بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد
إن الإنسان أو بالأحرى رب الأسرة لابد إن يبدأ بإصلاح نفسه ويوطنها على طاعة الله تعالى والصبر عليها ومن ثم يأمر أهله بالتقوى وعمل العبادات وطاعة الله تعالى ،فإذا لم يصن الإنسان نفسه من المهالك والمساوئ وأمر أهله لم يكن هذا الأمر نافعاً لهم
إذا كان لرب البيت للدف ناقراً **** فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
إن النفس إذا لم تأتمر بما تأمر به غيرها لم يكن ذلك نافعاً للغير
فالوقاية للنفس والأهل ثم تنتقل للغير،فلا يقولن احد لا علاقة لي بغيري.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ .
في هذه الآية المباركة يلقي الله سبحانه وتعالى على الإنسان مسئوليتين ، المسؤولية الأولى تجاه نفسه والثانية تجاه أهله .. فيأمره بوقاية نفسه وأهله من عذاب جهنم ..
ونبدأ أولاً بالحديث عن المسؤولية الأولى فنسأل : كيف يقي الإنسان نفسه من نار جهنم ؟
والجواب على هذا السؤال واضح لا يحتاج إلى مزيد من التفكر والتأمل ، فإذا اجتنب
العبد فعل ما يؤدي إلى النار ويكون السبب في دخولها والعذاب فيها فإنه يكون قد وقى نفسه وأنقذها من الدخول إلى النار ، ومعلوم أن المعاصي والذنوب هي السبب في ذلك ، فإذا اجتنب العبد فعل المعاصي فإنه يكون قد وقى نفسه وأنقذها من النار ، ولكي يجتنب العبد الوقوع في المعاصي عليه أن يعرف أسبابها ويقضي عليها ويجعلها غير
فاعلة ومؤثرة في دفعه للوقوع في المعصية ...
إن الأسباب والدوافع التي تكون سبباً ودافعاً للوقوع في المعاصي كثيرة وعديدة وأشير هنا إلى أهمها وهي التي تعتبر أسباباً رئيسية لذلك :
النفس الأمارة بالسوء :
وهي حالة من الحالات التي تكون عليها نفس الإنسان حين يكون الإيمان والتقوى ضعيفين ، وهي التي تأمر الإنسان بالذنب وتجرّه إلى فعله ، يقول الإمام زين العابدين
عليه السلام عن هذه النفس :
( إلهي إليك أشكو نفساً بالسوء أمارة وإلى الخطيئة مبادرة وبمعاصيك مولعة ولسخطك متعرضة ، تسلك بي مسالك المهالك وتجعلني عندك أهون هالك ، كثيرة العلل طويلة الأمل ، إن مسها الشر تجزع وإن مسها الخير تمنع ، ميالة إلى اللعب واللهو مملوءة بالغفلة والسهو ، تسرع بي إلى الحوبة ، و تسوف التوبة )
فعلى العبد المسلم أن يجاهد نفسه ليكبح جميع الشهوات والرغبات والغرائز وليسيطر عليها ويهذبها ولا يسمح لها بالتعدي والخروج عن الصراط المستقيم وعليه أن يستجيب لها في حدود الشرعة الشريف فقط ...
وجهاد النفس ليس بالأمر السهل والبسيط ، بل جهادها صعب وشاق وعسير يحتاج إلى صبر قوي شديد ، فالرسول صلى الله عليه وآله وصف جهاد النفس بالجهاد الأكبر ، فقد ورد أنه صلوات الله وسلامه عليه استقبل سرية قد قدمت من جهاد العدو ، فقال : مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر ، فقالوا : يا رسول الله ، وما الجهاد الأكبر ؟ قال : جهاد النفس .
فكما أن جهاد العدو يحتاج إلى صبر شديد وقوي يتحلى به المجاهد لصعوبته فكذلك المجاهد لنفسه يحتاج إلى أن يتمتع بصبر قوي وشديد أقوى وأشد من الصبر الذي يتمتع به المجاهد في أسوح القتال ، فنفس الإنسان هي أعدى أعدائه ، حيث ورد في
الرواية عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال :
<< أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك>>
نسال الله تعالى إن يرحمنا برحمته وفقنا لمرضاته
وصلى الله على محمد وال محمد
وصلى الله على محمد وال محمد
إن الإنسان أو بالأحرى رب الأسرة لابد إن يبدأ بإصلاح نفسه ويوطنها على طاعة الله تعالى والصبر عليها ومن ثم يأمر أهله بالتقوى وعمل العبادات وطاعة الله تعالى ،فإذا لم يصن الإنسان نفسه من المهالك والمساوئ وأمر أهله لم يكن هذا الأمر نافعاً لهم
إذا كان لرب البيت للدف ناقراً **** فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
إن النفس إذا لم تأتمر بما تأمر به غيرها لم يكن ذلك نافعاً للغير
فالوقاية للنفس والأهل ثم تنتقل للغير،فلا يقولن احد لا علاقة لي بغيري.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ .
في هذه الآية المباركة يلقي الله سبحانه وتعالى على الإنسان مسئوليتين ، المسؤولية الأولى تجاه نفسه والثانية تجاه أهله .. فيأمره بوقاية نفسه وأهله من عذاب جهنم ..
ونبدأ أولاً بالحديث عن المسؤولية الأولى فنسأل : كيف يقي الإنسان نفسه من نار جهنم ؟
والجواب على هذا السؤال واضح لا يحتاج إلى مزيد من التفكر والتأمل ، فإذا اجتنب
العبد فعل ما يؤدي إلى النار ويكون السبب في دخولها والعذاب فيها فإنه يكون قد وقى نفسه وأنقذها من الدخول إلى النار ، ومعلوم أن المعاصي والذنوب هي السبب في ذلك ، فإذا اجتنب العبد فعل المعاصي فإنه يكون قد وقى نفسه وأنقذها من النار ، ولكي يجتنب العبد الوقوع في المعاصي عليه أن يعرف أسبابها ويقضي عليها ويجعلها غير
فاعلة ومؤثرة في دفعه للوقوع في المعصية ...
إن الأسباب والدوافع التي تكون سبباً ودافعاً للوقوع في المعاصي كثيرة وعديدة وأشير هنا إلى أهمها وهي التي تعتبر أسباباً رئيسية لذلك :
النفس الأمارة بالسوء :
وهي حالة من الحالات التي تكون عليها نفس الإنسان حين يكون الإيمان والتقوى ضعيفين ، وهي التي تأمر الإنسان بالذنب وتجرّه إلى فعله ، يقول الإمام زين العابدين
عليه السلام عن هذه النفس :
( إلهي إليك أشكو نفساً بالسوء أمارة وإلى الخطيئة مبادرة وبمعاصيك مولعة ولسخطك متعرضة ، تسلك بي مسالك المهالك وتجعلني عندك أهون هالك ، كثيرة العلل طويلة الأمل ، إن مسها الشر تجزع وإن مسها الخير تمنع ، ميالة إلى اللعب واللهو مملوءة بالغفلة والسهو ، تسرع بي إلى الحوبة ، و تسوف التوبة )
فعلى العبد المسلم أن يجاهد نفسه ليكبح جميع الشهوات والرغبات والغرائز وليسيطر عليها ويهذبها ولا يسمح لها بالتعدي والخروج عن الصراط المستقيم وعليه أن يستجيب لها في حدود الشرعة الشريف فقط ...
وجهاد النفس ليس بالأمر السهل والبسيط ، بل جهادها صعب وشاق وعسير يحتاج إلى صبر قوي شديد ، فالرسول صلى الله عليه وآله وصف جهاد النفس بالجهاد الأكبر ، فقد ورد أنه صلوات الله وسلامه عليه استقبل سرية قد قدمت من جهاد العدو ، فقال : مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر ، فقالوا : يا رسول الله ، وما الجهاد الأكبر ؟ قال : جهاد النفس .
فكما أن جهاد العدو يحتاج إلى صبر شديد وقوي يتحلى به المجاهد لصعوبته فكذلك المجاهد لنفسه يحتاج إلى أن يتمتع بصبر قوي وشديد أقوى وأشد من الصبر الذي يتمتع به المجاهد في أسوح القتال ، فنفس الإنسان هي أعدى أعدائه ، حيث ورد في
الرواية عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال :
<< أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك>>
نسال الله تعالى إن يرحمنا برحمته وفقنا لمرضاته
وصلى الله على محمد وال محمد
تعليق