إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحسين صاحب فخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحسين صاحب فخ

    هو الحسين بن علي الخير بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن على بن ابي طالب عليه السلام والذي يعد من أحفاد الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) وبهذا عرف رضوان الله عليه وامه هي السيدة الجلية زينب بنت عبد الله المحض بن الحسن المثنّى بن الحسن المجتبى(عليه السلام)

    كان سلام الله عليه معروف بالورع والشجاعة والسماحه وقد بكوه الامة الاطهار وذكروا مقتله قبل اوانه حيث قال الإمام الباقر(عليه السلام)«مرّ النبي(صلى الله عليه وآله) بفخ، فنزل فصلّى ركعة، فلمّا صلّى الثانية بكى وهو في الصلاة، فلمّا رأى الناس النبي(صلى الله عليه وآله) يبكي بكوا، فلمّا انصرف قال: ما يبكيكم ؟ قالوا: لمّا رأيناك تبكي بكينا يا رسول الله، قال: نزل عليَّ جبريل لمّا صلّيت الركعة الأُولى فقال: يا محمّد، إنّ رجلاً من ولدك يقتل في هذا المكان، وأجر الشهيد معه أجر شهيدين»مقاتل الطالبيين: 290..وقد روي عن النضر بن قرواش قوله أكريت جعفر بن محمّد من المدينة إلى مكّة... فلمّا انتهينا إلى فخ... فتوضّأ وصلّى ثمّ ركب، فقلت له: جعلت فداك، رأيتك قد صنعت شيئاً أفهو من مناسك الحج؟ قال: لا، ولكن يُقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنّة» المصدر السابق..

    هذا هو مقامه عند اهل البيت عليهم السلام ناهيك عن اقوال العلماء الاعلام في حق هذه الشخصية الفذه حيث قال الصفدي(ت: 764ﻫ): «كان والده كثير العبادة، فنشأ الحسين أحسن نشء، له فضل في نفسه، وصلاح وسخاء وشجاعة» الوافي بالوفيات 12/282..

    وكذلك قال الشيخ عبد الله المامقاني(قدس سره): «كون الرجل من الثقات بشهادة الإمام موسى بن جعفر(عليهما السلام) بذلك في الخبر الأخير، المؤيّد بما مرّ من كون أجر الشهيد معه أجر شهيدين، وببكاء النبي(صلى الله عليه وآله) عليه، وإخبار الصادق(عليه السلام) بسبق روحه جسده إلى الجنّة... وغير ذلك» تنقح المقال 22/287 رقم6301..وقال ايضا الشيخ محيي الدين المامقاني(قدس سره): «لا ينبغي التأمّل في جلالة المعنون وشرفه ونبله، والروايات يستفاد من بعضها أنّ الوثاقة أقلّ ما يوصف به» .
    هذا وكان الحسين بن علي الخير سلام الله عليه معروف بالكرم والبذل والعطاء في سبيل الله كيف لايكون كذلك وهو من نسل كريم ال محمد الحسن عليه السلام ومن جملة من تحدثوا عن كرمه هوعلي بن الحسين الحضرمي يقول سمعت الحسن بن هذيل، يقول: بعت لحسين بن علي صاحب فخّ حائطاً بأربعين ألف دينار، فنثرها على بابه، فما دخل إلى أهله منها حبّة، كان يعطيني كفّاً كفّاً، فأذهب به إلى فقراء أهل المدينة» مقاتل الطالبيين: 291..
    و قال الحسن بن هذيل: «قال لي الحسين صاحب فخّ: اقترض لي أربعة آلاف درهم، فذهبت إلى صديق لي، فأعطاني ألفين وقال لي: إذا كان غد فتعال حتّى أعطيك ألفين؛ فجئت فوضعتها تحت حصير كان يُصلّي عليه، فلمّا كان من الغد أخذت الألفين الأخريين، ثمّ جئت أطلب الذي وضعته تحت الحصير فلم أجده.فقلت له: يابن رسول الله، ما فعل الألفان؟ قال: لا تسأل عنهما، فأعدت، فقال: تبعني رجل أصفر من أهل المدينة، فقلت: ألك حاجة؟ فقال: لا، ولكنّي أحببت أن أصل جناحك، فأعطيته إيّاها، أما إنّي أحسبني ما أجرت على ذلك لأنّي لم أجد لها حسناً، وقال الله عزّ وجل: (لَن تَنَالُواْ البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)» .و قال ابن الأثير(ت:630ﻫ): «وكان الحسين شجاعاً كريماً، قدم على المهدي فأعطاه أربعين ألف دينار، ففرّقها في الناس ببغداد والكوفة، وخرج من الكوفة لا يملك ما يلبسه إلّا فرواً ليس تحته قميص» الكامل في التاريخ 6/94..

    لقد عانت الأُسرة العلوية في عهد الطاغية موسى الهادي الخوف والإرهاب، «فقد أخاف الطالبيين خوفاً شديداً، وألحّ في طلبهم، وقطع أرزاقهم وعطاياهم، وكتب إلى الآفاق بطلبهم»فالاضطهاد الذي لحق العلويين، والمعاملة القاسية لهم، كان من أهمّ الأسباب التي ثار من أجلها صاحب فخّ، حيث جنّد العلويين الموجودين في المدينة المنوّرة، وخرج بهم مع نسائهم وأطفالهم، متوّجهاً نحو مكّة المكرّمة ليثور على والي مكّة المنصوب من قبل الحاكم موسى الهادي، ولكن الوالي أرسل إليهم جيشاً كبيراً فقاتلوهم في منطقة فخّ. حيث وقعت الواقعة العضمى بعد واقعة الطف حيث قُتل في واقعة فخّ نحو مئة نفر من ذرّية السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وقُطعت رؤوسهم، وسُبيت النساء والأطفال، ثّم أُرسلت رؤوس القتلى إلى الطاغية موسى الهادي، ومعهم الأسرى، وقد قُيّدوا بالحبال والسلاسل، ووضعوا في أيديهم وأرجلهم الحديد، فأمر الطاغية بقتل السبيّ حتّى الأطفال منهم على ما قيل، فقُتلوا صبراً، وصُلبوا على باب الحبس.وقال أبو الوضّاح محمّد بن عبد الله النهشلي: «أخبرني أبي، قال: لمّا قُتل الحسين بن علي صاحب فخّ... وتفرّق الناس عنه، حُمل رأسه والأسرى من أصحابه إلى موسى بن المهدي، فلمّا بصر بهم أنشأ يقول متمثّلاً:
    بني عمّنا لا تنطقوا الشعر بعدما ** دُفنتم بصحراء الغميم القوافيا
    فلسنا كمَن كنتم تصيبون نيله ** فنقبل ضيماً أو نحكم قاضيا
    ولكن حكم السيف فينا مسلّط ** فنرضى إذا ما أصبح السيف راضيا
    وقد ساءني ما جرت الحرب بيننا ** بني عمّنا لو كان أمراً مدانيا
    فإن قلتم إنّا ظلمنا فلم نكن ** ظلمنا ولكن قد أسأنا التقاضيا»(11).
    اما الخطب الافضع فهو ماحصل بعد الواقة لهذا يقول الحموي(ت:626ﻫ): «فبقي قتلاهم ثلاثة أيّام حتّى أكلتهم السباع، ولهذا يُقال: لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشدّ وأفجع من فخّ»و قال بعض الطالبيين: «لمّا قُتل أصحاب فخّ جلس موسى بن عيسى بالمدينة، وأمر الناس بالوقيعة على آل أبي طالب، فجعل الناس يوقعون عليهم حتّى لم يبق أحد»و قالوا: «ولمّا بلغ العمري وهو بالمدينة قتل الحسين بن علي صاحب فخّ، عمد إلى داره ودور أهله فحرقها، وقبض أموالهم ونخلهم، فجعلها في الصوافي المقبوضة»

    و قال الإمام محمّد الجواد(عليه السلام): «لم يكن لنا بعد الطفّ مصرع أعظم من فخّ» استُشهدالحسين بن علي الخير(رضي الله عنه) في 8 ذي الحجّة 169ﻫ بمنطقة فخ القريبة من مكّة المكرّمة. ولما لمّا سمع الإمام الكاظم(عليه السلام) بمقتل الحسين(رضي الله عنه) بكاه وأبّنه بهذه الكلمات: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، مضى والله مسلماً صالحاً صوّاماً قوّاماً، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله».

  • #2

    قسم من آل محمد كان تحت الإقامة الجبرية في « سُرّ مَن رأى » في العراق. العميد وصفوته يبقى دائماً تحت المراقبة الدائمة للسلطة المركزية!
    والقسم الأعظم من آل محمد كانوا يقيمون في المدينة المنورة بجوار جدهم رسول الله.
    كانت المدينة المنورة في الزمن الذي حدثت فيه المواجهة في فخّ تعجّ بالناس من مختلف المشارب والأهواء والألوان والأجناس والأعراق، من عرب وأحابيش وموالي، وأتراك وروم.. وكل واحد منهم آمِن على نفسه وأهله وماله، فلا أحد يسأل أحداً ما داموا خاضعين للخليفة، ومقرّين له بالولاء والطاعة، وعلى العموم لا يقدّمون حسابهم لأحد. ووالي الخليفة على المدينة راضٍ مرضي، فهو يثق بهم جميعاً.
    كان الشغل الشاغل لوالي الخليفة على المدينة هم آل محمد وذوو قرباه، فهم وحدهم موضع الشك والتهمة، لذلك صبّ جام غضبه عليهم، فكان يَصفّهم يومياً كما يُصَفّ العبيد ويتفقدهم فرداً فرداً، ومن يتغيب منهم، يسومه سوء العذاب إذا عاد!! وإذا غاب فرد من آل محمد، فآل محمد مسؤولون مسؤولية جماعية عن غيابه، وقد يسجنهم الوالي جميعاً فلا يسمح لهم بالخروج إلا في الوقت اللازم لقضاء الحاجة أو للوضوء!
    كل ذلك بدون مبرر، وظلماً وعدواناً، ولا سبب وجيه يدعو لذلك سوى أنهم من ذوي قربى النبي.
    لقد صبر آل محمد على هذا الضيم حتّى عِيلَ صبرُهم. وكلما تجاوز الوالي الحدود كلما عشق أفعاله، وتفتقت ذهنيته المريضة عن ألوان وضروب أخرى من الإذلال، فجمع الحسينُ بن علي صاحبُ فَخّ الشهير آلَ محمد ومواليهم في المسجد، ثمّ أمر المؤذن أن يؤذن بالأذان الذي يؤذن فيه بزمن رسول الله « حيَّ على خير العمل »، فلما سمع والي الخليفة بالأذان فرّ وأدرك بأن آل محمّد قد قبضوا على ناصية الأمور في المدينة. وكالعادة هرع أهل المدينة ليبايعوا هذا الغالب « الحسين صاحب فخ »، وكان الناس يتأهبون للحج. وقرر صاحب فخّ أن يؤدي فريضة الحج وأن يشرحِ للمسلمين في مكة ما حدث في المدينة.
    سار صاحب فخ من المدينة إلى مكة، ومعه قرابة 200 رجل من آل محمد وأوليائهم، بقصد أداء فريضة الحج وشرح ما حدث في المدينة.
    ولما وصل إلى منطقة فخ فاجأته جيوش العباسيين. وهي جيوش عظيمة كان بإمكانها أن تأسر الحسين، وأن تأسر من معه بيسر وسهولة وترسلهم إلى الخليفة ليرى فيهم رأيه. وكما فعل الجيش الأموي في كربلاء فعل الجيش العباسي في فخ، فقتل الجيش العباسي ثمانين رجلاً أكثرهم من آل محمد، وأسر مائة وعشرين رجلاً،
    وإذا كان الأمويون قد هدموا دور الهاشميين بعد خروج الحسين بن علي بن أبي طالب إلى كربلاء، فإن العباسيين قد هدموا دار الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بعد قتله في فخّ، وهدموا دور جماعة من أهل بيته، وحرقوا نخيلهم وصادروا أموالهم بعد قتل الثائر الهاشمي في فخ .( الهاشميون في الشريعة والتاريخ، للمحامي الأردني أحمد حسين يعقوب ص 356 ـ 362 )

    الاخ الفاضل(الغالبي)

    سلمتم على طرحك
    نترقب المزيد من جديدك
    دمت ودام مواضيعك
    لكـم خالص احترامي

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته (هدى الاسلام) اشكر مروركم المبارك على بسيط نشرنا

      تعليق

      يعمل...
      X