
والحمد لله رب العالمين وصلاة وسلام على اشرف الخلق ابا الزهراء محمد (صلى الله عليه واله) واللعن الدائم على اعدائهم ومنكري فضائلهم الى قيام يوم الدين ..
تسمية علي ((عليه السلام ))..
قيل : سمي مولود ابي طالب وفاطمة بنت اسد عليا ، لانه على بقدميه كتيفي رسول الله (( صلى الله عليه واله )) لكسر الاصنام . وقيل : لعلوه على كل من بارزه .
وقيل : لان داره الجنان تعلو حتى تحاذي منازل الانبياء .
وقيل : غير ذلك.
وقيل : سمته امه يوم ولد عليا .
وقد روي عن فاطمة بنت اسد انها قالت : اني دخلت بيت الله الحرام ،واكلت من ثمار الجنة ارزاقها ، فلما اردت ان اخرج هتف بي هاتف : يا فاطمة ! سميته عليا ، فهو علي ،و الله العلي الاعلى يقول : اني شققت اسمه من اسمي ، وادبته بادبي ، ووقفته على غامض علمي ، وهو الذي يكسر الاصنام في بيتي ،وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ،
ويقدسني ويمجدني ، فطوبى لمن احبه واطاعه ، وويل لمن عصاه وابغضه .وعند الزمخشري : ان النبي (صلى الله عليه واله ) تولى تسميته. وثمة روايات اخرى تشير الى تسميته بعلي ..
وقال سبط ابن الجوزي :ان حيدرة وصف لعلي ((عليه السلام ))وعلي هو الاسم الاصلي له .
ونقول : ان عليا (( عليه السلام )) قال حين واجه مرحبا اليهودي في غزوة خيبر . (انا الذي سمتني امي حيدرة) ..
والحيدرة هو الاسد ، لغلظ عنقه وذراعيه ..
وهذا يدل على : ان امه كانت سمته بهذا الاسم فور ولادته ، وربما قبل خروجها من داخل الكعبة .. او انها سمته به حين كبر ، ورات ملامح الشجاعة فيه ..
ويبدو لنا ايضا : ان الام كانت هي التي تسمي ولدها حين ولادته .. اما عن اتفاق مع ابيه او بدونه ، ثم يختار الاب،
اما الابقاء على ذلك الاسم او تغييره .
وهذا ما جرى بالنسبة للامام علي (عليه السلام ) ايضا ، كما يفهم من كلام المعتزلي وغيره ..
ومن شواهد تسمية الامهات لابنائهن نذكر ما يلي :
حين استشهد الحر بن يزيد الرياحي ، خاطبه الامام الحسين (( عليه السلام )) بقوله : ( انت حر كما سمتك امك ، حر في الدنيا ، وسعيد في الاخرة ) .
فظهر مما تقدم :
الف: ان التسمية لم تكن منحصرة في الاباء , بل كانت الامهات تسمين الابناء ايضا , وقد يكون ذلك هو الغالب ، او هو العرف السائد.
ب:ان التسمية قد تبقى اياما , او قد تستمر.
ج : قد يستظهر من بعض النصوص : ا ن الاب ايضا قد يتصدى لتسمية المولود بالاضافة الى تسمية الام له .
والحمد لله رب العالمين وصلاة وسلام على محمد واله اجمعين
المصادر : الصحيح من سيرة الامام علي 0عليه السلام .ج1
تعليق