بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحصاه علمك
بعد بيان بعض النصوص المقدسة لدعاء كميل وصلنا إلى النص المقدس
(وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء )
ابتداءً علينا معرفة معنى الاسم لغتاً :-
( الاسم : أصل تأسيسه : السمو ، وألف الاسم زائدة ونقصانه الواو ، فإذا صغرت قلت : سمي .
وسميت ، وأسميت ، وتسميت بكذا ، قال:
باسم الذي في كل سورة سمه)
العين ج7
قال الجوهري : ( الاسم مشتق من : سموت لأنه تنويه ورفعة وتقدير ووزنه : افعٌ والذاهب منه الواو؛ لأن جمعه : أسماء وتصغيره : سُمَيّ ).
والأسماء تنقسم إلى قسمين :
- أما لا بشرط شيء .
- أو بشرط شيء.
أما الأولى : ما كان المسمى هو الذات دون ملاحظة أي من صفه من صفاته . كلفظ الجلالة (الله)
و أما الثاني : ما كان المسمى هو الذات مع ملاحظة صفة من صفاته . مثل (كريم , لئيم , شجاع ...الخ )
وما نحن بصدد هي التطرق إلى صفات وأسماء الله جل وعلا، فأما من القسم الأول فهو واضح بلفظ الجلالة (الله).
و أما الثاني : ما لوحظ بإسمه صفة من صفاته النورانية كالعلم والقدرة والحياة وغيرها من الصفات فهو اسم الصفة , كالعالم والقادر والمريد والحي إلى أخر أسماء الصفات .
هناك أقسام لأسماء الله بلحاظات مختلفة
فعن بعض أهل التحقيق قسموا أسماء الله
مرة بلحاظ ذاته المقدس إلى ثلاثة أقسام :
- الأول :ما يمنع إطلاقه عليه , وذلك كل اسم يدل على معنى يحيل العقل نسبته إلى ذاته الشريف , كالأسماء التي تدل على الجسمانية أو مشتملة على النقص والحاجة
- الثاني : ما يجوز عقلا إطلاقه عليه تعالى ووردت في الكتاب العزيز والسنة الشريفة
- ما يجوز الإطلاق عليه ولكن لم يرد في الكتاب والسنة , كالجوهر فإن احد معانيه كون الشيء موجود لا في موضوع. فهذا المعنى لا مانع عقلاً أن نطلقه على الله ولكن ليس من الأدب فيمكنه جائز من جهة واضحة لدينا وغير جائز من جهة لا نعلمها , إذا العقل لم يطلع على كافة ما يمكن أن يكون معلوماً.
و أخرى بدلالتها على الذات فقط من غير اعتبار أمر أو باعتباره , وذلك الأمر أما أن يكون إضافة ذهنيه فقط أو سلب فقط أو إضافة وسلب . وكما يلي :
- ما يدل على الذات فقط , وهو لفظ ( الله ) فإنه اسم للذات الموصوفة بجميع الكماليات الربانية .
- ما يدل على أسماء الذات مع الإضافة : ما يدل على الذات مع إضافة مثل (الخالق ) فإنه اسم للذات باعتبار تقدير الأشياء ,(الكريم) اسم للذات باعتبار إعطائه للسؤالات , (البارئ ) اسم للذات باعتبار اختراعها وإيجادها , وهكذا .
- ما يدل على أسماء الذات باعتبار سلب الغير عنه : مثل (الواحد) اسم للذات باعتبار سلب النظير والشريك , (الفرد) باعتبار سلب القسمة و البعضية . وهكذا
- ما يدل على أسماء الذات باعتبار الإضافة والسلب معاً : مثل (الحي) فانه المدرك الفعال الذي لا تلحقه الآفات , (الواسع) باعتبار سعة علمه وعدم فوت شيء منه . وهكذا.
قال الله تعالى (وَلِلِه الأسمَاءُ الحُسنَى فَادعُوهُ بِهَا )
الأعراف 180
قيل هي (الله, الرحمن , الرحيم ,الملك , القدوس , الخالق ...) إلى تمام ثلاثمائة وستين اسماً .
مجمع البيان ج4
وعن الصادق (عليه السلام) : (( إن الله تعالى خلق اسما بالحروف غير متصوت وباللفظ غير مُنَطق وبالشخص غير مجسد وبالتشبيه غير موصوف وبالون غير مصبوغ منفي عنه الأقطار مبعد عنه الحدود محجوب عنه حس كل متوهم مستتر غير مستور فجعله كلمة تامة أربعة أجزاء معاً ليس شيء منها قبل الأخر فأظهر منها ثلاث أسماء لفاقة الخلق إليها وحجب منها واحداً وهو الاسم المكنون المخزون فهذه الأسماء التي ظهرت , فالظاهر هو الله تبارك وتعالى وسخر لكل اسماً من هذه الأسماء أربع أركان فذلك اثنا عشر ركناً ثم خلق لكل ركنا منها ثلاثين اسماً فعلاً منسوباً إليها فهو الرحمن الرحيم الملك القدوس الخالق البارئ المصور الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم العليم الخبير السميع البصير الحكيم العزيز الجبار المتكبر العلي العظيم المقتدر القادر السلام المؤمن المهيمن البارئ المنشئ البديع الرفيع الجليل الكريم المحي المميت الباعث الوارث . فهذه الأسماء وما كان من الأسماء الحسنى حتى تتم ثلاثمائة وستون اسماً فهي نسبه إلى الأسماء الثلاثة وهذه الأسماء الثلاثة أركان وحجب الله الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة وذلك بقوله تعالى ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) الإسراء 110))
أصول الكافي باب أسماء الله الحديث 1
(ملأت أركان كل شيء )
أي أطرافه وجوانبه , لان معنى الركن هو جانب الشيء .
فكما قال العرفاء الشامخون ( إن كل نوع من الأنواع تحت اسم من أسماء الله تعالى وذلك النوع مظهر ذلك الاسم , كما إن الإنسان مظهر اسم الله والملك مظهر (السبوح) و(القدوس) والفلك مظهر اسم ( الرفيع الدائم ) والحيوان مظهر ( السميع البصير ) والأرض مظهر (الخافض ) والهواء مظهر (الروح) والماء مظهر (المحيي) , والنار مظهر (القهار) وهكذا .
ثمّ إن من الموجودات ما له أربع أركان :
منها : أركان عرش علم الله تعالى من العناية والقلم والقضاء والقدر
ومنها أركان عرش قلوب المؤمنين العقل بالقوة والعقل بالملكة والعقل بالفعل والعقل المستفاد
ومنها أركان علم الإنسان هي التعقل والتوهم والتخيل والتحسس,وأركان بدنه الماء والتراب والهواء والنار .
وأركان بيت الله المعنوي جبرائيل و ميكائيل و اسرافيل وعزرائيل ويقال لهم حملة العرش . وأركان بيته الظاهري هو الركن اليماني والحجازي والشامي والعراقي .
وهناك الكثير مما لا نريد الإطالة عليكم فيها .
وبعد إن بينا هذا النص المقدس ننتقل إلى نص أخر (وبعلمك الذي أحاط بكل شيء) لبيانه في الحلقة القادمة وفقنا الله لذلك .
والحمد لله لي ولكم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحصاه علمك
بعد بيان بعض النصوص المقدسة لدعاء كميل وصلنا إلى النص المقدس
(وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء )
ابتداءً علينا معرفة معنى الاسم لغتاً :-
( الاسم : أصل تأسيسه : السمو ، وألف الاسم زائدة ونقصانه الواو ، فإذا صغرت قلت : سمي .
وسميت ، وأسميت ، وتسميت بكذا ، قال:
باسم الذي في كل سورة سمه)
العين ج7
قال الجوهري : ( الاسم مشتق من : سموت لأنه تنويه ورفعة وتقدير ووزنه : افعٌ والذاهب منه الواو؛ لأن جمعه : أسماء وتصغيره : سُمَيّ ).
والأسماء تنقسم إلى قسمين :
- أما لا بشرط شيء .
- أو بشرط شيء.
أما الأولى : ما كان المسمى هو الذات دون ملاحظة أي من صفه من صفاته . كلفظ الجلالة (الله)
و أما الثاني : ما كان المسمى هو الذات مع ملاحظة صفة من صفاته . مثل (كريم , لئيم , شجاع ...الخ )
وما نحن بصدد هي التطرق إلى صفات وأسماء الله جل وعلا، فأما من القسم الأول فهو واضح بلفظ الجلالة (الله).
و أما الثاني : ما لوحظ بإسمه صفة من صفاته النورانية كالعلم والقدرة والحياة وغيرها من الصفات فهو اسم الصفة , كالعالم والقادر والمريد والحي إلى أخر أسماء الصفات .
هناك أقسام لأسماء الله بلحاظات مختلفة
فعن بعض أهل التحقيق قسموا أسماء الله
مرة بلحاظ ذاته المقدس إلى ثلاثة أقسام :
- الأول :ما يمنع إطلاقه عليه , وذلك كل اسم يدل على معنى يحيل العقل نسبته إلى ذاته الشريف , كالأسماء التي تدل على الجسمانية أو مشتملة على النقص والحاجة
- الثاني : ما يجوز عقلا إطلاقه عليه تعالى ووردت في الكتاب العزيز والسنة الشريفة
- ما يجوز الإطلاق عليه ولكن لم يرد في الكتاب والسنة , كالجوهر فإن احد معانيه كون الشيء موجود لا في موضوع. فهذا المعنى لا مانع عقلاً أن نطلقه على الله ولكن ليس من الأدب فيمكنه جائز من جهة واضحة لدينا وغير جائز من جهة لا نعلمها , إذا العقل لم يطلع على كافة ما يمكن أن يكون معلوماً.
و أخرى بدلالتها على الذات فقط من غير اعتبار أمر أو باعتباره , وذلك الأمر أما أن يكون إضافة ذهنيه فقط أو سلب فقط أو إضافة وسلب . وكما يلي :
- ما يدل على الذات فقط , وهو لفظ ( الله ) فإنه اسم للذات الموصوفة بجميع الكماليات الربانية .
- ما يدل على أسماء الذات مع الإضافة : ما يدل على الذات مع إضافة مثل (الخالق ) فإنه اسم للذات باعتبار تقدير الأشياء ,(الكريم) اسم للذات باعتبار إعطائه للسؤالات , (البارئ ) اسم للذات باعتبار اختراعها وإيجادها , وهكذا .
- ما يدل على أسماء الذات باعتبار سلب الغير عنه : مثل (الواحد) اسم للذات باعتبار سلب النظير والشريك , (الفرد) باعتبار سلب القسمة و البعضية . وهكذا
- ما يدل على أسماء الذات باعتبار الإضافة والسلب معاً : مثل (الحي) فانه المدرك الفعال الذي لا تلحقه الآفات , (الواسع) باعتبار سعة علمه وعدم فوت شيء منه . وهكذا.
قال الله تعالى (وَلِلِه الأسمَاءُ الحُسنَى فَادعُوهُ بِهَا )
الأعراف 180
قيل هي (الله, الرحمن , الرحيم ,الملك , القدوس , الخالق ...) إلى تمام ثلاثمائة وستين اسماً .
مجمع البيان ج4
وعن الصادق (عليه السلام) : (( إن الله تعالى خلق اسما بالحروف غير متصوت وباللفظ غير مُنَطق وبالشخص غير مجسد وبالتشبيه غير موصوف وبالون غير مصبوغ منفي عنه الأقطار مبعد عنه الحدود محجوب عنه حس كل متوهم مستتر غير مستور فجعله كلمة تامة أربعة أجزاء معاً ليس شيء منها قبل الأخر فأظهر منها ثلاث أسماء لفاقة الخلق إليها وحجب منها واحداً وهو الاسم المكنون المخزون فهذه الأسماء التي ظهرت , فالظاهر هو الله تبارك وتعالى وسخر لكل اسماً من هذه الأسماء أربع أركان فذلك اثنا عشر ركناً ثم خلق لكل ركنا منها ثلاثين اسماً فعلاً منسوباً إليها فهو الرحمن الرحيم الملك القدوس الخالق البارئ المصور الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم العليم الخبير السميع البصير الحكيم العزيز الجبار المتكبر العلي العظيم المقتدر القادر السلام المؤمن المهيمن البارئ المنشئ البديع الرفيع الجليل الكريم المحي المميت الباعث الوارث . فهذه الأسماء وما كان من الأسماء الحسنى حتى تتم ثلاثمائة وستون اسماً فهي نسبه إلى الأسماء الثلاثة وهذه الأسماء الثلاثة أركان وحجب الله الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة وذلك بقوله تعالى ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) الإسراء 110))
أصول الكافي باب أسماء الله الحديث 1
(ملأت أركان كل شيء )
أي أطرافه وجوانبه , لان معنى الركن هو جانب الشيء .
فكما قال العرفاء الشامخون ( إن كل نوع من الأنواع تحت اسم من أسماء الله تعالى وذلك النوع مظهر ذلك الاسم , كما إن الإنسان مظهر اسم الله والملك مظهر (السبوح) و(القدوس) والفلك مظهر اسم ( الرفيع الدائم ) والحيوان مظهر ( السميع البصير ) والأرض مظهر (الخافض ) والهواء مظهر (الروح) والماء مظهر (المحيي) , والنار مظهر (القهار) وهكذا .
ثمّ إن من الموجودات ما له أربع أركان :
منها : أركان عرش علم الله تعالى من العناية والقلم والقضاء والقدر
ومنها أركان عرش قلوب المؤمنين العقل بالقوة والعقل بالملكة والعقل بالفعل والعقل المستفاد
ومنها أركان علم الإنسان هي التعقل والتوهم والتخيل والتحسس,وأركان بدنه الماء والتراب والهواء والنار .
وأركان بيت الله المعنوي جبرائيل و ميكائيل و اسرافيل وعزرائيل ويقال لهم حملة العرش . وأركان بيته الظاهري هو الركن اليماني والحجازي والشامي والعراقي .
وهناك الكثير مما لا نريد الإطالة عليكم فيها .
وبعد إن بينا هذا النص المقدس ننتقل إلى نص أخر (وبعلمك الذي أحاط بكل شيء) لبيانه في الحلقة القادمة وفقنا الله لذلك .
والحمد لله لي ولكم
تعليق