بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
مقدمة
بحسب الادلة العقلية التي قررها العلماء (الامامية) من عصمة الانبياء قاطبة ... فهذا يقتضي ان جميع افعالهم وحركاتهم وسكناتهم وفق عصمتهم عليهم السلام وكل افعالهم صواب وحكمة ,لكن وردت ايات كثيرة ظاهرها المعصية للانبياء عليهم السلام وهذا خلاف العقل الذي حكم بان الانبياء معصومون ,لان من وجب اتباعه يجب عصمته والا كان الله تعالى قد امرنا بالمعصية تعالى الله عن ذلك يقول الشيخ السبحاني في ذلك ((فالظاهر من كلمات المتكلّمين انّها موهبة من مواهب اللّه سبحانه يتفضل بها على من يشاء من عباده بعد وجود أرضيات صالحة وقابليات مصحّحة لإفاضتها عليهم)) وقال :الشيخ المفيد
((القول في عصمة الأنبياء عليهم السلام أقول: إن جميع أنبياء الله صلوات الله عليهم معصومون من الكبائر قبل النبوة وبعدها وما يستخف فاعله من الصغائر كلها، وأما ما كان من صغير لا يستخف فاعله فجائز وقوعه منهم قبل النبوة وعلى غير تعمد وممتنع منهم بعدها على كل حال، وهذا مذهب جمهور الإمامية. والمعتزلة بأسرها تخالف فيه)) أوائل المقالات - الشيخ المفيد
ضرورة بعثة الأنبياء(عليهم السلام) تستوجب عصمتهم
في الكافي:1/168عن الإمام الصادق(ع)قال
إنا لما أثبتنا أن لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا وعن جميع ما خلق ، وكان ذلك الصانع حكيماً متعالياً ، لم يجز أن يشاهده خلقه ولايلامسوه فيباشرهم ويباشروه ، ويحاجهم ويحاجوه، ثبت أن له سفراء في خلقه ، يُعَبِّرون عنه إلى خلقه وعباده ، ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم، فثبت الأمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبِّرون عنه جلَّ وعز ، وهم الأنبياء(عليهم السلام) وصفوته من خلقه ، حكماء مؤدبين بالحكمة ، مبعوثين بها ، غير مشاركين للناس- على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب- في شئ من أحوبالهم ، مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة. ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين لكي لاتخلو أرض الله من حجة ، يكون معه عَلَم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته .
يرى الأستاذ الشيخ «مصباح يزدي» أنه:
«ليس المقصود من عصمة الأنبياء أو عصمة آخرين مجرد عدم ارتكابهم لذنب فحسب، لأنه من الممكن لفردٍ عاديٍّ أيضاً أن لا يرتكب الذنوب... بل المقصود هو امتلاك الشخص لملكة نفسية قوية تمنعه من ارتكاب الذنب مهما كانت الظروف. وهي ملكة ناتجة عن وعي كامل ودائم بقبح المعصية وعن إرادة قوية لكبح ميول النفس. ولما كان تحقُّق مثل هذه الملكة لا يتم إلا بعناية خاصة من الله، نُسبت فاعليَّتها إلى الله تعالى»
((المقصود من الذنب الذي يُصان الشخص المعصوم من ارتكابه: فعل ما يطلق عليه في لسان الفقه عبارة الحرام وكذلك ترك ما يطلق عليه في لسان الفقه اسم الواجب))
الدليل العقلي على عصمة الانبياء
نقتصر في هذا المجال على ذكر دليلين هما :
1 الوثوق فرع العصمة
إنّ التبليغ يعمّ القول والفعل، فكما في أقوال النبي تبليغ فكذلك في أفعاله، فالرسول معصوم عن المعصية و غيرها لأنّ فيها تبليغاً لما يناقض الدين و هو معصوم من ذلك .
ولا يفتقر ذلك على زمن البعثة فقط وإنّما يشمل ما قبلها أيضاً لأنّه لو كانت سيرة النبي غير سليمة قبل البعثة فلا يحصل الوثوق الكامل به وإن صار إنساناً مثاليّاً.
2 التربية رهن عمل المربّي
إنّ الهدف العام الذي بعث الأنبياء لأجله هو تزكية الناس و تربيتهم و معلوم (أن فاقد الشيء لا يعطيه) فلذا لابد من التطابق بين مرحلتي القول والعمل، وهذا الأصل التربوي يجرّنا الى القول بأن التربية الكاملة المتوخاة من بعثة الأنبياء لا تحصل إلّا بمطابقة أعمالهم لأقوالهم فانّ لسوابق الأشخاص وصحائف أعمالهم الماضية تأثيراً في قبول الناس كلامهم وإرشاداتهم . أمّا ما ذكرته بالنسبة للآيات المباركة من سورة القصص، فإن الأصل في الأنبياء العصمة والأدلة من القرآن والسنة والعقل صريحة بالعصمة، وكل ما ورد ظاهره مناف للعصمة، فلابد من البحث عن التأويل له و فهم معناه.
وبناءا عليه اذا وجهتنا مثل هذه الايات الظاهرة بالمعصية فلا نحكم على الظاهر بالمباشر بل لابد ان يُعلم اولا الظروف السابقة والرجوع اليها لنعلم انه كيف حصل كذا حتى عبر عنه الحق تعالى ان النبي عصى في مرحلة انه امرنا بطاعتهم فاذا رجعنا الى الوراء قليلا لوجدنا ان الافعال الصادرة في حقهم لم تكن من هذا القبيل اعني المعصية او العصيان في ساحة قدسة تعالى فان الظروف الناشأة التي سبقت مرحلة العصيان هي التي اعطت طابع ظاهره المعصية
ونحن ان شاء الله تعالى سوف نفهم هذه الظروف التي ادت الى القول بان الانبياء ظهرت منهم المعصية من خلال هذا الموضوع الموجز ان شاء الله تعالى
يتبع ...
والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
مقدمة
بحسب الادلة العقلية التي قررها العلماء (الامامية) من عصمة الانبياء قاطبة ... فهذا يقتضي ان جميع افعالهم وحركاتهم وسكناتهم وفق عصمتهم عليهم السلام وكل افعالهم صواب وحكمة ,لكن وردت ايات كثيرة ظاهرها المعصية للانبياء عليهم السلام وهذا خلاف العقل الذي حكم بان الانبياء معصومون ,لان من وجب اتباعه يجب عصمته والا كان الله تعالى قد امرنا بالمعصية تعالى الله عن ذلك يقول الشيخ السبحاني في ذلك ((فالظاهر من كلمات المتكلّمين انّها موهبة من مواهب اللّه سبحانه يتفضل بها على من يشاء من عباده بعد وجود أرضيات صالحة وقابليات مصحّحة لإفاضتها عليهم)) وقال :الشيخ المفيد
((القول في عصمة الأنبياء عليهم السلام أقول: إن جميع أنبياء الله صلوات الله عليهم معصومون من الكبائر قبل النبوة وبعدها وما يستخف فاعله من الصغائر كلها، وأما ما كان من صغير لا يستخف فاعله فجائز وقوعه منهم قبل النبوة وعلى غير تعمد وممتنع منهم بعدها على كل حال، وهذا مذهب جمهور الإمامية. والمعتزلة بأسرها تخالف فيه)) أوائل المقالات - الشيخ المفيد
ضرورة بعثة الأنبياء(عليهم السلام) تستوجب عصمتهم
في الكافي:1/168عن الإمام الصادق(ع)قال

يرى الأستاذ الشيخ «مصباح يزدي» أنه:
«ليس المقصود من عصمة الأنبياء أو عصمة آخرين مجرد عدم ارتكابهم لذنب فحسب، لأنه من الممكن لفردٍ عاديٍّ أيضاً أن لا يرتكب الذنوب... بل المقصود هو امتلاك الشخص لملكة نفسية قوية تمنعه من ارتكاب الذنب مهما كانت الظروف. وهي ملكة ناتجة عن وعي كامل ودائم بقبح المعصية وعن إرادة قوية لكبح ميول النفس. ولما كان تحقُّق مثل هذه الملكة لا يتم إلا بعناية خاصة من الله، نُسبت فاعليَّتها إلى الله تعالى»
((المقصود من الذنب الذي يُصان الشخص المعصوم من ارتكابه: فعل ما يطلق عليه في لسان الفقه عبارة الحرام وكذلك ترك ما يطلق عليه في لسان الفقه اسم الواجب))
الدليل العقلي على عصمة الانبياء
نقتصر في هذا المجال على ذكر دليلين هما :
1 الوثوق فرع العصمة
إنّ التبليغ يعمّ القول والفعل، فكما في أقوال النبي تبليغ فكذلك في أفعاله، فالرسول معصوم عن المعصية و غيرها لأنّ فيها تبليغاً لما يناقض الدين و هو معصوم من ذلك .
ولا يفتقر ذلك على زمن البعثة فقط وإنّما يشمل ما قبلها أيضاً لأنّه لو كانت سيرة النبي غير سليمة قبل البعثة فلا يحصل الوثوق الكامل به وإن صار إنساناً مثاليّاً.
2 التربية رهن عمل المربّي
إنّ الهدف العام الذي بعث الأنبياء لأجله هو تزكية الناس و تربيتهم و معلوم (أن فاقد الشيء لا يعطيه) فلذا لابد من التطابق بين مرحلتي القول والعمل، وهذا الأصل التربوي يجرّنا الى القول بأن التربية الكاملة المتوخاة من بعثة الأنبياء لا تحصل إلّا بمطابقة أعمالهم لأقوالهم فانّ لسوابق الأشخاص وصحائف أعمالهم الماضية تأثيراً في قبول الناس كلامهم وإرشاداتهم . أمّا ما ذكرته بالنسبة للآيات المباركة من سورة القصص، فإن الأصل في الأنبياء العصمة والأدلة من القرآن والسنة والعقل صريحة بالعصمة، وكل ما ورد ظاهره مناف للعصمة، فلابد من البحث عن التأويل له و فهم معناه.
وبناءا عليه اذا وجهتنا مثل هذه الايات الظاهرة بالمعصية فلا نحكم على الظاهر بالمباشر بل لابد ان يُعلم اولا الظروف السابقة والرجوع اليها لنعلم انه كيف حصل كذا حتى عبر عنه الحق تعالى ان النبي عصى في مرحلة انه امرنا بطاعتهم فاذا رجعنا الى الوراء قليلا لوجدنا ان الافعال الصادرة في حقهم لم تكن من هذا القبيل اعني المعصية او العصيان في ساحة قدسة تعالى فان الظروف الناشأة التي سبقت مرحلة العصيان هي التي اعطت طابع ظاهره المعصية
ونحن ان شاء الله تعالى سوف نفهم هذه الظروف التي ادت الى القول بان الانبياء ظهرت منهم المعصية من خلال هذا الموضوع الموجز ان شاء الله تعالى
يتبع ...
تعليق