بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على محمد المصطفى واهل بيته الطاهرين سيما احد النجوم الاربعة عشر الحجة الاثنا عشر (عحل اللع تعالى فرجه)واللعن الدائم الابدي على اعدائهم الى يوم الدين ..وبالجملة الى فاءن حالة الاضطرار هذه لايصل اليها الانسان الا اذا كان فعلا مضطرا كما في مثال الغريق (الذي ذكرناه في الجزء الاول من البحث )او يصل اليها باليقين المتحصل عن طريق ترويض النفس بالتقوى ..يقول الشهيد السيد دستغيب (قدس سره)في هذا الصدد :ان من شروط الدعاء التوجه الخالص لله تعالى بحيث لايرى العبد سببا في التأثير والاجابة وقضاء الحاجة غير الله سبحانه ووتعالى وينبغي للداعي ان يتوجه قلبه الى الله كما يطلب سبحانه ذلك في قوله تعالى
ادعوني )وكذلك قوله تعالى (امن يجيب دعوة الداع اذا دعان )وبذلك ينبغي للداعي ان ينقطع الى الله تعالى ويضطر اليه وليس لغيره فعند ذلك تستجاب دعوته ..كما وعد تبارك وتعالى بذلك في قوله (امن يجيب المضطر اذا دعاه دعاهُ){سورة النمل62}وينبغي ان نوضح ان الاضطرار على قسمين :هما الاصطرار التكويني والتكليفي ..والمقصود بالاضطرار التكويني هي الحالة التي يمر بها الانسان وتنقطع به اكل سبل الخلاص والنجاة فيلتجيء بالقهر والضرورة الى الله تعالى والمثال الشائع لهذا الغريق في البحر وقد فقد الامل بالاسباب والسبل .فيلتجيء قهرا الى المُبدىء سبحانه.. اما الاضطرار التكليفي فهي حالة الشخص الذي يصل من خلال التوحيد في الافعال الى مقام اليقين في ان كل الاسباب والظواهر مسخرة بأرادة الله ومشيئته وانه لا مؤثر بالفعل والذات سوى الله تعالى ..ان مثل هذا اليقين اذا استملك الانسان وغلب على توهماته وخيالاته ..فأنه سيرى نفسه مضطرا للجوء الى الله تعالى وسوف لن يستقر في قلبه شيء سوى الله تعالى ومن الواضح ان هذا الانقطاع هو غاية ما يسعى اليه المؤمنين ونهاية ما يتمنونه كما نرى ذلك واضحا في المناجاة الشعبانية لامير المؤمنين علي(عليه السلام) الذي يقول :الهي هب لي كمال الانقطاع اليك.(اجوبة الشبهات ص136) فينبغي على الداعي والمتوسل الى جانب مراعاته آداب الدعاء ومستحباته .ان يكون ذلك بحرقة قلب كالغريق الايس من النجاة ومن نجدة اي احد الا الله سبحانه وتعالى . فلا يقول (يا الله )الا من اعماق اعماقه ولا يجب حينها الدعاء بالمأثور او تلاوته باللغة الفصحى وانما افضل الدعاء ماجرى على اللسان كما روي اي ما خرج من القلب بدون تكلف لان بغير هذه الحالة لايخترق الدعاء واذكر هذه القصة كشاهد ..نقل السيد الخوئي (قدس سره):انه كان في النجف الاشرف احد السادة الفقراء من طلبة العلوم الدينية مستأجرا دارا من احد الملاك وكان عنيف التعامل مع السيد لايعرف التسامح حين يأتي اول الشهر ولايصبر عليه ..وذات مرة تخلف السيد عن دفع الايجار بعض اليوم فهدده المالك بأخراجه من البيت وبعد مشادات عنيفة مع السيد الفقير امهله يوما واحدا فقط .وكان السيد كأكثر الطلبة يزور الحرم كل يوم ويصلي هناك ويدعو الله تعالى ولكن دعاؤه بحرقة قلب وتوجه تام والحاح على الاستجابة اما هذه المرة حيث المشكلة كانت خانقة والمهاة قليلة جاء الى حرم الامام علي (عليه السلام)لائذابضريحه باكيا متضرعا الى الله تعالى مُلحا على الامام ليحل مشكلته ويفرج همه ثم رجع الى البيت ونام فرأى في المنام الامام علي(عليه السلام) يقول لهُ:لماذا هكذا انت قلق؟ فشرح السيد الفقير وضعه المعيشي للامام (عليه السلام)فواعده الامام (عليه السلام ) ان الخير واصلٌ اليه قريبا .فسأل السيد الامام :ألم تكن تسمع ندائي كل يوم بعد صلاة الظهر طوال هذه المدة .اما كنت استحق استجابة الدعاء من الله تعالى ؟اجابه الامام علي (عليه السلام):ما رأيتك الاهذا اليوم .فأستيقظ السيد من نومه وعلم ان الالحاح في الدعاء هو الذي جلب الاستجابة ..وان الدعاء من دون الحاح وحرقة قلب لايؤثر وهذا هو التوسل الحقيقي بالائمة (عليهم السلام)..يقول السيد الفقير :وانا جالس اعبر رؤياي واتأمل فيما رأيت واذا بالباب يُطرق وكانت ساعة يقظتي .فتحت الباب فوجدت امامي سماحة السيد ابو الحسن الاصفهاني (رحمه الله)سلم علي وناولني مالا وهويقول :هذه اجرة منزلك !! هذا في الوقت الذي لم يكن السيد الاصفهاني يعلم بمشكلته او يكلمه فيها ابداً..مما يكشف وجود علاقة غيبية بين الامام المعصوم والفقيه العارف بالله تعالى ايضاً ..(قصص وخواطر ص575),,

تعليق