بسم الله الرحمن الرحيم
كان هناك مملكة صغيرة للنحل وفي هذة المملكة تربى النحل الصغار وعندما تصبح قادرة على الطيران تخرج لتجني العسل وتعود الى المملكة
وفي يوم من الأيام خرج أحد صغار النحل بعد ما أوصته أمه أن لا يقترب من النفايات والنباتات الضارة لأنه بهذا العمل سيجني عسل ملوث ويؤثر على جميع أعضاء الخلية وقد يتسبب بموت الصغار
ولكن نحول الصغير من شدة فرحته بالخروج من الخلية لم ينتبه الى كلام أمه ولم يعر له أهمية وخرج مسروراً بحريته الجديدة وصار ينتقل من زهرةً الى زهرة ومن برعم الى آخر ويلهو ويلعب
حتى تعب وأراد الرجوع الى مملكته وفي طريقه صادف ذبابة فقالت له أتريد أن نلعب معا
فقال : كلا لقد تأخرت واريد الرجوع الى البيت

فقالت :لايزال الوقت مبكرا تعال معي فأنا أعرف أماكن جميلة وألعاب رائعة لم تراها من قبل
فأخذته الى أماكن نزول الذباب وصارت تجوب به بين القاذورات والأوساخ وتعرفه على الذباب وأختلط مع أنواع مختلفة من الحشرات الضارة
ثم أستاذن منها وذهب الى البيت
دخل اليه واستقبلته امه وهي فخورةً به واذا بها ترى عليه آثار سيئة واوساخ فقالت له بحزم ألم احذرك من الدخول الى الاماكن المشبوهة
نحن النحل لا يجوز لنا ان نقترب من النفايات والعفن فهذا لا يليق بنا
قال :نحول الصغير كلا يا امي ولكن صديقتي الذبابة
هي من اخذتني صدمت الام من كلام نحول !
وقالت كيف لك ان ترافق ذبابة لا تعيش الا على القذارت انت بهذا العمل ستطرد من المملكة
لانك تؤثر على افرادها وتنقل لهم الامراض
ذهب نحول الى فراشه مستاءاً
وفي الصباح أراد نحول الخروج كررت عليه أمه ان لا يقترب من الذباب لأنه صديق غير مناسب له وعليه ان يتم عمله ويجمع الرحيق ثم يعود الى البيت حالاً فخرج نحول فرحا ولم يكترث لكلام امه
وبينما هو في طريقه واذا بالذبابة تعترض طريقه فاعتذر منها وقال :
بأن لديه عمل وعندما يكمل عمله يلعب معها فقالت :
له بمكر ! قل انك تخاف من أمك انت مازلت نونو الصغير ولا تستحق الصداقة
فغضب نحول وقال انا لست نونو وسأثبت لك ذلك فقالت له أذن تعال والعب معي فذهب معها الى تلك الاماكن القذرة
ثم تركها وقال اريد ان اذهب فأمي تنتظرني وقد حل المساء
فضحكت منه ساخرة اما زلت تذكر امك انظر اليّ انا حرة ولا افكر في ما يقولون عني واعيش كما يحلو لي ولا اقبل النصيحة من ايٍّ كان اطير حيث ما اشاء واعود متى ما اريد لانني شجاعة واعرف كيف ادبر اموري ولا اعتمد على احد
فاطرق نحول خجلاً وذهب الى البيت مسرعا متاثر بكلام صديق السوء
فاستقبلته امه وهي ترى عليه اثر الاوساخ فصاحت بوجه ماهذا يا نحول لم لا تسمع النصيحة انك تجني على نفسك
فثار نحول بوجه امه وقال انا حر كيف ما اريد اعيش ولا احد يمكنه ان يجبرني على العمل
وظل على هذة الحالة الى ان جاء يوماً وهو تعبان ومرهق فاستدعت الملكة جميع العاملين وكافأتهم باحسن الهدايا الا نحول لانه لم يقدم اي عمل وان قدمه كان مرفوض لانه ملوث
فمرض نحول وصاربحالة يرثى لها لانه لم يسمع كلام امه وظل مع رفاق السوء المضرين ثم استدعته الملكة وقالت: نحول مريض ولا يمكن له ان يعيش في المملكة فعليه ان يخرج منها او يحبس فكانت عاقبة رفقة السوء هذة يا نحول الصغير
تعليق