بسم لله الرحمن الرحيم
الغرور واقسامه ..الغرور هو من المهلكات لعمل الانسان ومن المفسدات للأعمال التي يتقرب بها الانسان الى ربه ، ولكن العلماء العرفاء والروحانيين أمثال السيد مرتضى الميلاني قسموا لنا الغرور وجعلوا لنا الصور واضحة جداً .
نقسم المغترين الى عدة اقسام واصناف :
القسم الاول / عندنا فرق متعددة
الاولى : هم اهل العلم منهم اهل العلوم الشرعية والعقلية والذين تعمقوا فيها واشتغلوا بها وأهملوا تفقد الجوارح وحفظها عن المعاصي والزامها الطاعات ، واغتروا بعلمهم وظنوا أنهم عند الله بمكان وأنهم قد بلغوا من العلم مبلغآ لا يعذب الله مثلهم بل لا يقبل في الخلق شفاعتهم وانه لا يطالبهم بذنوبهم وخطاياهم لكرامتهم على الله وهم مغرورون وقد قال النبي صلى الله عليه واله وسلم : (من ازداد علما ولم يزدد هدى لم يزدد من لله تعالى إلا بعداً ) .
وقال صلى الله عليه واله : (أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعمله) .
الثاني : أحكموا العلم والعمل فواظبوا على الطاعات الظاهرة وتركوا المعاصي ، إلا أنهم لم يتفقدوا قلوبهم ليمحوا عنها الصفات المذمومة عند الله تعالى من الكبر والحسد والرياء وطلب الرئاسة ، وطلب الشهرة في البلاد والعباد وربما لم يعرف البعض منهم أن ذلك مذموم فهو مكب عليها غير محترز عنها ولا يلتفت الى قوله صلى الله عليه واله :
(أدنى الرياء الشرك ) . وقوله صلى الله عليه واله : ( لايدخل الجنة من في قلبه مقدار ذرة من الكبر ) .
الثالث : علموا ان الاخلاق الباطنة أنها مذمومة من جهة الشرع إلا أنهم لعجبهم بأنفسهم يظنون أنهم أرفع عند الله من أن يبتليهم بذلك وأنما يبتلي به العوام دون من بلغ مبلغهم في العلم .
الرابع : هم الذين اقتصروا على علم الفتاوى في الحكومات والخصومات وتفاصيل المعاملات الدنيوية الجارية بين الخلق وربما ضيعوا مع ذلك الاعمال الظاهرة والباطنة ولم يتفقدوا الجوارح ولم يخرسوا اللسان عن الغيبة ولا البطن عن الحرام ولا الرجل عن المشي الى السلاطين ولم يخرسوا قلوبهم عن الكبر والرياء والحسد وسائر المهلكات فهولاء المغرورون .
الخامس : هم الذين اشتغلوا بالوعظ وأعلاهم رتبة من يتكلم في النفس وصفات القلب من الخوف والرجاء والصبر والشكر والتوكل والزهد واليقين والاخلاص والصدق ونظائره وهم مغرورون يظنون بأنفسهم أنهم إذا تكلموا بهذه الصفات ودعوا الخلق اليها فقد صاروا موصوفين بهذه الصفات وهم منفكون عنها عند الله إلا عن قدر يسير لا ينفك عنه عوام المسلمين وغرور هؤلاء اشد الغرور لآنهم يعجبون بأنفسهم غاية الاعجاب .
نعم وهذه الاصناف التي ذكرت كلها يجب علينا ان ندقق فيها تدقيق مهم كي يجتنب عنها الانسان اجتناب كامل كي لايقع في هذا الغرور ويصبح من الخاسرين .
وفي النتيجة يصبح من المتكبرين والمغرورين كما تكبر وانغر في عبادته وتصوره نفسه هو العابد فقط .
ولكن كيف ننجي انفسنا من الغرور، في ثلاث امور
الاول : العقل
الثاني : العلم
الثالث : المعرفة
اما العقل فهو الفطرة الغريزية والنوع الاصلي الذي به يدرك الانسان حقائق الاشياء فأساس السعادات كلها العقل والكياسة وقد اثنوا على رجل أمام رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالوا خيراً ، فقال صلى الله عليه وآله : كيف عقله فقالوا : يارسول الله نقول من عبادته وفضله وخلقه ، فقال : كيف عقله فأن الاحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر وإنما يقرب الناس يوم القيامة على قدر عقولهم .
الثاني : العلم أن يعلم ما يضره وما ينفعه ويعلم مكائد الشيطان ويعلم كيف السلوك الى الله ويعلم ما يقربه من الله فيعمل به واما ما يبعده عن لله فيبعده عنه .
الثالث : المعرفة وتنقسم الى اربعة امور وهي ان يعرف نفسه ويعرف ربه ويعرف الدنيا ويعرف الاخرة
فأذا عرف نفسه عرف ربه ، واذا عرف ربه عرف الدنيا والاخرة .
والنتيجة لا يعتريه شيطانه ويجعله من المغرورين .
نسئل لله ان يبعدنا عن المغرورين ولا يجعلنا منهم .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد واله وعجل فرجهم .
المصادر :
1 - مستدرك الوسائل
2 - المعارف لاسلامية ج 2
تعليق