كتاب المثالب الخمسة +الباب الاول ابو بكر+ المثلبة الثالثة عشر

[حيدر الاسدي]

كتاب المثالب الخمسة من مصادر السنة
المثلبة الثالثة عشر
أبو بكر رفعا صوته على النبي محمد (صلى الله وعليه واله)

(البيان : أين الآداب والأخلاق الحميد التي يتحلى بها أبو بكر ألم يتعلم من النبي الكريم (صلى الله وعليه واله ) وهو القائل :إنّما بُعُثتُ لإُتَمم مكارَم الأخلاق) ووصفه الله تعالى بكتابه المجيد (وإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم) /4/ القلم. والحكاية تقول (وفي البداية والنهاية" (طبعة دار هجر 16/178(من عاشر قوما أربعين يوما فهو منهم( وأبو بكر عاشر النبي الأكرم (صلى الله وعليه واله ) سنين ولم يتعلم ؟ والنتيجة نوضحها بنقاط .
1- أبو بكر عصى الله تعالى ؟
2- وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يعتذر المعتذرون عن موقف أبي بكر وعمر بحضرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! ولو اقتصرت الرواية على الموقف الذي مثله الصحابيّان فحسب لما وسعنا النقد ولا الاعتراض، ولكنّ الله الذي لا يستحي من الحقّ سجّلها وأنزل فيها قرآناً يُتلى، فيه التنديد والتهديد لأبي بكر وعمر بأن يحبط الله أعمالهما إنّ عادا لمثلها!! حتى إن راوي هذه الحادثة بدأ كلامه بقوله: "كاد الخيّران أن يهلكا أبو بكر وعمر) لو قال قائل: إن لأية لما نزلت ما كان عندهم علم برفع الصوت في حضرت النبي ( صلى الله وعليه واله ) هوه معصيه ؟ ولاكن بعد نزول الاية أستمروا على أصرارهم ألى ان أستشهد النبي (صلى الله وعليه واله)
ويحاول راوي الحادثة بعد ذلك ـ وهو عبد الله بن الزبير ـ أن يُقنعنا بأنّ عمر بعد نزول هذه الآية في شأنه إذا حدّث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يسمعه صوته حتى يستفهمه، ورغم أنّه لم يذكر ذلك عن جدّه أبي بكر، فالتاريخ والأحداث التي ذكرها المحدّثون تُثبتُ عكس ذلك، ويكفي أن تذكر رزيّة يوم الخميس قبل وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) بثلاثة أيام، حتّى نجد بأنّ عمر نفسه قال قولته المشؤومة: "إنّ رسول الله يهجر وحسبنا كتاب الله"، فاختلف القوم،أليس أبو بكر موجود معهم؟ فمنهم من يقول: قرّبوا إلى الرسول يكتب لكم، ومنهم من يقول مثل قول عمر، فلمّا أكثروا اللّغط والاختلاف(1)قال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "قوموا عنّي لا ينبغي عندي التنازع"(2).
فالمفهوم من كثرة اللغو واللغط والاختلاف والتنازع أنّهم تجاوزوا كلّ الحدود التي رسمها الله لهم في سورة الحجرات كما مرّ. ولا يمكن اقناعنا بأنّ اختلافهم وتنازعهم ولغطهم كان هَمْساً في الآذان، بل يُفهم من كلّ ذلك
____________
1- صحيح البخاري 5: 138 كتاب المغازي، باب مرض النبي ووفاته.
2- صحيح البخاري 1: 37 كتاب العلم، باب كتابة العلم.
____________________________________

صحيح البخاري _ كتاب التفسير _ باب (لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ )
قال تعالى : ( لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ )
4845 - حَدَّثَنَا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ اللَّخْمِىُّ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ قَالَ كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا - أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضى الله عنهما - رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ رَكْبُ بَنِى تَمِيمٍ ، فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ أَخِى بَنِى مُجَاشِعٍ ، وَأَشَارَ الآخَرُ بِرَجُلٍ آخَرَ - قَالَ نَافِعٌ لاَ أَحْفَظُ اسْمَهُ - فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ مَا أَرَدْتَ إِلاَّ خِلاَفِى . قَالَ مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ . فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فِى ذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ ) الآيَةَ . قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَمَا كَانَ عُمَرُ يُسْمِعُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ . وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ ، يَعْنِى أَبَا بَكْرٍ . أطرافه 4367 ، 4847 ، 7302 - تحفة 5269)
(والنتيجة : اذا كان ابو بكر هذه صفته لماذا ترون الاحاديث بفضله وتقولون ان افضل الصحابة فكيف الذي يعصي الله ورسوله يكون هوه الافظل ؟ اين العقول والفكر السليم ، واترك الباقي الى القاري الكريم)

((المصادر التي نقلت هذه الحادثة))

1- صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة الحجرات - باب : لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ، الآية وفيه ايضا صحيح البخاري - كتاب الإعتصام بالكتاب والسنة - باب مايكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع
2- سنن الترمذي - كتاب تفسير القرآن - باب ومن سورة الحجرات

3- مسند أحمد - أول مسند المدنيين (ر) - حديث عبدالله بن الزبير بن العوام

4- القرطبي - الجامع لأحكام القرآن - سورة الحجرات - قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي -
الجزء : ( 16 ) - رقم الصفحة : ( 276 )
5- إبن كثير - تفسير القرآن العظيم - تفسير سورة الحجرات - تفسير قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله -
الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 365 )
6- السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 84 )

7- إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 192 )