
والحمد لله رب العالمين وصلاة وسلام على اشرف الخلق أبا الزهراء
محمد (صلى الله عليه واله وسلم) واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم إلى قيام يوم الدين..
من هو الكاظم(عليه السلام) ؟
كانت لأبي الحسن الكاظم (عليه السلام) مكانه مرموقة بين جميع معاصريه على اختلاف أهوائهم
ذلك انه كان يتحلى بمزايا فذة لم يشاركه فيها احد مطلقا . ولقد ظهر من خلقه السمح،وسماته الطيبة ،
وتدينه العجيب ما فتن به الألباب وانتزع به التقدير والإجلال من سائر من عرفه ؛ فكان ذا هيبة علوية تأخذ بمجامع القلوب فيتخاذل دونها الأمير والوزير،والعالم والسوقة ؛
وهذا هو الذي أوغر عليه صدور الحكام و عبده السلطان وأقلقهم ، فبيتوا له مالا يرضاه الله تعالى،
وعاملوه بمنتهى القسوة وبكامل الجفوة .
وهو بالحقيقة حامل الرسالة ، وناقل الكلمة الفصل إذا اختلط فقهاء الدين واختبط العلماء في تفسير القران وبيان السنة والأحكام ، لأنه (عليه السلام) من بيتها وزينتها ؛
ولقد قال ابو علي بن جعفر :
( أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) : إن الله عز وجل خلقنا فأحسن خلقنا ،وصورنا فأحسن صورنا ، وجعلنا خزانه في سمائه وأرضه . ولنا نطقت الشجرة ،
وبعبادتنا عبد الله عز و جل ، ولولانا ما عبد الله)) .
نعم لولاهم ما عبد الله حق عبادته ،
فرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كان البشير النذير، وعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) كان ماحي الكفر وأهله ،
والحسن أبقى على الدين يوم كادت تتجدد الوثنية على يد معاوية مجدد الأموية ،
والحسين أحيا شهادة إن لا الله إلا الله ، وان محمدا رسول الله ،
و الإمام زين العابدين أنعش الدين في قلوب البقية من المؤمنين ،
والباقر أو الصادق علما هذه الأمة وكانا الفقيهين والأستاذين لمدرسة خرجت الإبدال من الرجال،
وعلى ذلك درج الأئمة من سائراهل هذا البيت الكرير فنعم و نعم ،
لولاهم ما عبد الله حق عبادته ، فان أكثر المصلين كانوا من عبدة الشياطين وممن حاكوه المؤامرات ،
واحكموا المكائد والافتراءات أثناء الصلاة ! . في حين إن الأئمة (عليهم السلام) لم يطمعوا في ملك، ولا استهوا هم شيء من زخرف الحياة ، ولا فاهوا بكلمة ، ولا رفعوا صوتا إلا لاحقا حق أو إبطال باطل .
وهذا هو الذي جعل الناس يتعلقون بحبل ولائهم ،
وجعل عبيد الدنيا يطاردونهم لينفض الناس من حولهم ،
بل كانوا ينكلون بشيعتهم ومحبيهم ويقتلونهم على الظن والتهمه كي يستقيم لهم أمر دنياهم .. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد أجمعين .
المصادر: الامام موسى الكاظم (عليه السلام) باب الحوئج
والحمد لله رب العالمين
تعليق