ثلاث اجال لا بد منها...

[التائقة لرؤية مولاها]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







من كلمات السيد محمد رضا الشيرازي(رحمه الله)



الحلقة الاولى
----------------







حديثنا يدور حول نهاية العالم وبداية العالم الجديد،القران الكريم يدل على وجود ثلاث اجال وهي:


اولا: الاجل المتعلق بالافراد: الله تعالى يقول(اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) ويقول في اية اخرى(كل نفس ذائقة الموت)،هذا الاجل الاول تؤكده الواقعية الخارجية لاننا نشاهد في كل يوم موت الافراد.


ثانيا: الاجل الذي يتعلق بالامم:الله سبحانه وتعالى يقول(ولكل امة اجل) وهذا النوع الثاني يؤكده علماء الحضارات وعلماء التاريخ ويشبهون الامة بالفرد،الفرد له ولادة وطفولة وشباب وكهولة وشيخوخة وموت،الحضارات ايضا والامم ايضا لها ولادة في البداية وموت في النهاية.


ثالثا: اجل العالم:وهو النوع الثالث من الاجال الذي يشير اليه القران الكريم،هذا العالم الذي نشاهده ليس ابديا وانما يأتي هنالك يوم ينتهي فيه هذا العالم،هذا الاجل اخبار عن حقيقة غيبية لاتقع تحت الملاحظة والتجربة،الايات القرانية اكدت هذه الحقيقة والروايات الشريفة اكدت هذه الحقيقة ولكن هنالك تشكيك،هذا التشكيك لم يصدر عن افراد عاديين ولكن صدر عن مجموعة من كبار المفكرين.


يقول السيد محمد رضا الشيرازي (رحمه الله):من الجيد ان نشير الى نقطة وهذه النقطة هي:

احيانا الفرد ينطلق من الدين في رؤيته للحياة ورؤيته للاحداث واحيانا ينطلق من ذاته ويحاول ان يؤول النصوص الدينية وفق ما تمليه عليه تصوراته الناقصة،القاصرة،وهذا المنطلق من الذات منحى خطير والمفروض بالمؤمن ان ينطلق من الدين في رؤيته للكون والحياة اما اذا انطلق من ذاته فربما يؤول جميع النصوص الدينية وفق تصوراته،يقول السيد (رحمه الله ) بأعتبار نحن مؤمنين ينبغي علينا ان نلاحظ ماذا قال الله وماذا قال النبي محمد(صلى الله عليه واله) وماذا قال اهل البيت (عليهم السلام) ونطوع افكارنا لما قالوه لا انه نتخذ تصورات معينة،مسبقة،ثم بعد ذلك تحاول تطويع النصوص الدينية لهذه التصورات الظنية والاستحسانية.


هذا الاجل الذي ذكرته النصوص الدينية وقع مورد للتشكيك والانكار،هنالك بعض المفكرين الكبار يعتقدون وفق تصورات معينة "ان هذا العالم لا يمكن الا ان يكون ابديا وهذا العالم باق الى النهاية"وهنالك مجموعة من المفكرين الكبار يعتقدون ان هذه الاجرام العلوية مثل الشمس والقمر والكواكب والسماوات هذه اشياء لا تنطبق عليها معادلات الكون والفساد.


سؤال:وما هي معادلات الكون والفساد؟

الجواب:يأتي ان شاءالله في الحلقة القادمة والحمد لله رب العالمين والصلاة على اشرف الخلق والمرسلين ابا القاسم محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين ونسألكم الدعاء

[التائقة لرؤية مولاها]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





الحلقة الثانية
---------------




ماهو عالم الكون والفساد؟

-الكرة الارضية التي نعيش عليها يطلقون عليها عالم الكون والفساد،الشجرة التي تنبت ثم بعد ذلك في الخريف تسقط اوراقها وتذبل هذه الشجرة،هذا عالم الكون والفساد،نحن البشر ننمو ثم بعد ذلك نسير نحو الانحدار ونعود الى التراب كما خلقنا من التراب لان هذا العالم عالم الكون والفساد .


ولكن العالم العلوي، هذا العالم لا يتطرق اليه اي نوع من الفساد بل لهم نظرية يطلق عليها نظرية"الخرق واللتيام" ان هذه الافلاك وفق تصوراتهم لا يمكن اختراقها ولكن القران الكريم،الروايات الشريفة تدل على ان هذا العالم لا بقاء له وسوف يأتي اليوم الذي ينتهي فيه ،يقول السيد رحمه الله لاحظوا مثلا هذه الاية الكريمة التي تدل على هذا الاجل الثالث الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الروم/8 (ما خلق الله السماوات والارض وما بينهما الا بالحق واجل مسمى)،للافراد هنالك اجل وللامم هنالك اجل وللسماوات والارض ومابينهما هنالك اجل ايضا.

الاية الاخرى في سورة الرعد الله سبحانه وتعالى يقول(وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى)،هنالك اجل محدد تنتهي فيه هذه الحركة.

في اية اخرى الله سبحانه وتعالى يقول(هو الاول والاخر)،فهنالك ظرف ينتهي فيه كل شيء ولا يبقى هنالك الا الله سبحانه وتعالى وفي ذلك اليوم كما في الروايات يقول الله سبحانه وتعالى لمن الملك اليوم فلا يبقى هنالك من يجيب فيقول الله سبحانه وتعالى(لله الواحد القهار) لانه لا يوجد هنالك من يجيب على هذا السؤال.

الله سبحانه وتعالى في اية اخرى يقول(كل شيء هالك) ،الهلاك كما يبدوا بمعنى الفناء وبمعنى البطلان ويقول الله الا ذاته سبحانه وتعالى.

وهنالك ايضا روايات مروية عن اهل البيت(صلوات الله عليهم اجمعين) في هذا المجال،يقول السيد رحمه الله: نذكر منها بعض الروايات:

الرواية الاولى:عن هشام ابن الحكم،سؤل الامام الصادق(عليه السلام): ايتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه ام هو باق؟ يقول السيد رحمه الله يعني الروح باقية ام ينتهي؟

فقال الامام الصادق(عليه السلام): بل هو باق الى وقت ينفخ في الصور.


يعلق السيد رحمه الله قائلا: عندنا اسرافيل ينفخ في صوره النفخة الاولى لان هنالك نفختين ،عندما تنفخ النفخة الاولى التي هي نفخت الموت فعند ذلك تبطل الاشياء وتفنى،الاشياء بعد النفخة الاولى كلها تنتهي وكلها تضمحل،في دعاء الصحيفة السجادية الامام السجاد(عليه السلام) يقول:.......يتبع في الحلقة الاتية ان شاءالله تعالى .




والحمدلله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطيبين الطاهرين ونسألكم الدعاء

[التائقة لرؤية مولاها]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





الحلقة الثالثة
----------------




يقول الامام السجاد(عليه السلام) في الصحيفة السجادية في ضمن دعاء له(هو الاول قبل الانشاء والاحياء والباق بعد فناء الاشياء)،في نهج البلاغة الامام امير المؤمنين(صلوات الله عليه واله) يقول في ضمن كلام له وانه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه كما كان قبل ابتدائها كذلك ،الله تعالى لم يكن معه شيء وسوف يأتي وقت لا يبقى مع الله تعالى شيء كما كان قبل ابتدائها كذلك ،يقول عليه السلام عدمت عند ذلك لاحال والاوقات وزالت السنون والساعات فلا شيء الا الواحد القهار....ثم يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه اليها.

الله تعالى بعد الفناء يعيد الاشياء كلها لا لانه يحتاج اليها وانما منة وتفضل عليها،هذه الحقيقة التي نطقت بها الايات والروايات،العلوم الحديثة توصلت الى جانب منها لان قلنا ان هذا الاجل الثالث هو غيب ولا يقع تحت التجربة والملاحظة ولكن العلوم الطبيعية اثبتت جانب من هذه الحقيقة،الان احدى الحقائق المسلمة بالعلم ان هذه الطاقة الموجودة في الكون سوف تفنى في يوم من الايام،القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية ان الطاقة سوف تعدم في يوم من الايام ويقولون ان الوجود الحراري يتبدل على مرور الايام الى عدم حراري وبناءا على هذا القانون العلمي توصل العلماء من دون قصد منهم الى حقيقتين وهما:


الحقيقة الاولى: ان هذا الكون لم يكن ازلي،لا يعقل وفق هذا الكون ان يكون هذا الكون ازلي،الشمس والقمر وبقية الكواكب الموجودة في هذا الكون لو كانت ازلية،لم يكن لها بداية،هذه الشمس حرارتها انتهت منذ امد بعيد،وجود هذه الحرارة دليل على ان هنالك نقطة بداية لهذه الشمس،هذه الحقيقة الاولى التي توصل اليها العلم واثبتها بدون قصد منه.

العلماء في نضرياتهم الاخيرة يقدرون ان عمر هذه الشمس التي نراها حوالي اربعة مليارات عام وشيء فلا يعقل ان تكون هذه الطبيعة طبيعة ازلية.


الحقيقة الثانية: الحقيقة التي اشار اليها الدين ايضا ،ان هذه الطاقة لا تبقى الى النهاية،العلماء ايضا يقدرون الطاقة الموجودة في هذه الشمس بحوالي سبع مليارات اعوام،بعد هذه المدة الطاقة ستنتهي والشمس تعود وتنحدر الى مرحلة الصفر المطلق،هذه الحقيقة التي اشار اليها القران الكريم بقوله تعالى(اذا الشمس كورت)،التكوير معناه شيء منبسط،تلفونه لفا،مثل العمامة المنبسطة اذا لففتموها........يتبع في الحلقات الاتية بأذن الله تعالى.




والحمدلله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين ونسألكم الدعاء