تويت
(((((( النــبوة ))))))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعتذر لانقطاعي الذي استمر اكثر من ثلاثة اشهر
واعود اليكم اليوم وكلي شوق للعمل بهذا الصرح العظيم منتدى مدرسة الامام الحسين
وان شاء الله اول ما اتناوله اليوم هو هذه الحوارية بين فاطمة وامها عن الاصل الثالث
من اصول الدين
(((النبوة )))
جلست فاطمة تنتظر امها بشغف ولهفة وما أن رأت امها نهضت وقالت امي لقد تأخرتي
الام: اسفه ابنتي الغالية لكن ابنتي ارى شيء لم اعهده من قبل ماالامر ابنتي ؟
فاطمة : امي البارحة جاءت الينا فتاة من محافظة أخرى مع قريبة لها وجلسنا معها ودار بيننا حديث عن اصول الدين وفروعه وكانت هذه الفتاة تطرح الاسئلة وكنا نعتقد انا نعرف
الجواب لكن مع الاسف لم نعرف وعندها تعاهدنا انا وزميلاتي على ان نتعلم كل امور الدين الام : هذا جيد ابنتي فاطمة انت وبسبب انشغالك بالدراسة لم تلتفتِ الى هذه الامور المهمة جداً والاساسية وانا ايضاً مقصرة في ذلك لكن سوف اساعدك لاجل الوصول الى معرفتها
فاطمة : وما هو الاصل الثالث امي الحبيبة ؟
الام : الاصل الثالث : النبوة
فاطمة : ما هو معنى النبوة امي ؟
الام : ابنتي ان الله سبحانه وتعالى من كرمه وعدله ولطفه واحسانه حيث مَن علينا وبعث الينا الانبياء والمرسلين لمصلحة تعود لنا والنبوة
في اللغة هي: مأخوذة من النبأ وهو خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن وحق الخبر الذي يقال فيه نبأ أن يتعرى عن الكذب
وشرعاًهي: سفارة بين الله وبين ذوي العقول من عباده لإزاحة علتهم في أمر معادهم ومعاشهم
فاطمة : امي الان عرفت معنى النبوة في اللغة وفي الشرع لكن من هو النبي
الام : فاطمة احسنت لهذا السؤال : النبي هو الانسان المخبر عن الله تعالى بغير واسطة احد من البشر فاطمة : وماهي المصلحة في ان يبعث الله تعالى الى الخلق نبي ؟
الام : أنّ نظام الدين لا يستغني عمن يعرّف الإنسان صلاح دنياه وآخرته وينبّهه على ما فيه خيره ويحذّره عمّا فيه شرّه ويضمن له النفع في العاجل والسلامة في الآجل ويبيّن له آثار أعماله من الخير والشرّويرشده في مواضع التحيّر والشكّ ويُنير قلبه بالعلم والحكمة ويزكّيه في مرحلة التربية والتعليم ويحكي له أخبار النشأة الاُولى والاُخرى ليعرف مبدأه ومنتهاه ويسلك به إلى طريق إطاعة الله واجتناب معصيته ويضع له الدستور الصحيح في حياته الفرديّة والاجتماعية ولا يليق بهذا المنصب الجليل إلاّ من يختاره الله ويصطفيه ويعلّمه ويزكّيه وهم رسله وأنبياؤه والأنبياء هم الاُسوة والقدوة وهم طرق السعادة والهداية وسبيل النجاة في الدنيا والآخرة
والمعلم لهذا الامر والذي يوصل الانسان الى السعادة والهداية هو النبي فلذلك بعث الله الانبياء والرسل لانهم هم سبيل النجاة في الدنيا والأخرة
فاطمة : من هو اول نبي امي؟
الام : ابنتي ان الله بعث الانبياء والمرسلين منذ ان خلق الانسان لم يتركه سدى بل اول
ما خلق خلق آدم عليه السلام وهو نبي وبعث لكل قوم نبي ومسك ختامهم بسيّد الأنبياء
وأفضل الأصفياء محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) وخمسة منهم اُولو العزم
فاطمة : امي ارجو ان تتحملي جهلي وكثرة اسئلتي
الام : ابنتي الحبيبة وجب علي ان اساعدك واخذ بيدك واخرجك من ظلمات الجهل الى النور
تفضلي واطرح كل ما بدا لك
فاطمة : امي لقد ذكرتي في كلامك أولو العزم من هم وما معنى ذلك ؟
الام : ابنتي أولو العزم هم الذين بعثوا إلى شرق الأرض وغربها جنّها
وإنسها وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد صلوات الله عليهم
قال تعالى
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ ) وورد ذكرهم وبيان شأنهم وعزيمتِهم في أحاديثنا الشريفة حديث أبي بصير
عن الإمام الصادق(عليه السلام) المفيد كون معنى اُولي العزم أنّ شريعتهم كانت عامّة وعزيمة لجميع أهل الأرض شرقها وغربها جنّها وإنسها
وايضا اُولي العزم أنّهم سبقوا الأنبياء إلى الإقرار بالله وبالنبوّة والعزم على الصبر
فاطمة : امي ذكرتي في كلامك الانبياء والمرسلين لماذا هل يوجد فرق بينهما ؟
الام :نعم فاطمة يوجد فرق وهو ان النبيّ يرى في منامه ويسمع صوت الملك لكن لا يعاينه ولا يراه
بينما الرسول يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك
فاطمة : كم هو عدد الانبياء والرسل ؟
الام : يبلغ عدد الأنبياء مئة وأربعة وعشرين ألف نبي أرسلهم الله تعالى إلى خلقه في مناطق متعدّدة
من الأمكنة وعلى فترات متفاوتة من الأزمنة
فاطمة : من هو نبينا ؟
الام : هو محمد بن عبد الله رسول الله ونبي الرحمة لكل البشر
فاطمة : لكل البشر ؟!
الام : نعم
فاطمة : قلت لكل البشر لكن موسى عليه السلام بعث لمن وعيسى فماذا يعني ذلك ؟
الام : ابنتي فاطمة قلنا ان الله بعث الانبياء والمرسلين منذ ان خلق الانسان لم يتركه سدى بل اول ما خلق
خلق آدم عليه السلام وهو نبي وبعث لكل قوم نبي منهم ومن هؤلاء اليهود حيث بعث لهم موسى عليه السلام
وبعث عيسى الى النصارى
ابنتي الغالية فقد لاحظت ان بداية سلسلتهم الشريفة كانت بنبي الله آدم (عليه السلام)
ومسك ختامهم بسيّد الأنبياء وأفضل الأصفياء محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)
وهو نبي لكل البشر كما اسلفنا ابنتي الغالية
ورسالات تلك الرسل قد نسخت برسالة نبينا محمد صلى الله عليه واله
فاطمة : امي وماذا يعني نسخت
الام : ابطلت وازالت تلك الاحكام السابقة وتكون رسالة نبينا محمد صلوات الله عليه
هي الرسالة الشاملة لكل البشر
فاطمة : متى ولد نبينا محمد صلى الله عليه واله ؟
الام : ولد في عام الفيل
فاطمة : ومتى بعث بالرسالة ؟
الام : لما بلغ الاربعين عام من عمره الشريف نزل عليه الوحي بامر الله عز وجل ....
فاطمة : وهل كان له من يساعده في امره ؟
الام : نعم الذي ساعده على هذا الامر العظيم زوجته خديجة واخيه ووصيه
علي بن ابي طالب عليه السلام وسنتحدث عن ذلك في محله
فاطمة: امي قلت وصي وماذا تعني هذه العبارة ؟
الام : ابنتي ان لكل نبي وصي ونبينا محمد صلى الله عليه واله وصيه وخلفته
هو ابن عمه عليّ عليه السلام
فاطمة : لكل نبي وصي وهل آدم له وصي ؟
الام : نعم وهو ابنه هبة الله فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
انه قال
إنّ أوّل وصي كان على وجه الأرض هبة الله بن آدم وما من نبي مضى إلاّ وله وصي وإنّ علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمّد ورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله...)
فاطمة : وهل نشر نبينا صلى الله عليه واله دعوته بدون تعب ومشقة ؟
الام : لا بل عان من جهالة قومه ونصره الله وساعده في نشر دعوته
فاطمة : ماهي معاناة الرسول الكريم صلى الله عليه واله ؟
الام : لقد عانى ما عانى الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله من هذه الأمة طول فترة حياته
فقد قال صلوات الله عليه ((ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت))
وبدأ العناء عند بداية نبوته مما لاقاه من عشيرته التي بدأ دعوته بهم ((وأنذر عشيرتك الأقربين))
ومن ثم قومه ((قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ))
فما ناله منهم إلا السخرية والاستهزاء والطعن بنبوته وتكذيبه وإتهامه بالسحر بالرغم مما عرفوا منه من
الصدق وحسن السيرة طول حياته معهم فكانوا يلقبونه بالصادق الأمين
فاطمة : فلماذا حاربوه اذاً مع معرفتهم به ؟
الام : لاجل مصالحهم فحاربوه وقاطعوه حتى وصل بهم الأمر الى أن اعتزلوهم وعزلوهم في شعب أبي طالب
وخرج من ذلك الحصار بوفاة الناصر والداعم له ألا وهي زوجته الوفية رضوان الله تعالى عليها التي
عاضدته ووقفت الى جانبه فتركت في نفسه الحزن والأسى
وماهي إلا أيام بعدها ارتحل الى العالم الآخر كافله وحصنه والذاب عنه أبو طالب
رضوان الله تعالى عليه فتكالبت عليه الأعداء بعده
فاطمة : يا لها من عزلة فقد قاسى فيها النبي صلوات الله عليه واله أشد أنواع الابتلاءات
الام : نعم قاسى فيها أشد أنواع الابتلاءات
فاطمة : وكيف كان موقف النبيّ صلوات الله عليه في هذه المحن والابتلاءات ؟
الام : لم يثن عزم الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله عن إكمال تبليغ الرسالة وإيصال ما يرده الله من
الناس واستقبل كل تلك المحن والابتلاءات بل قابلها برحابة صدر وصبر فكان كالجبل في صبره ......
فاطمة : وكم دامت هذه العزلة؟
الام : هي حصار دام ثلاث سنوات
فاطمة : وكيف انتهى ؟
الام : بمعجزة
فاطمة : بمعجزة وكيف ذلك ؟!
الام : ففُك الحصار بمعجزة الدودة التي أرسلها الله على صحيفتهم فقرضتها ولم يبقى منها الا بسم الله
فاطمة : وهل استمرت هذه المحن طويلا ؟
الام : نعم حتى شعّ نور الإسلام وفُتحت مكة وأخذ الناس يدخلون أفواجاً أفواجاً
((إذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْح ورأيت النَّاس يَدْخُلُون فِي دِين اللهِ اَفْوَاجاً))
ورويداً رويداً يقوى النور ويضعف الظلام
فاطمة : ان الكلام عن نبينا محمد صلى الله عليه واله جميل
الام : نعم هو كذلك
فاطمة : ومتى تم تبليغ الناس بالأحكام والتعاليم الالهية ؟
الام : تم ذلك ذلك في المرحلة الثالثة
فاطمة : وهل كانت بعث الرسول الكريم على مراحل ؟
الام : نعم المرحلة الاولى كانت في بداية البعثة والمرحلة الثانية من حياة الرسالة والتي استهلها
بالهجرة فكانت وضع اللبنات الأساسية للدولة
الإسلامية وإرساء القواعد الأساسية للدين والثالثة هي مرحلة التبليغ ونشر الأحكام والتعاليم
الالهية وتعريف الناس بها وارشادهم لما فيه الهداية والصلاح
فاطمة : وهل ابلاغ الناس الاحكام كان امرا سهل ؟ وهل بلغ الرسول الكريم تلك
الاحكام وتعاليم السماء وحده ؟
الام : لا ليس بالامر السهل ولم يكن وحده فاطمة حبيبتي بل في كل ذلك كان الرفيق له
في مشواره ابن عمه علي بن أبي طالب عليه السلام والساعد الايمن له والذي به كشف الله الكرب
عن وجه رسوله الكريم صلوات الله عليه واله
فاطمة : ومتى رحل الحبيب المصطفى عن هذه الدنيا؟
الام : كانت وفاة الرسول الاكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله في الثامن والعشرين
من صفر
فاطمة : امي بقي عندي سؤال واحد هل يمكن ان اطرحه ؟
الام : تفضلي حبيبتي اطرحي سؤالك ِ
فاطمة : امي اني استحي من كثرت أسئلة ....
الام : آه حبيبتي اخبرني بكل ما يختلج في ذهنك كي نطرد الجهل ونطرد الظلمات ونتنور بنور
العلم والمعرفة وكي لا يبقى مجال لشك ابنتي ؟
فاطمة : احسنت امي الغالية لقد والله جعلتني اشعر بالسعادة الحمد لله الذي مَن عليّ بأمي واعية ومؤمنة
تمد لي يد العون كي تخرجني مما انا فيه ولا اريد ان اطيل عليك بمدحي فانت اهلاً لذلك
ومهما قلت لن ابلغ نعمة ربي فله الحمد وله الشكر حيث رزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب
الام : بارك الله بك ابنتي الغالية
فاطمة : امي اعود الى ما كان يختلج في ذهني وقلت في نفس عليّ ان اطرحه قبل مغادرة الحديث الشيق والممتع الذي تناولته ام الحبيبة عن الرسول صلى عليه واله وسؤالي هو مَن يكون من بعد النبيّ اعني من خلف
الرسول الكريم من بعده ؟
الام : هذا ما سنتحدث عنه في الاصل الرابع
والان اقول لك غالية تصبحين على خير وغدا ان شاء الله نتحدث عن الوصي
فاطمة : تصبحي على خير امي الغالية
ونحن نقول ان الام سيكون حديثها عن الوصي لكن محله ليس في هذا الباب
اذاً نذهب الى محله ونستمع الى حوارها الشيق عن الامام الشفيق علي عليه السلام
الى اللقاء
تعليق