إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محمد النفس الزكية :

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد النفس الزكية :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    الثورات الشعبية :

    هزّت أركان الحكم العباسي في هذا العصر عدّة ثورات عنيفة من حين إلى آخر ، قادها رجال أفذاذ من الطالبيين ومن غيرهم يهدفون في الغالب إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة حكم الله في الأرض ، وكانت تلك الثورات كما يبدو من خطابات الثوار من تداعيات ظلم الناس وأخذ أموالهم ووضعها في غير مواضعها ، وهي تمثّل ردّ فعل طبيعي لحالة التردي التي تعاني منها الأُمّة عموماً والطالبيون خصوصاً ، فضلاً عن تردّي الأحوال الاجتماعية والاقتصادية وسياسة القمع والاضطهاد والمطاردة التي مارستها السلطة مع الطالبيين على وجه الخصوص ، وفيما يلي نستعرض أهم الثوار الذين حملوا السلاح بوجه السلطة العباسية في هذه الفترة :
    أ ـ محمد النفس الزكية :
    ب ـ أخوه إبراهيم :
    ج ـ عبد الله الأشتر :
    د ـ الحسين شهيد فخ :
    ه‍ ـ يحيى بن عبد الله :
    و ـ إدريس بن عبد الله :
    ز ـ يوسف البرم :
    ح‍ ـ وهيب بن عبد الله النسائي :
    من كتاب:الإمام موسى الكاظم(ع)سيرة وتاريخ.
    تاليف: علي موسى الكعبي.

    محمد النفس الزكية :
    هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، أحد الثوار الأشراف من الطالبيين ، وهو من أفضل آل الحسن في زمانه ، وكان غزير العلم بكتاب الله حافظاً له ، فقيهاً في الدين ، معروفاً بشجاعته وجوده وبأسه وحزمه. ولد سنة ( ٩٣ ه‍ ) وقتل شهيداً في رمضان سنة ( ١٤٥ ه‍ ) ، وكان يقال له : صريح قريش لأن جميع آبائه واُمهاته وجداته لم يكن فيهنّ أمّ ولد ، ويلقب بالأرقط وبالنفس الزكية ، وسماه أهل بيته بالمهدي ، ويقدّرون خطأ أنه الذي جاءت به الرواية ، وشاع ذلك له في العامة ، وبايعه رجال من بني هاشم من زمان بني أمية فيهم من آل أبي طالب وآل العباس نفر كثير ، وكان من دعاته وممن بايعه أبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصور.
    لكن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام ردّ مهدويته ، مصرّحاً بأنه المقتول بأحجار الزيت ، وطلب منهم ألاّ يبايعوه على أنه المهدي ، وأخبر أباه عبد الله بن الحسن في جمعٍ من بني هاشم أنه لا يملك ، وأن الملك يكون في بني العباس وقال (عليه‌السلام) لعبد الله والد النفس الزكية : « لا تفعلوا ، فإن هذا الأمر لم يأتِ بعد ، إن كنت ترى أنّ ابنك هذا هو المهدي فليس به ولا هذا أوانه ، وإن كنت إنما تريد أن تخرجه غضباً لله ، وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فإنّا والله لا ندعك وأنت شيخنا ونبايع ابنك » فانتبه بنو العباس من ذلك لأمر لم يكونوا يطمعون فيه ، وتبين بقتله ووصول بني العباس إلى سدة الحكم صدق قول الإمام (عليه‌السلام)..
    اشتركت في هذه الثورة عدة عناصر من أسبابها أحداث كربلاء وهو السبب الأول والرئيسي الذي أقامة عليه القلاقل وتحركات الفئات المؤمنة ،وكان انبثاق هذه الثورات من الكوفة والحجاز الأضعاف الحكومة الأموية وزعزعت سياستهم الداخلية ،فجابهوا تلك الثورة بالقسوة والقمع والترهيب والتخويف لتمزيق وحدتهم ،فأنتج العمل السري لإنجاح ثورتهم فشكلت الجبهة المعارضة للحكم الأموي فكونت منهم العلويون ،العباسيون ، الزيديون ،الفرس ،المسلمون المؤمنون،جميعا اشتركوا في تأجيج الثورة على الأمويين فكان كلا له دورا في هذه الثورة واستجلب العواطف بحسب نوايا الجماعات فكانوا المسلمون هم الذين كانوا يثارون للأمام الحسين (عليه السلام)أما العباسيون كانت منهم المكر والدهاء الفرس كانت تحكمهم العنصرية وتحرك عواطفهم ،في سنة 132ه سقطة الحكومة الأموية وعمت الفرح في سفوح البلاد واستغل العباسيون النصر فالتف بسرعة على الجميع وأعلنوا في الكوفة السفاح هو الخليفة واستطاعوا بسرعة قطف الثمار وسيروا الأعلام أليهم وحازوا النصر لهم ودفعوا كلا الفئات عنهم وغلبوا على الحكم،فاستاء من هذا التجاوز محمد بن عبد الله (الملقب ذي النفس الزكية)ولم يعترفا بخلافة السفاح .
    وبعد أفول دولة بني أمية وقيام دولة بني العباس ، تخلف محمد هو وأخوه إبراهيم عن الوفود على السفاح ثم على المنصور ، فحرصا على تطلّب محمد وإبراهيم والظفر بهما ، واشتد الطلب أيام المنصور فتواريا بالمدينة ولم يقدر عليهما ، فقبض المنصور على أبيهما واثني عشر من أهل بيته أثناء موسم الحج ، فحبس أباهما عبد الله بالمدينة في دار مروان ثلاث سنين ، ثم سيره مع اثني عشر من آل بيته مغلولين إلى الربذة ومنها إلى الهاشمية ، فحبسهم بالمطبق مصفدين يرسفون بالقيود ، فمكثوا في الحبس سبع سنين سلّط عليهم فيها أنواع العذاب حتى قتلوا بضروب من القتل (١). وبقي محمد وابراهيم ينتقلان في الاستتار والطلب يزعجهما من ناحية إلى أخرى ، فلما علم محمد بموت أبيه وسائر أهل بيته ظهر ثائراً في نحو ثلاثمائة رجل فيهم كثير من الطالبيين سنة ( ١٤٥ ه‍ ) ، وبايعه أهل المدينة بالخلافة ، وأرسل أخاه إبراهيم إلى البصرة فغلب عليها وعلى الأهواز وفارس ، وبعث الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب إلى مكة فملكها ، وبعث عاملاً إلى اليمن.
    وكتب إليه المنصور يحذّره عاقبة عمله ويمنّيه بالأمان وواسع العطاء ، وتتابعت بينهما الرسل فلم تنفع ، فانتدب المنصور لقتاله عيسى بن موسى.
    العباسي ومعه حميد بن قحطبة الطائي ، فسارا إليه بأربعة آلاف فارس ، فقاتله محمد وأصحابه الثلاثمائة على أبواب المدينة ، وثبت لهم ثباتاً عجيباً ، وكان محمد فارساً شجاعاً ضخماً ، يشبهونه في قتاله بالحمزة عليه‌السلام فقتل منهم بيده في احدى الوقائع سبعين فارساً ، ثم تفرّق عنه أكثر أنصاره ، وبقي يقاتل حتى سقط شهيداً بين أحجار الزيت ، فاحتز رأسه حميد بن قحطبة وبعث به إلى المنصور ، ثم وجّه عيسى بن موسى كثير بن الحصين العبدي إلى المدينة فدخلها وتتبع أصحاب محمد فقتلهم وانصرف إلى العراق (2).
    ولما بلغ إبراهيم مقتل أخيه محمد تمثل بهذه الأبيات :
    أبا المنازل ياخير الفوارس من
    يفجع بمثلك في الدنيا فقد فجعا
    الله يعلم أني لو خشيتهم
    وأوجس القلب من خوف لهم فزعا
    لم يقتلوه ولم أسلم أخي لهم
    حتى نموت جميعاً أو نعيش معا
    ثم بكى فقال : اللهم إنك تعلم أن محمداً انما خرج غضباً لك ونفياً لهذه المسوّدة وإيثاراً لحقك ، فارحمه واغفر له واجعل الآخرة خير مردّ له ومنقلب من الدنيا.
    -------------------------
    1-
    مقاتل الطالبيين : ١٢١.
    2-مقاتل الطالبيين / أبو الفرج الأصفهاني :، تاريخ اليعقوبي .

    التعديل الأخير تم بواسطة هدى الاسلام ; الساعة 13-05-2015, 01:53 PM. سبب آخر:

  • #2

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد




    خالص احترامي لكي


    تعليق


    • #3





      شكرا لمرروك الذي عطر المكان


      ونشر بشذاه أركان موضوعي


      فبارك الله فيك
      .


      تعليق

      يعمل...
      X