بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
الشبهة / الوَلاية ضد العداوة وهو حكم ثابت لجميع المؤمنين وعلي من المؤمنين .
الجواب / لا فرق بين الوَلاية والوِلاية لأنها اشتقاقات الوْلي وهو الدنو والقرب الخاص إلى من لوازمه التصرف والتسلط ، ومنه يشتق الوالي والمولى والولاء والوَلاية والوِلاية وكلها ترجع إلى معنى الولي ، قال المبرد : ( إن أصل الولي هو الأولى ولأحق وكذلك المولى ) وهذا المعنى ينطبق على المحب والنصير والحاكم وغيرها من استعمالات الولي لأن كلا منهم أولى بالدفاع عمّن أحبه ونصره والحاكم والقائد ولي لأنه أولى بالتصرف في أمور من تولى أمره والله تعالى ولي ووال ومتول لأمور خلقه ، وهكذا بقية الاشتقاقات ، ويضاف إلى أن الولاية التي أثبتها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام جاءت في سياق قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ألست أولى بكم من أنفسكم ) وفي لفظ آخر ( ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) حيث يشير النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى قوله تعالى في سورة الأحزاب الآية 6 ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ) ، وولاية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية المباركة بمعنى أنه الأحق والأولى بأمور المسلمين وشؤونهم من أنفسهم ، وهذه الولاية هي التي أثبتها لعلي عليه السلام في حديث الغدير فانبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما قرن ولاية علي عليه السلام بأولويته على المؤمنين أغلق بذلك الباب على كل من تسوّل له نفسه تحريف الحديث عن معناه وسياقه الصحيح .
تعليق