إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مواعظ عامة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مواعظ عامة

    مواعظ عامة

    بسم الله الرحمن الرحيم



    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الخلق أجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين.

    أردتُ موعظة استفيد منها انا والقارئ الكريم. فأخذت أبحث بين الكتب فوجدتُ موعظة ملأت مشاعري من أضخم المعاني والأفكار.

    وكلما أردت التوقف شدني الكلام الى المزيد والمزيد فكتبت كل هذه الكلمات ولم أشعر بالتعب أو الملل بل زدتُ اصراراً لعلي أوفق في

    جزء قليل منها انا والقارئ الكريم فأبيت الا ان أكمل حتى ولو تطلب مني هذا ساعات او ايام.

    لعل البعض منا بل كثير هم من يجهلون تفسير القرآن الكريم الا أولياء الله والعلماء الأجلاء .

    ولكن من منا لا يفهم هذا الكلام والموعظة.

    موعظة تحاكي جميع الطبقات وجميع العصور والأزمنة.

    إنها ومضة السماء للرازحين تحت الظلام...

    إنها إيماءة النجم للتائهين في المتاهات...

    إنها الكلمة التي لا تنفذ...

    إنها الكلمة العليا...

    إنها كلمة الله...

    إنها هداية الله للحياة كلها...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    عن أمير المؤمنين عليه السلام : أن النبي (ص) سأل ربه سبحانه (( ليلة المعراج )) فقال : ! أي الأعمال أفضل؟ فقال الله عز وجل:

    ليس شيء عندي أفضل من التوكل علي’ والرضا بما قسمت*

    يا محمد! وجبت محبتي للمتحابين في, ووجبت محبتي للمتعاطفين في, ووجبت محبتي للمتواصلين في, ووجبت محبتي للمتوكلين علي* وليس

    لمحبتي علم , ولا غاية ولا نهاية ,وكلما رفعت لهم علماً وضعت علماً*

    أولئك الذين نظروا إلى المخلوقين بنظري إليهم, ولا يرفعون الحوائج إلى الخلق*

    بطونهم خفيفة من أكل الحلال, نعيمهم في الدنيا ذكري, ومحبتي ورضاي عنهم*

    يا أحمد! إن أحببت أن تكون أورع الناس, فازهد في الدنيا وارغب في الآخرة *.

    فقال: يا إلهي ! كيف أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة؟ قال:

    خذ من الدنيا خفاً من الطعام والشراب واللباس, ولا تدخر لغدٍ* ودم على ذكري*.

    فقال : يا رب! وكيف أدوم على ذكرك؟ فقال:

    بالخلوة عن الناس* وبغضك الحلو والحامض, وفراغ بطنك وبيتك من الدنيا*.

    يا أحمد! فاحذر أن تكون مثل الصبي, إذا نظر إلى الأخضر والاصفر أحبهُ, وإذا أعطي شيئاً من الحلو والحامض اغتر به*.

    فقال: يا رب ! دلني على عمل أتقرب به إليك. قال:

    اجعل ليلك نهاراً, ونهارك ليلاً *.

    قال: يا رب ! كيف ذلك ؟ قال:

    اجعل نومك صلاةً, وطعامك الجوع *.

    يا أحمد ! وعزتي وجلالي, ما من عبدٍ مؤمنٍ ضمن لي أربع خصالٍ إلا أدخلته الجنة * يطوي لسانه فلا يفتحه إلا بما يعنيه * ويحفظ قلبهُ من

    الوسواس * ويحفظ علمي ونظري إليه * وتكون قرة عينه الجوع *.

    يا أحمد ! لو ذقت حلاوة الجوع والصمت والخلوة, وما ورثوا منها *.

    قال: يا رب ! ما ميراث الجوع ؟ قال :

    الحكمة, وحفظ القلب, والتقرب إلي, والحزن الدائم, وخفة المؤونة بين الناس, وقول الحق, ولا يبالي عاش بيسرٍ أو بعسرٍ *.


    (( كلمة الله ))
    الشهيد السيد حسن الشيرازي


    (يتبع)

  • #2
    ((تكملة البحث))


    يا أحمد ! هل تدري باي وقتٍ يتقرب العبد إلى الله *.

    قال: لا يا رب ! قال:

    إذا كان جائعاً أو ساجداً *.

    يا أحمد ! عجبت من ثلاثة عبيدٍ *:عبدٍ دخل في الصلاة , وهو يعلم إلى من يرفع يديه ؟ وقدام من هو ؟ وهو ينعس * وعجبت من عبدٍ له قوت يوم

    من حشيش أو غيره, وهو يهتم لغد * وعجبت من عبدٍ لا يدري أني راضٍ عنه أم ساخط عليه , وهو يضحك *.
    يا أحمدُ ! إن في الجنة قصراً من لؤلؤةٍ فوق لؤلؤةٍ ودرةٍ فوق درةٍ, ليس فيها فصم ولا وصل , فيها الخواص, أنظر إليهم كل يوم سبعين مرةً

    وأكلمهم كلما نظرت إليهم أزيد في ملكهم سبعين ضعفاً, وإذا تلذذ أهل الجنة بالطعام والشراب تلذذوا بكلامي وذكري وحديثي *.

    قال: يا رب ! ما علامات أولئك ؟ قال:

    هم في الدنيا مسجونون, قد سجنوا ألسنتهم من فضول الكلام, وبطونهم من فضول الطعام *.

    يا أحمد: إن المحبة لله هي المحبة للفقراء والتقرب إليهم *.

    قال : يا رب ! ومن الفقراء ؟ قال:

    الذين رضوا بالقليل, وصبروا على الجوع, وشكروا على الرخاء ولم يشكوا جوعهم ولا ظمأهم, ولم يكذبوا بألسنتهم, ولم يغضبوا على ربهم, ولم

    يغتموا على ما فاتهم, ولم يفرحوا بما آتاهم *.

    يا أحمد ! محبتي للفقراء, فأدن الفقراء وقرب مجلسهم منك أدنك, وبعد الاغنياء وبعد مجلسهم منك , فإن الفقراء أحبائي *.

    يا أحمد ! لا تتزين بلين اللباس , وطيب الطعام, ولين الوطاء * فإن النفس مأوى كل شر , وهي رفيق كل سوءٍ * تجرها إلى طاعة الله وتجرك إلى

    معصيته, وتخالفك في طاعته وتطيعك فيما يكره * وتطغى إذا شبعت, وتشكو إذا جاعت, وتغضب إذا افتقرت, وتتكبر إذا استغنت, وتنسى إذا

    كبرت, وتغفل إذا أمنت * وهي قرينة الشيطان *ومثل النفس كمثل النعامة, تأكل الكثير وإذا حمل عليها لا تطير *ومثل الدفلى, لونه حسن وطعمه

    مر*.

    (( كلمة الله ))

    الشهيد السيد حسن الشيرازي

    (( يتبع ))
    التعديل الأخير تم بواسطة ولاء المعموري ; الساعة 10-05-2015, 07:11 PM. سبب آخر:

    تعليق


    • #3

      أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سأل ربّه (سبحانه وتعالى) ليلة المعراج فقال: يا ربّ أيّ الأعمال أفضل؟ ـ إلى أن قال ـ: فقال الله تعالى: يا أحمد ، إنّ العبادة عشرة أجزاء، تسعة منها طلب الحلال فإنْ أطيب مطعمك ومشربك، فأنت في حفظي وكنفي إرشاد القلوب : ج1 ص203 ..


      قال أمير المؤمنين(عليه السلام): إنّ إنفاق هذا المال في طاعة الله أعظم نعمة، وإنّ إنفاقه في معاصيه أعظم محنة .غرر الحكم : ج1 ص214 الفصل التاسع ح17 .

      الاخت الفاضلة (ولاءالمعموري)
      .دمت ودام مواضيعك
      لكـم خالص احترامي



      تعليق


      • #4
        ((تكملة البحث ))



        يا أحمد ! ابغض الدنيا وأهلها, وأحب الآخرة وأهلها *.

        قال: يا رب! ومن أهل الدنيا ؟ ومن اهل الآخرة ؟ قال :

        أهل الدنيا ! من كثر أكله وضحكه ونومه وغضبه * قليل الرضا, لا يعتذر إلى من أساء إليه, ولا يقبل معذرة

        من اعتذر إليه * كسلان عن الطاعة, شجاع عند المعصية * أمله بعيد, وأجله قريب * لا يحاسب نفسه * قليل

        المنفعة, كثير الكلام * قليل الخوف كثير الفرح عند الطعام *

        وإن أهل الدنيا لا يشكرون عند الرخاء, ولا يصبرون عند البلاء * كثير الناس عندهم قليل * ويحمدون أنفسهم

        بما لا يفعلون, ويدعون بما ليس لهم * ويتكلمون بما يتمنون * ويذكرون مساوئ الناس, ويخفون حسناتهم *.

        قال: يا رب ! هل يكون سوى هذا العيب في أهل الدنيا ؟ قال:

        يا أحمد ! أن عيب أهل الدنيا كثير * فيهم الجهل والحمق * لا يتواضعون لمن يتعلمون منهُ * وهم عند أنفسهم

        عقلاء, وعند العارفين حمقى *.

        يا أحمد ! إن أهل الخير وأهل الآخرة رقيقة وجوههم * كثير حياؤهم, قليل حمقهم * كثير نفعهم, قليل مكرهم

        * الناس منهم في راحةٍ, وأنفسهم منهم في تعب * كلامهم موزون * محاسبون لأنفسهم, متعبون لها * تنام

        أعينهم, ولا تنام قلوبهم * أعينهم باكية ,وقلوبهم ذاكرة * إذا كتب الناس من الغافلين, كتبوا من الذاكرين * في
        أول النعمة يحمدون, وفي آخرها يشكرون * دعاؤهم عند الله مرفوع, وكلامهم مسموع * تفرح الملائكة بهم *

        يدور دعاؤهم تحت الحجب * يحب الرب أن يسمع كلامهم كما تحب الوالدة ولدها * ولا يشغلهم عن الله شيء

        طرفة عينٍ * ولا يريدون كثرة الطعام, ولا كثرة الكلام, ولا كثرة اللباس * الناس عندهم موتى ,والله عندهم

        حي قيوم كريم * يدعون المدبرين كرماً, ويزيدون المقبلين تلطفاً * قد صارت الدنيا ولآخرة عندهم واحدة *

        يموت الناس مرةً, ويموت أحدهم في كل يوم سبعين مرةً, من مجاهدة أنفسهم, ومخالفة هواهم, والشيطان الذي

        يجري في عروقهم * ولو تحركت ريح لزعزعتهم, وإن قاموا بين يدي كأنهم بنيان مرصوص لا أرى في

        قلبهم شغلا لمخلوقٍ * فوعزتي وجلالي ! لأحيينهم حياةً طيبة * إذا فارقت أرواحهم أجسادهم, لا أسلط عليهم

        ملك الموت, ولا يلي قبض روحهم غيري * و لأفتحن لروحهم أبواب السماء كلها, ولا رفعن الحجب كلها

        دوني * و لآمرن الجنان فلتزينن, والحور فلتزفن, والملائكة فلتصلين, والأشجار فلتثمرن وثمار الجنة فلتدلين,

        ولا مرن ريحاً من الرياح التي تحت العرش فلتحملن جبالاً من الكافور والمسك الأذفر فلتصيرن وقوداً من

        غير النار, فلتدخلن به * ولا يكون بيني وبين روحه ستر فأقول له عند قبض روحه:

        مرحباً وأهلاً بقدومك علي , إصعَد بالكرامة والبشرى , والرحمة والرضوان, وجناتٍ لهم فيها نعيم مقيم,

        خالدين فيها أبداً, إن الله عنده أجر عظيم * فلو رأيت الملائكة كيف يأخذ بها واحد ويعطيها الآخر *!


        (( كلمة الله ))
        الشهيد السيد حسن الشيرازي

        (( يتبع ))

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد


          مواعظ بليغة ونافعة ومفيدة

          بارك الله بكم لهذا النشر .. ووفقكم الله لكل خير أختي الكريمة الفاضلة

          ورزقكم الله العلم والفهم والتدبر .. وأعانكم وأعاننا الله على الدنيا وبلائها .. ودمتم بخير وصحة وسلامة
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد
          وارحمنا بهم واجعل عواقب امورنا الى خير

          تعليق


          • #6
            ((تكملة البحث))
            يا أحمد ! إن أهل الآخرة لا يهنأهم الطعام منذ عرفوا ربهم, ولا تشغلهم مصيبة منذ عرفوا سيئاتهم * يبكون

            على خطاياهم * يتعبون أنفسهم ولا يريحونها, وأن راحة أهل الجنة في الموت, والآخرة مستراح العابدين *

            مؤنسهم دموعهم التي تفيض على خدودهم وجلوسهم مع الملائكة الذين عن أيمانهم وعن شمائلهم, ومناجاتهم

            مع الجليل الذي فوق عرشه * وإن أهل الآخرة قلوبهم في أجوافهم قد قرحت يقولون : متى نستريح من دار

            الفناء إلى دار البقاء *.

            يا أحمد ! هل تعرف ما للزاهدين عندي في الآخرة *؟

            قال : لا يا رب ! قال :

            يبعث الخلق ويناقشون بالحساب وهم من ذلك آمنون *.

            إن أدنى ما أعطي للزاهدين في الآخرة أن أعطيهم مفاتيح الجنان كلها يفتحون أي بابٍ شاؤوا * فلا أحجب

            عنهم وجهي, ولا نعمنهم بألوان التلذذ من كلامي, ولأجلسنهم في مقعد صدقٍ, وأذكرنهم ما صنعوا وتعبوا

            في دار الدنيا * وأفتح لهم أربعة أبوابٍ * : بابٍ تدخل عليهم الهدايا منه بكرةً وعشياً من عندي * وبابٍ

            ينظرون منه إلى كيف شاؤوا بلا صعوبةٍ * وبابٍ يطلعون منه إلى النار, فينظرون منه إلى الظالمين كيف

            يعذبون * وبابٍ تدخل عليهم منه الوصائف والحور العين *.

            قال : يل رب ! من هؤلاء الزاهدون الذين وصفتهم ؟ قال :

            الزاهدُ هو الذي ليس له بيت يخرب فيغتم بخرابه, ولا لهُ ولد يموتُ فيحزن لموته, ولا لهُ شيء يذهب فيحزن

            لذهابه, ولا يعرفه إنسان يشغله عن الله طرفة عينٍ , ولا لهُ فضل طعام ليسأل عنهُ ولا لهُ ثوب لين*.

            يا أحمد ! وجوه الزاهدين مصفرة من تعب الليل وصوم النهار * وألسنتهم كلال إلا من ذكر الله تعالى *

            قلوبهم في صدورهم مطعونة من كثرة ما يخالفون أهواءهم * قد ضمروا أنفسهم من كثرة صمتهم * قد

            أعطوا الجهود من أنفسهم لا من خوف نارٍ ولا من شوق جنةٍ, ولكن ينظرون في ملكوت السماوات

            والأرض, فيعلمون أن الله سبحانهُ وتعالى أهل العبادة, كأنما ينظرون إلى من فوقها *.

            (( كلمة الله ))
            ((الشهيد السيد حسن الشيرازي ))

            (يتبع)
            التعديل الأخير تم بواسطة ولاء المعموري ; الساعة 16-05-2015, 09:10 AM. سبب آخر:

            تعليق


            • #7
              ((تكملة البحث ))

              قال : يا ربُ ! هل تعطي لأحد من أمتي هذا ؟ قال :

              يا أحمد ! هذه درجة الأنبياء, والصديقين من أمتك وأمة غيرك, وأقوامٍ من الشهداء *.

              قال : يا رب ! أي الزهاد أكثر, زهاد أمتي أم زهاد بني اسرائيل ؟ قال:

              إن زهاد بني إسرائيل في زهاد أمتك كشعرةٍ سوداء في بقرةٍ بيضاء *.

              فقال : يل رب ! كيف يكون ذلك ؟ وعدد بني إسرائيل أكثر من أمتي. قال:

              لأنهم شكوا بعد اليقين .وجحدوا بعد الإقرار *.

              قال رسول الله (ص) فحمدت الله للزاهدين كثيراً وشكوته, ودعوت لهم, فقلت: اللهم احفظهم وارحمهم, واحفظ

              عليهم دينهم الذي ارتضيت لهم. اللهم ارزقهم إيمان المؤمنين الذي ليس بعده شك وزيغ, وورعاً ليس بعده

              رغبة , وخوفاً ليس بعده غفلة , وعلماً ليس بعده جهل, وعقلاً ليس بعده حمق, وقرباً ليس بعده بعد, وخشوعاً

              ليس بعده قساوة, وذكراً ليس بعده نسيان, وكرماً ليس بعده هوان, وصبراً ليس بعده ضجر, وحلماً ليس بعده

              عجلة, واملأ قلوبهم حياء منك حتى يستحيوا منك كل وقت, وتبصرهم بآفات الدنيا وآفات أنفسهم ووساوس

              الشيطان فإنك تعلم ما في نفسي وأنت علام الغيوب. فقال الله تعالى:

              يا أحمد ! عليك بالورع, فإن الورع رأس الدين ووسط الدين وآخر الدين * إن الورع يقرب العبد إلى الله تعالى *.
              يا أحمد ! إن الورع كالشنوف *بين الحلي , والخبز بين الطعام * إن الورع رأس الإيمان وعماد الدين *

              إن الورع مثله كمثل السفينة, فكما لا ينجو في البحر إلا من كان فيها, كذلك لا ينجو الزاهدون إلا بالورع *.

              يا أحمد ! ما عرفني عبد وخشع لي إلا وخشعت لهُ *.

              يا أحمد ! الورع يفتح على العبد أبواب العبادة, فيكرم به عند الخلق ويصلُ به إلى الله عز وجل *.

              يا أحمدُ ! عليك بالصمت , فإن أعمر القلوب قلوب الصالحين والصامتين, وإن أخرب القلوب قلوب المتكلمين

              بما لا يعنيهم*.

              يا أحمد ! إن العبادة عشرة أجزاءٍ, تسعة منها طلب الحلال فإذا طيبت مطعمك ومشربك فأنت في حفظي وكنفي*.

              قال: يا رب ! ما أول العبادة ؟ قال :

              أول العبادة الصمت والصومُ *.

              قال : يا رب ! وما ميراث الصوم ؟ قال:

              ((كلمة الله ))

              ((الشهيد السيد حسن الشيرازي ))

              ( يتبع )

              تعليق


              • #8
                (( تكملة البحث ))

                الصوم يورث الحكمة, والحكمة تورث المعرفة, والمعرفة تورث اليقين * فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف

                أصبح : بعسرٍ أم بيسرٍ * ؟ وإذا كان العبد في حالة الموت, يقوم على رأسه ملائكة, بيد كل ملكٍ كأس من ماء

                الكوثر, وكأس من الخمر , يسقون روحه حتى تذهب سكرتهُ ومرارتهُ, ويبشرونه بالبشارة العظمى ,

                ويقولون لهُ: طبت وطاب مثواك, إنك تقدم على العزيز الحكيم , الحبيب القريب * فتطير الروح من أيدي

                الملائكة, فتصعد إلى الله تعالى, في أسرع ( من ) طرفة عين * ولا يبقى حجاب ولا ستر بينها وبين الله

                تعالى , والله عز وجل إليها مشتاق, وتجلس على عينٍ عند العرش * ثم يقال لها : كيف تركت الدنيا * ؟

                فتقول : إلهي ! وعزتك وجلالك! لا علم لي بالدنيا, أنا منذُ خلقتني خائفة منك * فيقول الله تعالى : صدقت يا

                عبدي ! كنت بجسدك في الدنيا وروحك معي, فأنت بعيني, سرك وعلانيتك, سل أعطك, وتمن علي فأكرمك,

                هذه جنتي فتجنح فيها وهذا جواري فاسكنهُ*. فتقول الروح :الهي !عرفتني نفسك فاستغنيت بها عن جميع

                خلقك, وعزتك وجلالك ! لو كان رضاك في أن أقطع إرباً إرباً ,وأقتل سبعين قتلةً بأشد ما يقتل به الناس لكان

                رضاك أحب إلي * إلهي ! كيف أعجب بنفسي ؟ وأنا ذليل إن لم تكرمني, وأنا مغلوب إن لم تنصرني, وأنا

                ضعيف إن لم تقوني, وأنا ميت إن لم تحيني بذكرك, ولولا سترك لافتضحت أول مرةٍ عصيتك * إلهي !

                كيف لا أطلب رضاك ؟ وقد أكملت عقلي حتى عرفتك, وعرفت الحق من الباطل, والأمر من النهي, والعلم

                من الجهل, والنور من الظلمة * فقال الله عز وجل : وعزتي وجلالي ! لا أحجب بيني وبينك في وقتٍ من

                الأوقات * كذلك أفعل بأحبائي*.

                يا أحمد! هل تدري أي عيشٍ أهنأ ؟ وأي حياةٍ أبقى *؟

                قال : اللهم ! لا . قال :
                (( كلمة الله ))
                (( الشهيد السيد حسن الشيرازي ))

                ( يتبع )

                تعليق


                • #9
                  (( تكملة البحث ))

                  أما العيش الهنيء, فهو الذي لا يفترُ صاحبهُ عن ذكري , ولا ينسى نعمتي, ولا يجهل حقي . يطلب رضاي في

                  ليله ونهاره * وأما الحياة الباقية , فهي التي يعمل ( صاحبها ) لنفسه, حتى تهون عليه الدنيا وتصغر في عينه,

                  وتعظم الآخرة عنده, ويؤثر هواي على هواه, ويبتغي مرضاتي , ويعظم حق عظمتي ويذكر علمي به,

                  ويراقبني بالليل والنهار عند كل سيئةٍ أو معصيةٍ وينقي قلبه عن كل ما أكره , ويبغض الشيطان ووسواسه, ولا

                  يجعل لإبليس على قلبه سلطاناً وسبيلاً * فإذا فعل ذلك أسكنت قلبهُ حباً, حتى أجعل قلبه لي, وفراغه واشتغالهُ

                  ,وهمهُ وحديثهُ, من النعمة التي أنعمتُ بها على أهل محبتي من خلقي *. وأفتح عين قلبه وسمعه, حتى يسمع

                  بقلبه, وينظر بقلبه إلى جلالي وعظمتي* وأضيق عليه الدنيا, وأبغض إليه ما فيها من اللذات* وأحذره من

                  الدنيا وما فيها كما يحذر الراعي غنمه من مراتع الهلكة * فإذا كان هكذا يفر من الناس فراراً, وينقل من دار

                  الفناء إلى دار البقاء, ومن دار الشيطان إلى دار الرحمان*.

                  يا أحمد؟ ولأزيننهُ بالهيبة والعظمة *.

                  فهذا هو العيش الهنيء والحياةُ الباقيةُ وهذا مقام الراضين*.

                  فمن عمل برضاي ألزمهُ ثلاث خصالٍ * : أعرفهُ شكراً لا يخالطهُ الجهل * وذكراً لا يخالطهُ النسيانُ *

                  ومحبة لا يؤثر [معها] على محبتي محبة المخلوقين * فإذا أحبني أحببتهُ * وأفتح عين قلبه إلى جلالي, ولا

                  أخفي عليه خاصة خلقي * وأناجيه في ظلم الليل ونور النهار, حتى ينقطع حديثهُ مع المخلوقين ومجالستهُ

                  معهم * وأسمعهُ كلامي وكلام ملائكتي * وأعرفهُ السر الذي سترتهُ عن خلقي * وألبسهُ الحياء حتى يستحي

                  منهُ الخلق كلهم * ويمشي على الأرض مغفوراً لهُ * وأجعل قلبهُ واعياً وبصيراً * ولا أخفي عليه شيئاً من

                  جنةٍ ولا نارٍ * وأعرفهُ ما يمر على الناس يوم القيامة من الهول والشدة, وما أحاسب ( به ) الأغنياء والفقراء ,

                  والجهال والعلماء * وأنومهُ في قبره, وأنزل عليه منكراً ونكيراً حتى يسألاه, ولا يرى غمرة الموت , وظلمة

                  القبر واللحد, وهول المطلع * ثم أنصبُ لهُ ميزانهُ , وأنشر ديوانهُ, ثم أضع كتابهُ في يمينه, فيقرأه منشوراً *

                  ثم لا أجعل بيني وبينهُ ترجماناً * فهذه صفات المحبين*.

                  يا أحمد ! اجعل همك هماً واحداً *فاجعل لسانك لساناً واحداً * واجعل بدنك حياً لا تغفل عني * من يغفل عني

                  لا أبالي بأي وادٍ هلك *.

                  يا أحمد ! استعمل عقلك قبل أن يذهب فمن استعمل عقله لا يخطىء ولا يطغى *.

                  يا أحمد ! ألم تدر لأي شيءٍ فضلتك على سائر الأنبياء *؟

                  قال : اللهم ! لا . قال :


                  (( كلمة الله ))
                  (( الشهيد السيد حسن الشيرازي ))



                  ( يتبع )

                  تعليق


                  • #10
                    (( تكملة البحث ))

                    باليقين , وحسن الخلق, وسخاوة النفس, ورحمة الخلق * وكذلك أوتاد الأرض, لم يكونوا أوتاداً إلا بهذا *.

                    يا أحمد ! إن العبد إذا جاع بطنه, وحفظ لسانه, علمته الحكمة * وإن كان كافراً تكون حكمته حجةً عليه ووبالاً

                    * وإن كان مؤمناً تكون حكمته له نوراً وبرهاناً, وشفاءً ورحمةً * فيعلم ما لم يكن يعلم, ويبصر ما لم يكن

                    يبصر *فأول ما أبصره عيوب نفسه , حتى يشتغل بها عن عيوب غيره, وأبصره دقائق العلم, حتى لا يدخل
                    عليه الشيطان *.

                    يا أحمد ! ليس شيء من العبادة أحب إلي من الصمت والصوم * فمن صام ولم يحفظ لسانه , كمن قام ولم يقرأ في صلاته , فأعطيه أجر القيام , ولم أعطه أجر العابدين *.

                    يا أحمد! هل تدري متى يكون العبد عابداً ؟ *.

                    قال : لا يا رب ! قال :

                    إذا اجتمع فيه سبع خصالٍ * ورع يحجز عن المحارم * وصمت يكفه عما لا يعنيه * وخوف يزداد كل يومٍ

                    من بكائه * وحياء يستحيي مني في الخلاء * وأكل ما لا بد منه * ويبغض الدنيا لبغضي لها * ويحب الأخيار لحبي إياهم *.

                    يا أحمد ! ليس كل من قال : أحب الله أحبني * حتى يأخذ قوتاً, ويلبس دوناً, وينام سجوداً, ويطيل قياماً,

                    ويتوكل علي, ويبكي كثيراً ويقل ضحكاً ويخالف هواه, ويتخذ المسجد بيتاً, والعلم صاحباً, والزهد جليساً,

                    والعلماء أحباء, والفقراء رفقاء * ويطلب رضاي ويفر من العاصين فراراً, ويشغل بذكري اشتغالاً, ويكثر

                    التسبيح دائماً* ويكون بالوعد صادقاً, وبالعهد وافياً ويكون قلبهُ طاهراً وفي الصلاة زاكياً, وفي الفرائض

                    مجتهداً, وفيما عندي من الثواب راغباً, ومن عذابي راهباً, ولأحبائي قريباً وجليساً *.

                    يا أحمد ! لو صلى العبد صلاة أهل السماء والأرض, وصام صيام أهل السماء والأرض, وطوى من الطعام

                    مثل الملائكة, ولبس لباس العاري, ثم أرى في قلبه من حب الدنيا ذرةً, أو سمعتها أو رئاستها أو حليتها أو

                    زينتها لا يجاورني في داري * ولأنزعن من قلبه محبتي * وعليك سلامي ورحمتي *

                    والحمد لله رب العالمين *.

                    الحمد لله الذي وفقنا وأياكم على تكملة الموعظة بين النبي محمد (ص ) وبين الله جل جلاله
                    اسأل الله العلي القدير ان يمن علينا بالأستفادة منها ولو بالجزء القليل وأن لاتنسوني بدعائكم المبارك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

                    (( كلمة الله ))
                    ((الشهيد السيد حسن الشيرازي ))


                    التعديل الأخير تم بواسطة ولاء المعموري ; الساعة 16-05-2015, 10:57 AM. سبب آخر:

                    تعليق


                    • #11
                      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف

                      عن الصادق عن أبيه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال:

                      ثلاث يذهبن بالبلغم ويزدن في الحفظ:

                      السواك والصوم وقراءة القرآن.




                      أحسنتم الهي يرزقكم ويرزقنا حسن العاقبة بحق نبي الرحمة

                      موفقين
                      الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

                      تعليق

                      يعمل...
                      X