عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبدلله عليه السلام جعلت فداك أيستكره المؤمن على خروج نفسه ؟
فقال عليه السلام:لاوالله .
قلت :وكيف ذلك؟
قال عليه السلام: أن المؤمن اذا حضرته الوفاة حضر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأهل بيته عليهم السلام أمير المؤمنين علي أبن ابي طالب وفاطمه والحسن والحسين وجميع الائمه عليهم الصلاة والسلام، ولكن أكنوا عن اسم فاطمه ويحضره جبرئيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل عليهم السلام ،
قال :فيقول أمير المؤمنين عليه السلام :يارسول الله أنه كان ممن يحببنا ويتولانا فأحبه.
فيقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :ياجبرائيل أنه ممن كان يحب عليا وذريته فأحبه ، فيقول جبرائيل لميكائيل واسرافيل عليهم السلام مثل ذلك، ثم يقولون جميعا لملك الموت : أنه كان ممن يحب محمد واله ويتولى عليا وذريته فأرفق به.
قال :فيقول ملك الموت: والذي اختاركم وكرمكم واصطفى محمد صلى الله عليه واله وسلم بالنبوه، وخصه بالرساله لأنا أرفق به من والد رفيق، وأشفق عليه من أخ شفيق، ثم قام اليه ملك الموت فيقول: ياعبدالله أخذت فكاك رقبتك ؟ أخذت رهان أمانك؟
فيقول :نعم .
فيقول الملك: فبماذا؟
فيقول : بحبي محمدا واله عليهم السلام، وبولايتي علي بن أبي طالب وذريته عليهم السلام.
فيقول ملك الموت: أما ماكنت تحذر فقد آمنك الله منه، وأما ماكنت ترجو فقد أتاك الله به، افتح عينيك فانظر الى ماعندك ، قال: فيفتح عينيه فينظر أليهم واحدا واحدا، ويفتح له باب الى الجنه فينظر أليها فيقول له : هذا ما أعد الله لك، وهؤلاء رفاقك أفتحب اللحاق بهم أو الرجوع الى الدنيا؟
قال:فقال ابو عبدلله عليه السلام :أما رأيت شخوصه ورفع حاجبيه الى فوق من قوله: لاحاجة لي الى الدنيا ولا الرجوع أليها ؟ ويناديه مناد من بطنان العرش يسمعه ويسمع من بحضرته : يا أيتها النفس المطمئنه الى محمد ووصيه والائمه من بعده أرجعي الى ربك راضيه بالولايه ، مرضية بالثواب، فأدخلي في عبادي مع محمد وأهل بيته عليهم السلام ، وادخلي جنتي غير مشوبة.
فمن تولى بولايه محمد وال محمد عليهم السلام وتخلق بأخلاقهم وأمتثل لأوامرهم وأطاعهم وأجتنب مانهوا عنه واتقى الله سبحانه وتعالى كان حق على الله عزوجل أن يحشرهه معهم في جنات الخلد .
بيان :قوله عليه السلام : ولكن أكنوا عن أسم فاطمه أي لاتصرحوا باسمها عليها السلام لئلا يصير سببا لأنكار الضعفاء من الناس.
وقوله عليه السلام :من قوله: لاحاجه اي رفع حاجبيه أشاره الى الاباء والامتناع عن الرجوع الى الدنيا قوله.
قوله : غير مشوبه أي حال كون الجنه غير مشوبة بالمحن والالام.
والحمدلله رب العالمين
تعليق