

سيرة مختصرة عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام
السلامُ على الْمُضْطَهَدِ بِالظُّلْمِ، وَالْمَقْبُورِ بِالْجَوْرِ، وَالْمُعَذَّبِ في قَعْرِ السُّجُونِ، وَظُلَمِ الْمَطاميرِ ذِي السّاقِ الْمَرْضُوضِ بِحَلَقِ الْقُيُودِ، وَالْجِنازَةِ الْمُنادى عَلَيْها بِذُلِّ الاِْسْتِخْفافِ، وَالْوارِدِ عَلى جَدِّهِ الْمُصْطَفى وَاَبيهِ الْمُرْتَضى وَاُمِّهِ سَيِّدَةِ النِّساءِ بِإرْث مَغْصُوب وَوَلاء مَسْلُوب وَاَمْر مَغْلُوب وَدَم مَطْلُوب وَسَمٍّ مَشْرُوب،.
ولادته
ولد الإمام موسى الكاظم عليه السلام في الإبواء -بين مكة والمدينة -يوم السابع من صفر سنة 128هـ ، وأولم والده الإمام الصادق عليه السلام عند ولادته فأطعم الناس ثلاثة أيام .
امه تسمى حميدة أبنة صاعد البربري . وكانت حمسدة من أشرف الأعاجم كما في البحار عن الامام الصادق عليه السلام قال "حميدة من الأدناس كسبيكة ذهب"
تولى الامام الكاظم عليه السلام شؤون الإمامة وهو في العشرين ، ودامت مدة أمامته خمسة وثلاثين عاماً.
كنيته أبو الحسن ، أما القابه فهي :العبد الصالح ، النفس الزكية ، الوفي الصابر ، الأمين والزاهد . ومن أشهر ألقابه عند الشيعة باب الحوائج لما له من كرامات عظيمة ، وسمي الكاظم الغيظ حتى مضى قتيلا في حبسه.
تزوج الإمام عليه السلام من زوجات عدة انجبن له سبعة وثلاثين ولداً ذكراً وانثى ، وهو أكثر الأئمة اولاداً.
أما خلفاء الدولة العباسية في عصره فهم: المنصور ، المهدي ، الهادي ، وهارون العباسي .
أمامة الإمام الكاظم عليه السلام:
عاش الإمام موسى بن وجعفر الكاظم عليه السلام مدة إمامته بعد أبيه في فترة صعود الدولة العباسية وأنطلاقها . وهي فترة تتسم عادة بالقوة والعنفوان . واستلم شؤون الإمامة في ظروف صعبة وقاسية ، نتيجة الممارسات الجائرة للسلطة وعلى رأسها المنصور العباسي.
إعاء الإمامة في عصره عليه السلام
من الإحداث التي جرت في عهد إمامته إعاء الإمامة زوراً من قبل أحد أبناء الإمام الصادق عليه السلام وهو عبدالله الأفطح وصار له أتباع عرفوا بالفطيحة . كما كان هناك الإسماعيليلة الذين أعتقدوا بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام الابن الأكبر للإمام الصادق عليه السلام مع أنه توفى في حياة أبيه عليه السلام.
منزلة الإمام عليه السلام :
جسد الإمام الكاظم عليه السلام دور الإمامة بأجمل صورها ومعانيها ، فكان أعبد أهل زمانه وأزهدهم في الدنيا وافقههم وأعلمهم . وكان دائم التوجه لله سبحانه وتعالى حتى في أحرج الأوقات التي قضاها في سجون العباسين حيث كان دعاؤه " اللهم إنك أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت ذلك فلك الحمد "
كما كانت مكانة للإمام مرموقة على صعيد معالجة قضايا العقيدة والشريعة في عصره ، حيث برز في مواجهة الأتجاهات العقائدية المنحرفة والمذاهب المتطرفة والأحاديث المدسوسة من خلال عقد الحلقات والمناظرات.
كتب الإمام الكاظم عليه السلام رسالة الى هارون العباسي تفوح منها رائحة الصمود والصبر والعزيمة جاء فيها :
"... لا يمر علي يوم بالصعوبة والعسر إلا ويمر عليك بالسهولة والرفاه ، فانتظر حتى ننقل نحن الأثنين الى يوم لا نهاية له ، وفي ذلك اليوم يخسر المجرمون "
شهادته عليه السلام :
أمضى الإمام الكاظم عليه السلام في سجون هارون العباسي ما يقارب 14 سنة متقطعة ، حتى أعيت هارون فيه الحيلة ويئس منه فقرر قتله ، وذلك بأن امر بدس السم له في رطب فاستشهد سلام الله عليه في الخامس والعشرون من شهر رجب 183هـ ، ودفن في مقبرة قريش حيث مرقده الآن في مدينة الكاظمية .
من أقواله عليه السلام:
-"التودد الى الناس نصف العقل "مستدرك وسائل الشيعة ج9 :ص56
-" كلما أحدث الى الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعلمون ، أحدث الله لهم من البلاء مالم يكونو يعدون "
تعليق