بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
زيارة الإمام ماذا تعني لنا ؟اللهم صل على محمد وآل محمد
كلما اقتربت ذكرى ولادة امام أو وفاة امام نلاحظ ازدحام الطرقات من اجل زيارة هذا الإمام ويترك الناس أشغالهم وأعمالهم ويأتون لزيارة الإمام رغم كل ما يحيط بهذه الزيارة من مخاطر تتمثل بالإرهاب الذي يريد ان ينهي هذه المسيرة وهذا الزحف المليوني . وهذا الزحف لا يشمل عمراً محدداً ولا يكون شاملاً للكبار فقط ، بل يشمل الصغار والكبار والرجال والنساء والشيوخ والقادر والعاجز .
وقد أحتار جميع المراقبين ومن كل الاديان والقوميات بهذا العشق وبهذا الحب ، لا بل بهذا الولاء وبهذه الموالاة .
يقف الزائر على قبر الإمام فيتذكر مصيبته ويتذكر ما جرى على سيده ومولاه وتنحدر الدموع بلا سابق موعد .
وهذا البكاء لا بد منه لأنه تطهير للنفس واستذكار للمصيبة وحزن على الإمام وعهد ولاء بعدم نسيان ما جرى على الأئمة من مصائب وأحزان واستذكار في كل عام وفي كل مناسبة لمآسيهم الكثيرة التي مرت عليهم .
فقد تحمل ائمتنا الكثير من أجلنا ومن أجل تثبيت قواعد هذا المذهب الكريم ودفعوا أرواحهم ثمناً لبقاء المذهب وخلوده وسموه .
وهنا يبرز سؤال : ما هو الواجب علينا تجاه هذه التضحيات من ائمتنا ؟
وما هو الذي يجب أن نعمله حتى نفي هذه التضحيات قيمتها وقدرها ؟
نحن نعرف أن الهجمة كانت ولا زالت شرسة علينا وعلى هذا المذهب الكريم رغم أننا لا نحمل العداء لأي أحد ، لا بل أن مذهبنا علمنا على العفو كما جاء في سيرة ائمتنا وكما قالتها سيدتنا ومولاتنا زينب عليها السلام مخاطبة يزيد لعنه الله : ( ملكنا فكان العفو منا سجية ) . نعم العفو من سجايا الكرام وائمتنا لا يدانيهم أحد بالكرم والعفو والاخلاق الكريمة .
أمرنا الله بالصبر ، وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكل ائمتنا الاطهار بالصبر والتحمل لكل ما يجري علينا ، ولكن بشرط ان لا نتبرأ منهم .
المعركة كبيرة ولن تتوقف وتتطلب منا التضحية والصبر ، وكلما أتسع وأنتشر المذهب تزداد الهجمة علينا .
فبعد رجوعنا من زيارة ائمتنا الى أهلنا يجب ان نرجع بخلق يتناسب مع ما يريده وما اوصى به أئمتنا الكرام ، وأن نعمل أكثر من اجل الارتباط اكثر بأئمتنا . لأن الزيارة هي تجديد عهد وولاء وتجديد البيعة لأئمتنا بالسير على منهجهم وموالاتهم والبراءة من أعدائهم .
وأن نكون زيناً لأئمتنا وليس شيناً ، وان نستلهم من أئمتنا العبر والمواعظ لما ينفعنا في ديننا ودنيانا .
وان نتزود للقادم من الايام من هذا المعين الذي لا ينضب ، وبهذا يكون هناك معنى لزيارتنا ولتعبنا ولمسيرنا المسافات الطويلة سيراً على الأقدام ، وان نكون قد رجعنا من زيارتنا بما يكون حافز لنا ومشجع .
نسأل الله أن يوفقنا للزيارة ولاستلهام الدروس منها والعبر ، وان تكون الزيارة حافزاً لنا لمواصلة المسير أكثر . والحمد لله رب العالمين وصلى الله على أشرف الخلق والمرسلين وعلى آله الغر الميامين وسلم تسليماً كثيرا ..
تعليق