بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد واله الطاهرين
إن أهل البيت عليهم السلام كما نعرف كان دورهم الاَساس هو الاِمامة وامتداداً للرسالة الاِلهية الخاتمة التي جسدت التكامل في وحدة النبوة والاِمامة، وكان وجودهم تعبيراً عن امتداد هذه الرسالة في خط الاِمامة، ومن هنا ارتأينا أن نتكلم عن اصل خلافتهم وكيف كانت من خلال نقل بعض الروايات التي تشير الى ذلك ، وتوضح بأن هذا الأمر وهو أمر الخلافة أمر الاهي لاشك فيه ولا ريب ، وهذا واضح من خلال رواية حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه ،
واليك نص الرواية :
(حدثنا) الشيخ الفقيه أبو محمد حامد بن محمد المسعودي عن عبدالله بن الحارث السلمي ، عن الأعمش عن شقيق البلخي عن عبدالله بن سلمة الأنصاري ، عن حذيفة بن اليمان .
قال : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نهانا أن ندخل عليه وعنده دحية الكلبي ، وأخبرنا ان جبرئيل (عليه السلام) ينزل عليه في صورته ، فمضيت يوماً الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض اموري متجهزاً راجياً ان القاه ، فلما قربت من البابواذا بالشملة قد علقت على الباب فهممت بالدخول واذا أنا بدحية الكلبي جالساً عنده ; فلما رأيته انصرفت عنه ، فلقيت علياً (عليه السلام) في بعض الطريق فقال : من أين أقبلت يا ابن اليماني ؟
فقلت : من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : ما صنعت عنده ؟ فقلت : أردت الدخول عليه في حاجة ، وكان عنده دحية الكلبي فانصرفت عنه . فقال علي (عليه السلام) : يا حذيفة أرجع معي حتى تشهد لي فربما ترى فانك شاهدي على هذه الأمة بعد نبيها ، فرجعت معه فلما صرنا بالباب رفعت الشملة فدخل علي (عليه السلام) ووقفت بالباب فسمعت دحية الكلبي يقول : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته أجلس فخذ رأس ابن عمك من حجري فأنت أحق الناس به .
ثم قام دحية الكلبي ، وجلس علي (عليه السلام) مكانه وأخذ رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصيره في حجره ، وخرج دحية الكلبي من البيت فقال علي (عليه السلام): أدخل يا حذيفة فدخلت ولم أزل جالساً حتى انتبه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فضحك في وجه علي (عليه السلام) وقال : يا أبا الحسن من حجر من اخذت رأسي فقال : من حجر دحية الكلبي فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ذلك جبرئيل (عليه السلام) ماذا قال لك لما دخلت وسلمت عليه ؟
قال : قال لي : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال رسول الله : بخ بخ لك يا علي سلّمت عليك ملائكة الله المقربون قبل أن يسلم عليك أهل الأرض ، وقد فرض الله ولايتك على الناس ، وسأفعل ذلك إن شاء الله تعالى .
ثم قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا حذيفة أسمعت ما قلت وما قاله جبرئيل في حق علي (عليه السلام) ؟ فقلت : نعم سمعته فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا حذيفة اخبر
الناس بما قلت وما قاله جبرئيل في حق علي (عليه السلام) فخرجت وأنا احدث الناس بذلك في المسجد فقال عمر : أنت رأيت ذلك وسمعته من جبرئيل ؟!! فقلت : نعم رأيت جبرئيل وسمعته منه ، فقال : ياعبد الله لقد سمعت ورأيت عجباً( [1]) .
ومن هنا بدأ التشكيك والخذلان من كلام عمر بن الخطاب حتى جرى ما جرى ،
ومن المعلوم ان الذين خرجوا للحج مع رسول الله صلى الله عليه واله هم انفسهم الذين ارتدوا عن البيعة ، وكان عدد من حج مع رسول الله من أهل المدينة وأهل الأطراف سبعين الفاً أو يزيدون عدد أصحاب موسى (عليهم السلام) الذين اخذ عليهم البيعة لأخيه هارون ، فنكثوا واتبعوا العجل والسامري ، وكذلك أخذ رسول الله البيعة بالخلافة لأخيه علي (عليه السلام) على هؤلاء السبعين الألف الذين صحبوه الى الحج فنكثوا واتّبعوا السامري سنّة بسنّة ومثل بمثل .
وصدق الشاعر الذي يصف الحالة على لسان الزهراء عليها السلام .
فيقول :
أبتاه هذا السامري وعجله **** تبعا ومال الناس عن هارون
[1]- ارشاد القلوب ص323 .
تعليق