فضيلة الإصلاح بين الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
من أجل الادوار التي يؤدّيها الانسان في حياته الإجتماعية ان يكون مصالحاً بين الناس غير ساع في القطيعة والعداوة بينهم ولهذا نرى في مجتمعاتنا الانسانية صنفين من الناس صنف تحركهم رجاحة عقولهم وحكمتهم وصنف تحركهم اهواؤهم وغرائزهم فالذي يتحرّك بعقله الراشد يبحث دائماً عن حلقات وصل بين المتخاصمين ويجهد نفسه في تذليل كافة العقبات من اجل تحقيق مصالحة حقيقية بين المتعادين والذي تحركه غرائزه شهواته الشطانية فإنّه لا يرى شيئا جميلا بالآخر فيسعى الى إيجاد قطيعة وشقاق بين الناس ولما كان الاحتكاك الإجتماعي أمراً دائم الوقوع فإن توقع حصول النزاعات بين الأفراد والجماعات محتمل في أي ساعة من ساعات الحياة وعند وقوع المخاصمات يأتي المصلحون ليقوموا بدورهم الإصلاحي ودور هؤلاء لا يقلّ أهمية عن الدور الذي يقوم به الأطباء عند حدوث الأمراض
والملفت في هذا الإمر ان الاسلام اعتنى عناية شديدة باستحباب لإصلاح بين الناس وقد ورد عن الامام علي عليه السلام قوله (لئن أصلح بين اثنين أحب إليّ أن أتصدق بدينارين)بل ذهبت الأحاديث الشريفة إلى اعتبار إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام وقال صل الله عليه وال وسلم انه قال اصلاح ذات البين افضل من عامه الصلاة والصيام وقال صل الله عليه وال وسلم(من مشى في صلح بين اثنين صلى عليه ملائكة الله حتى يرجع وأعطى ثواب ليلة القدر ومن مشى في قطيعة بين ثنين كان عليه من الوزر بقدر ما لمن أصلح بين ثنين من الأجر، مكتوب عليه العنة الله حتى يدخل جهنم فيضاعف له العذاب )والذي ينبغي أن نلتفت إليه هنا ،أننا لسنا مجتمعاً ملائكيا لا يعرف الخطأ إنما نحن بشر نصيب ونخطئ ومهما بلغ الانسان من مراتب العلم والمعرف يبقى الخطا متوقعا منه ولهذا ينبغي ان يكون بيننا اشخاص مصلحون يبادرون الى حل قضايا الناس بطريقة حكيمة ويؤسفنا القول ان عدد المصلحين تضاءل كثيرا في مجتمعاتنا لان العقيدة السائدة في ايامنا تقوم على اساس اهمال الحياة الاجتماعية العامة والاهتمام بالحياة الشخصية فقط فنجد انهم لا يبالون بفضيلة الاصلاح والجمع بين الناس بل نراهم يكتفون باللجوء الى الجهات القانونية المختصّة بحل مشاكلهم ولذلك نحن بحاجة الى مصلحين في اي مكان كنا في بيوتنا وقرانا واماكن عملنا والمطلوب منا ان ننمي عقيدة الاصلاح وتربية الاجيال على حب الاصلاح وبغض القطيعة بين الناس والحمد الله رب العالمينِ
تعليق