذا المجتمع يكون عاجزاً عن القيام بأي دور, لأنه ينظر الى
الحياة من حوله بمنظار الماضي الذي أكل الدهر عليه وشرب. ولذلك فانه لا يستطيع أن ينسق حركته,
فتراه يفسر كل شيء وفق المقاييس السابقة, "كنا وكان" وهذه مشكلة كبيرة يعاني منها الانسان.
وللأسف فان بعض الناس في مجتمعاتنا ما يزالون غير مدركين لمغزى ما جرى ويجري عليهم ,فلم
يفسروا الأحداث التي مرت بهم تفسيراً قرآنياً صحيحاً.
وأنا عندما أقول: ( بعض الناس ) فاني لا أقصد أناساً بعيدين عنا ,بل نحن أنفسنا؛ بسبب تراكم سلبيات
الماضي علينا, واحتجاب فطرتنا عن الحقائق, فلم نكتشف الدرس الذي لابد أن نكتشفه, والعبرة التي لابد
أن نأخذها في مجال الحياة الاجتماعية.
وهكذا فان الذي يريد أن يعالج الأوضاع الخالية من خلال العهود السابقة التي كانت لها ظروفها
وملابساتها, وقيمها الخاصة بها, لا يفهم مدى التطور الهائل الذي حدث في عالمنا اليوم والذي يحدث بين
لحظة وأخرى؛ فكيف بين سنة وأخرى, وبين مرحلة ومرحلة أخرى من الزمان ؟ فالذي يريد أن يسير
على حرفية الكلمات التي تفوه بها المفكرون الاسلاميون قبل عشر سنوات أو خمسة عشرة سنة لا يستطيع
أن يقرأ لغة العصر, ويعجز عن أن يكيف تصرفاته وفق الحاجات المتجددة لهذا المجتمع أو ذاك.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين.
لا شك أن كل إنسان يرغب بفطرته أن يكون ذا قيمة وافتخار ولذلك فهو يسعى بجميع وجوده لكسب القيم...
وإلا معرفة معيار القيم يختلف باختلاف الثقافات تماماً, وربما أخذت القيم الكاذبة مكاناً بارزاً ولم تبق للقيم
الحقة مكان في قاموس الثقافة للفرد.
فجماعة ترى بأن قيمتها الواقعية في الانتساب إلى القبيلة المعروفة , ولذلك فإنهم من أجل أن تعلو سمعة
قبيلتهم وطائفتهم يظهرون نشاطات وفعاليات عامة ليكونوا برفعة القبيلة وسموها كبراء أيضاً.
وكان الاهتمام بالقبيلة والافتخار بالانتساب إليها من أكثر الأمور الوهمية رواجاً في الجاهلية إلى درجة
كانت كل قبيلة تعد نفسها أشرف من القبيلة الأخرى , ومن المؤسف أن نجد رواسب هذه الجاهلية في
أعماق نفوس الكثيرين من الأفراد والمجتمعات ! وجماعة أخرى تعول على مسألة المال والثروة وامتلاكها
للقصور والخدم والحشم وأمثال هذا الأمور, فتعدها دليلاً على القيمة الشخصية وتسعى من أجل كل ذلك دائماً.
وجماعة تعتبر (المقامات) السياسية والاجتماعية العليا معياراً للشخصية والقيم الاجتماعية !
وهكذا تخطو كل جماعة في طريق خاص وتنشد قلوبها إلى قيمة معينة وتعدها معيارها الشخصي!
ومن جملة عوامل وأسباب التخلف. عبادة الماضي, والافتخار الكاذب به. فالمجتمع الذي يقلد ماضيه,
ويفتخر به بكل ما فيه من ايجابيات وسلبيات, هذا المجتمع يكون عاجزاً عن القيام بأي دور, لأنه ينظر الى
الحياة من حوله بمنظار الماضي الذي أكل الدهر عليه وشرب. ولذلك فانه لا يستطيع أن ينسق حركته,
فتراه يفسر كل شيء وفق المقاييس السابقة, "كنا وكان" وهذه مشكلة كبيرة يعاني منها الانسان.
وللأسف فان بعض الناس في مجتمعاتنا ما يزالون غير مدركين لمغزى ما جرى ويجري عليهم ,فلم
يفسروا الأحداث التي مرت بهم تفسيراً قرآنياً صحيحاً.
وأنا عندما أقول: ( بعض الناس ) فاني لا أقصد أناساً بعيدين عنا ,بل نحن أنفسنا؛ بسبب تراكم سلبيات
الماضي علينا, واحتجاب فطرتنا عن الحقائق, فلم نكتشف الدرس الذي لابد أن نكتشفه, والعبرة التي لابد
أن نأخذها في مجال الحياة الاجتماعية.
وهكذا فان الذي يريد أن يعالج الأوضاع الخالية من خلال العهود السابقة التي كانت لها ظروفها
وملابساتها, وقيمها الخاصة بها, لا يفهم مدى التطور الهائل الذي حدث في عالمنا اليوم والذي يحدث بين
لحظة وأخرى؛ فكيف بين سنة وأخرى, وبين مرحلة ومرحلة أخرى من الزمان ؟ فالذي يريد أن يسير
على حرفية الكلمات التي تفوه بها المفكرون الاسلاميون قبل عشر سنوات أو خمسة عشرة سنة لا يستطيع
أن يقرأ لغة العصر, ويعجز عن أن يكيف تصرفاته وفق الحاجات المتجددة لهذا المجتمع أو ذاك.
تعليق