بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
ربما أصبح اليوم ـ وبحكم الحياة العصرية ودخول ثقافات أجنبية على المجتمعات الاسلامية ـ
خروج المرأة من بيتها للدراسة أوالعمل واردا ، مما يؤدي الى الاختلاط بالمجتمع ، والاسلام
لم يغفل عن هذه الحالة فشرع ما يقننها ويحدد أبعادها حفاظا لعفة المرأة وطهارتها ، قال تعالى : (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاقكم إن الله عليم خبير ) ،
فالتعارف بين الناس أفرادا وأقواما أمر مفروغ من وقوعه ، لكن حجر الزاوية في العلاقة بين الجميع هو التقوى وخوف الله تعالى ، لأنه العليم الخبير بكل أحوالنا وما فيه نفعنا
وصلاح نفوسنا بل وسعادتنا ، والمرأة من حيث الطبيعة والتكوين لها خصوصية خاصة توجب عليها الحفاظ على هذه الخصوصية والابتعاد عن كل مايؤدي الى تلوثها أوتشيهها والوقوع فريسة سهلة للشيطان وأتباعه فإذا كان خروج المرأة والاختلاط بالمجتمع أمرا ضروريا فإن الحفاظ على عفتها وحجابها وحيائها أمرلايمكن التنازل عنه أو التفريط به ،
قال تعالى : (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولايبدين زينتهن إلا ماظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولايبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ماملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولايضربن بارجلهن ليعلم مايخفين
من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفليحون )،
ما أعظمه من خطاب وما أرقاها من كلمات وأروعه من بيان ، كله لين وترفق من خالق
السماوات والارض وهو يخاطب المرأة المؤمنة ، لعلها تفلح في التغلب على أهواء النفس
ومغريات الحياة وضغوطها بالابتعاد عن السلوكيات والتصرفات التي قد توقعها في المخالفة الشرعية والتي منها المزاح ، فمزاح المرأة على شكلين :
الأول : مزاح المرأة مع المرأة مثلها أو أحد محارمها فهذا الشكل على الضوابط التي تقدمت ، وماكان من الكلام المتقدم في المزاح جار فيها أيضا .
الثاني : مزاح المرأة مع الرجل الغريب عنها وليس من محارمها ، فهو حرام شرعا ولايجوز
بأي حال من الأحوال وهو المستفاد من عمومات النصوص والأدلة الشرعية .
فكم هي عظيمة هذه المرأة إن تزينت وتجملت بأدب الدين في أدق توجيهاته ، وحملها حب الله سبحانه وتعالى وحب أوليائه على تكون مثالا نيرا ونموذجا رائعا وصورة قدسية ، تلقى الله سبحانه وتعالى وهي كما أرادها في أجمل صورها ، محبوبة لديه ومقربة عنده ،
وعند أوليائه ، مشرقة في سماء المجد تعانق أعلى عليين مع محمد وآله الطيبين الطاهرين
، فأتعظي أيتها الاخت المؤمنه الغيورة على دينها ، وكوني ذات قلب حي يحس ويشعر ويخاف الله عزوجل ، وكوني مقتدية بسيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام حيث
روي عنها أنها لما سمعت قوله تعالى : (وإن جهنم لموعدهم أجمعين *لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم) ، سقطت على وجهها وهي تقول : (الويل لمن دخل النار) ،
إن خير مانختم به هذا العنوان هو موقف من مواقف عفاف سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام وموقف من مواقف تلميذة من تلاميذاتها : فعن الامام موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال الامام علي عليه السلام
استاذن أعمى على فاطمة عليها السلام فحجبته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها : لم حجبته وهولا يراك ؟ فقالت عليها السلام : ان لم يكن يراني فانا اراه وهو يشم الريح فقال رسول الله صلى عليه وآله وسلم : أشهد أنك بضعة مني)
وعن الرضا عليه السلام ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليه السلام قال :
(أدخل على أختي سكينة بنت علي عليه السلام خادم فغطت رأسها منه فقيل لها : إنه خادم
، فقالت : هو رجل منع شهوته)
وأخيرا أسال الله سبحانه وتعالى أن أكون قد وفقت بأن أكون
ممن عمل صالحا ، يرضي النبي محمد وآله الطيبين الطاهرين عليهم صلوات الله اجمعين وآمل أن تكوني أيتها الاخت المؤمنة قد وجدت ضالتك في ثنايا هذه السطور .
والحمد لله رب العالمين
المصدر/ اللهو المحرم
اللهم صل على محمد وآل محمد
ربما أصبح اليوم ـ وبحكم الحياة العصرية ودخول ثقافات أجنبية على المجتمعات الاسلامية ـ
خروج المرأة من بيتها للدراسة أوالعمل واردا ، مما يؤدي الى الاختلاط بالمجتمع ، والاسلام
لم يغفل عن هذه الحالة فشرع ما يقننها ويحدد أبعادها حفاظا لعفة المرأة وطهارتها ، قال تعالى : (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاقكم إن الله عليم خبير ) ،
فالتعارف بين الناس أفرادا وأقواما أمر مفروغ من وقوعه ، لكن حجر الزاوية في العلاقة بين الجميع هو التقوى وخوف الله تعالى ، لأنه العليم الخبير بكل أحوالنا وما فيه نفعنا
وصلاح نفوسنا بل وسعادتنا ، والمرأة من حيث الطبيعة والتكوين لها خصوصية خاصة توجب عليها الحفاظ على هذه الخصوصية والابتعاد عن كل مايؤدي الى تلوثها أوتشيهها والوقوع فريسة سهلة للشيطان وأتباعه فإذا كان خروج المرأة والاختلاط بالمجتمع أمرا ضروريا فإن الحفاظ على عفتها وحجابها وحيائها أمرلايمكن التنازل عنه أو التفريط به ،
قال تعالى : (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولايبدين زينتهن إلا ماظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولايبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ماملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولايضربن بارجلهن ليعلم مايخفين
من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفليحون )،
ما أعظمه من خطاب وما أرقاها من كلمات وأروعه من بيان ، كله لين وترفق من خالق
السماوات والارض وهو يخاطب المرأة المؤمنة ، لعلها تفلح في التغلب على أهواء النفس
ومغريات الحياة وضغوطها بالابتعاد عن السلوكيات والتصرفات التي قد توقعها في المخالفة الشرعية والتي منها المزاح ، فمزاح المرأة على شكلين :
الأول : مزاح المرأة مع المرأة مثلها أو أحد محارمها فهذا الشكل على الضوابط التي تقدمت ، وماكان من الكلام المتقدم في المزاح جار فيها أيضا .
الثاني : مزاح المرأة مع الرجل الغريب عنها وليس من محارمها ، فهو حرام شرعا ولايجوز
بأي حال من الأحوال وهو المستفاد من عمومات النصوص والأدلة الشرعية .
فكم هي عظيمة هذه المرأة إن تزينت وتجملت بأدب الدين في أدق توجيهاته ، وحملها حب الله سبحانه وتعالى وحب أوليائه على تكون مثالا نيرا ونموذجا رائعا وصورة قدسية ، تلقى الله سبحانه وتعالى وهي كما أرادها في أجمل صورها ، محبوبة لديه ومقربة عنده ،
وعند أوليائه ، مشرقة في سماء المجد تعانق أعلى عليين مع محمد وآله الطيبين الطاهرين
، فأتعظي أيتها الاخت المؤمنه الغيورة على دينها ، وكوني ذات قلب حي يحس ويشعر ويخاف الله عزوجل ، وكوني مقتدية بسيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام حيث
روي عنها أنها لما سمعت قوله تعالى : (وإن جهنم لموعدهم أجمعين *لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم) ، سقطت على وجهها وهي تقول : (الويل لمن دخل النار) ،
إن خير مانختم به هذا العنوان هو موقف من مواقف عفاف سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام وموقف من مواقف تلميذة من تلاميذاتها : فعن الامام موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال الامام علي عليه السلام

وعن الرضا عليه السلام ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليه السلام قال :
(أدخل على أختي سكينة بنت علي عليه السلام خادم فغطت رأسها منه فقيل لها : إنه خادم
، فقالت : هو رجل منع شهوته)
وأخيرا أسال الله سبحانه وتعالى أن أكون قد وفقت بأن أكون
ممن عمل صالحا ، يرضي النبي محمد وآله الطيبين الطاهرين عليهم صلوات الله اجمعين وآمل أن تكوني أيتها الاخت المؤمنة قد وجدت ضالتك في ثنايا هذه السطور .
والحمد لله رب العالمين
المصدر/ اللهو المحرم
تعليق