إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فحديث الغدير مخالف لأصول الإسلام والتاريخ 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فحديث الغدير مخالف لأصول الإسلام والتاريخ 2



    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    وقد أحيى ابن تيمية هذا المنطق الأموي الذي يعتقد بأن السلطان ظل الله في الأرض وأن الجبابرة والطغاة قد حباهم الله تعالى بالنصر والغلبة ولكن القران الكريم يقف أمام هذه النظرية الباطلة ويبين أن النصر الإلهي حليف الأنبياء والرسل والذين أمنوا وأن الخذلان من نصيب أعداء الله وأعداء دينه وأنبيائه ، قال تعالى في سورة غافر 51 ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) وفي سورة المجادلة 21 ( كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) وفي سورة آل عمران 12 ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ) وفي سورة آل عمران 56 ( فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) فالأنبياء والرسل وكذا المؤمنين منتصرون على أعدائهم بحسب الموازين الإلهية وإن تعرضوا بحسب الظاهر إلى القتل والعذاب من أقوامهم وذلك لأنهم فتحوا بدمائهم وتضحياتهم سبيل الهداية والتوحيد ، ولا زال صوت الحق الذي هتف به الأنبياء مدويا في كل بقاع العالم هذا في الحياة الدنيا وأما في الحياة الأبدية فهم الأعلون والمنتصرون ، فالحسين عليه السلام انتصر بدمه على يزيد وانتشرت ثورته وتغلبت على الباطل ، وإن كان يزيد قد قتل الحسن عليه السلام وتغلب عليه بحسب موازين ابن تيمية وأتباعه ، ونجد القران الكريم يمجد هابيل بن آدم ويصف قابيل انه من الخاسرين ، قال تعالى في سورة المائدة 30 : ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ )



    فيتضح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو الله عز وجل أن تكون تلك النصرة الإلهية والربانية حليفة كل من ينصر عليا عليه السلام وأن يكون الخذلان الإلهي في الدنيا والآخرة سهم كل من خذل عليا عليه السلام .

    وعلي عليه السلام ومن سار على خطاه انتصروا على أعدائهم من الناكثين والمارقين ومعاوية وأتباعه هم الخاسرون والخاسئون .

    وهذا أيضا في حياة النبي الكرم صلى الله عليه وىله وسلم وقتاله مع أعدائه ، قال تعالى في سورة الحج 40 : ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) فإن الله تعالى ناصر من نصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في معركة احد وإن كان المسلمون قد خسروا المعركة من الناحية العسكرية ، ومن خذل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تلك المعركة فإن الله تعالى خاذله وإن كان ممن شارك في معركة بدر التي انتصر فيها المسلمون .

    فعلى موازين ابن تيمية لا بد أن يُحكم بأن الله تعالى قد خذل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين في معركة احد وانه نصر المشركين في تلك المعركة .

    والحاصل : إن الله تعالى قد خذل بني أمية وإن فتحوا البلاد وتسلطوا على العباد ، ونصر عليا عليه السلام وأصحابه وإن تعرضوا للقتل في بعض الأحيان ، وقد تحدث علي عليه السلام عن نصر الله تعالى له في خصائص أمير المؤمنين للنسائي قائلا : ( أَنا فقأت عين الْفِتْنَة وَلَوْلَا أَنا مَا قوتل أهل النهروان ) وقال أيضا في تاريخ اليعقوبي ( أما بعد أيها الناس! فأنا فقأت عين الفتنة، ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيري، ولو لم أكن فيكم ما قوتل الناكثون، ولا القاسطون، ولا المارقون ) فالواقع الثابت صريح في أن الله تعالى قد استجاب لنبيه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وجعل نصره حليف علي عليه السلام ومن ناصره وجعل الخزي والعار والخذلان حليف من خذل عليا عليه السلام إلا أن ابن تيمية لا يريد أن يفهم بأن معاداة علي عليه السلام كمعاداة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تُخرج الشخص عن الإيمان وتضعه في قائمة المنافقين فقد أخرج مسلم في صحيحه أن عليا عليه السلام قال : (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه و سلم إلى أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ) .

    ثم لو افترضنا أن معاداة علي عليه السلام وبغضه لا تخرج الشخص عن الإيمان فإن هذا لا ينافي أن يكون الله تعالى عدوا لذلك الشخص إذا كان يعادي عليا عليه السلام وقد ورد نظير هذا المعنى في جملة من الأحاديث كقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المستدرك للحاكم النيسابوري ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة ) وقوله صلى الله عليه وىله وسلم أيضا في مسند احمد بن حنبل في حق عمار : ( مَنْ عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ اللَّهُ وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّارًا أَبْغَضَهُ اللَّهُ قَالَ خَالِدٌ فَخَرَجْتُ فَمَا كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رِضَا عَمَّارٍ ) ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد : ( رواه احمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح ) .

    وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب )

    والروايات بهذا المضمون كثيرة جدا وكلها تدل على أن الله تعالى عدو لمن يعادي أولياءه وإن تلفظ بالشهادتين وكان من المسلمين ولا شك أن عليا عليه السلام سيد أولياء الله تعالى بنص قوله تعالى في سورة المائدة 55 : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .
يعمل...
X