بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قسمت الرويات الشريفة اللهو الى قسمين :اللهم صل على محمد وآل محمد
الأول : اللهو المشروع الذي أباحته الشريعة ، وإطلاق اللهو عليه هو استعمال على نحو المقابلة باللهو الباطل تعليماً للناس وتوجيهاً لهم بأن يستبدلوا اللهو الغير مشروع بآخر مشروع ، فالاسلام جاء ليغير سلوكيات الناس من عادات وتقاليد الجاهلية الى عادات وممارسات ينتفع منها الإنسان وتساهم في تكامله وهدايته .
الثاني : اللهوغير المشروع (الباطل) حيث نهت الشريعة عنه وذمت فاعله كما ورد في الآيات الكريمة وسنراه في الرويات الشريفة الآتية .
اللهو المشروع (الترفيه والتسلية ) :
جاء الإسلام لينقل الإنسان (رجلا كان أوامرأة )من الضلال الى الهداية والكمال اللأئق به ، وسخر كافة الاسباب والأشياء لوصوله الى هذه الغاية العظيمة وليقطع الطريق على الشيطان الرجيم للأستفادة من غفلة الانسان في ساعات الخلوة واللهو ليضله ، ففي هذه الساعات ينسى الانسان نفسه ويسترسل مع عواطفه وشهواته في لهوه ولعبه مع أقرانه في تلك اللحظات التي يحتاج فيها أن ينفس عن نفسه مشاغل الحياة ومصاعبها فأباح له ساعات يلهو ويروح فيها عن نفسه وقلبه برياضات مختلفة كالسباحة والرماية والفروسية والقراءة والخط وكتابة الشعر وإنشاده والمفاكهة والمزاح مع الإخوان ، على أن الترويح والترفيه ـ أيا كان شكله ـ ليس هروبا من ضغوطات الحياة كما يتصوره البعض ، وإنما هو استعداد وتأهب لمواجهتها من جديد ، وليس كما يصفه آخرون أنه تصريف للطاقة الزائدة فيمن ليس له هدف ، وإنما هو توظيف نافع وسليم لتلك الطاقة سواء على مستوى الجماعة .
ومن شرائط الترويح الذي يشجع الاسلام عليه هو :
1ـ ان يكون خاليا من المفاسد والمضار والبطلان والحرمة .
2ـ أن يخلو من الاسفاف والاسراف والاستغراق والذي يستهلك الوقت بأجمعه .
والأفضل أن ينشأ عن الترفيه استثمار لوقت الفراغ بنفع خاص أوعام ، لأنه يكره للإنسان أن يكون فارغا لا في عمل الدنيا ولا في الآخرة .
والرويات الواردة في هذا الشأن كثيرة ومنها :
قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم : (خير لهو المؤمن السباحة ، وخير لهو المرأة المغزل ).
قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم : (عليكم بالرمي فإنه من خير لهوكم ).
قال الامام السجاد عليه السلام : (إن النبي أجرى الإبل مقبلة من تبوك ، فسبقت العضباء عليها أسامة ، فجعل الناس يقولون : سبق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : سبق أسامة ).
قال الامام السجاد عليه السلام : (إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجرى الخيل وجعل سبقها أواقي من فضة ).
قال الإمام الباقر عليه السلام : (إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سابق بين الخيل ، وأعطى السوابق من عنده )
وعن الامام الصادق عليه السلام عن آبائه ، قال : دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة بيت فاطمة عليها السلام ، ومعه الحسن والحسين عليهما السلام ، فقال لهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم (قوما فصطرعا ، وقد خرجت فاطمة عليها السلام في بعض خدمتها ، فدخلت فسمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو يقول : (ايهن ياحسن ، شد على الحسين فاصرعه ) ، فقالت عليها السلام له ( ( ياابت وأعجباه ، أتشجع هذا على هذا ؟!أتشجع الكبير على الصغير ؟ ) . فقال صلى الله عليه وآله وسلم لها : (يابنية ، أما ترضين أن أقول أنا : ياحسن شد على الحسين فاصرعه ، وهذا حبيبي جبرائيل يقول : ياحسين شد على الحسن فاصرعه ).
قال الإمام الصادق عليه السلام (الرمي سهم من سهام الاسلام) .
اللهو المشروع :
حيث نهت الشريعة عنه لمافيه من الآثار والاضرار التي تلحق وتودي الى الضياع عمره وهلاكه على أن ما نذكره هنا إنما هو من باب المثال ليس إلا ، وإلا فأمثلة اللهو كثير وإن لم تكن ضارة بنظرنا القاصر إلا أنها بمقتضى حكمة الله
مما يترتب عليه مفاسد أدت تحريمها .
ومن تلك الرويات التي ذمت اللهو :
روي عن الإمام علي عليه السلام : (أفضل العقل مجانبة اللهو).
قول الامام الصادق عليه السلام : (ومعنى الفسق : فكل معصية من المعاصي الكبار فعلها فاعل ، أودخل فيها داخل بجهة اللذة والشهوة والشوق الغالب ، فهو فسق ، وفاعله فاسق خارج من الايمان بجهة الفسق ، فإن دام في ذلك حتى يدخل في حد التهاون والاستخفاف ، فقد وجب أن يكون بتهاونه واستخفافه كافرا ).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (أما علامة الفاسق فأربعة : اللهو واللغو والعدوان والبهتان ).
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين .
المصدر / اللهو المحرم .
تعليق