تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
[قطب الدين الرواندي]
أبو الحسن سعيد ابن هبة الله أبن الحسن أبن عيسى ألرواندي ،ينحدر أصله من بلدة يقال له راوند من توابع كاشان ، ألقابه العالم الفاضل المتبحر المدقق المفسر والشاعر الماهر ،وقالوا عنه انه من أعظم محدثي الشيعة ،وذكره العلامة الاميني في كتابه الغدير إمام من الأمة المذهب الشيعي وعين من عيون الطائفة و آوحادي من أساتذة الفقه والحديث وعبقري من رجالات العلم والأدب لا يلحقه في مأثرة ألجمه ولا يشق غباراً في فضائله ومساعيه المشكورة وخدماته الدينية والعقائدية وأعماله البارة وكتبه القيمة .
أسرته:
ينتمي إلى أُسرةٍ علميّة كبيرة، لها مقامٌ اجتماعيّ جليل ومنزلةٌ علميّة مرموقة، وقد خلّف أولاداً علماءَ فضلاء هم: الشيخ عماد الدين عليّ بن سعيد، والشيخ نصير الدين أبو عبد الله الحسين بن سعيد، والشيخ ظهير الدين أبو الفضل محمّد بن سعيد الروانديّ.
أجمع العلماء وأرباب معاجم التراجم على جلالة قَدْر الشيخ قطب الدين الراونديّ، وتفوّقه في العلوم العقليّة والنقليّة، وكان موضعَ تقدير الأوساط العلميّة والاجتماعيّة كافّة. وإضافةً إلى مقامه العلميّ كان للقطب الراونديّ شعرٌ جيّد مستَعذَبُ الألفاظ راقي المعاني، يغلب عليه مدحُ أهل البيت عليهم السلام وتبيين فضائلهم، ورثاؤهم.
وقد عدّه العلاّمة ألأمينيّ في شعراء الغدير، ذاكراً نماذجَ مِن شعره [ الغدير 379:5 ـ 384 ].
وللشيخ دورٌ بارزٌ في نشر العلوم في ربوع العالم الإسلامي، وإثرائه بالمؤلّفات القيّمة، وكان تَتَلْمذ عليه نوابع علماء الكلام والحديث والفقه والتفسير، منهم: ابن شهر أشوب المازندرانيّ السَّرَويّ صاحب ( مناقب آل أبي طالب ).
المشايخ الذين تتلمذه على أيديهم :
أبوه هبة الله الراوندي الشيخ أبو علي الفضل ابن الحسن الطبرسي (صاحب مجمع البيان) التفسير المعروف الذي أخذه نطاق واسعا من الهرة
ومحمد بن الحسن والد خواجة نصير الدين الطوسي.
صفي الدين مرتضى الرازي.
موئلفاته
كان للقطب الراوندي رحمه الله أُسلوبُه المتميّز في صياغة روايات كتابه هذا، وطريقة عرضها، جامعاً بين: الاختصار غير المُخِلّ مِن جهة، والدّقةِ والأمانة في نقل مقاصد الرواية من جهةٍ أُخرى.
وله كتابا قيم ( الخرائج والجرائح ) لُمَعاً من الروايات في معجزات النبيّ والأئمّة صلّى الله عليه وعليهم، وفي أعلامهم ودلائلهم؛ استناناً بما قال الله جَلّ وعلا: نحنُ نَقُصُّ عَليكَ أحسَنَ القَصصِ بما أوحَينا إليكَ هذا القُرآن.. (يوسف:3)، لَقَد كانَ في قَصَصِهم عِبْرةٌ لأُولي الألباب.. (يوسف:111)؛ ليكون هذا بصائرَ للناس، ولِيستيقنَ الذين أُوتُوا العِلم بما يتفكّرون في آيات الله تبارك وتعالى، وليؤمنوا بالغيب وأنّ الله مُجْرٍ آياتهِ على يد أوليائه عليهم السلام بالمعجزات الباهرات.
وقد جمع في هذا المؤلَّف القيم خمسةَ مختصرات؛ هي:
*ـ كتاب نوادر المعجزات ـ وهو الباب السادس عشر عن ( الخرائج والجرائح ).
*كتاب الموازنة بين معجزات نبيّنا صلّى الله عليه وآله ومعجزات الأنبياء عليهم السلام ـ وهو البابالسابع عشر منه.
*كتاب أُمّ المعجزات، وهو القرآن المجيد ـ وقد شغل تمام الباب الثامن عشر.
*كتاب الفَرق بين الحِيَل والمعجزات ـ وهو الباب التاسع.
*كتاب علامات ومراتب نبيّنا صلّى الله عليه وآله وأوصيائه عليهم السلام ـ وهو الباب العشرون من ( الخرائج والجرائح ).
تلامذته:
هما ولده الأكبران نصير الدين حسين بن سعيد الراوندي ،وولده ظهير الدين محمد بن سعيد الراوندي ، والقاضي احمد بن علي بن عبد الجبار الطوسي ،والقاضي جمال الدين علي بن عبد الجبار الطوسي الفقيه علي بن محمد المدأني ..رشيد الدين محمد بن علي بن شهر أشوب المزندراني صاحب كتاب مناقب أبي طالب .
ما يقال عن العالم أذا كان أديباً انه صاحب الفضلين العلم والأدب وكثير من علمائنا شعراء أفذاذ وصل من شعره القليل يدل على تمسكه بأهل البيت (صلوات الله عليهم) ذكره ألأميني شاعر من شعراء الغدير قال :
لآل المصطفى شرفاً محيطُ *تضايق عن تضمرها البسيطُ
أذا كثر البلايا والرزايا *فكلاً عنده الجأش الربيطُ
أذا ما قامة قائمهم بوعظ* فأن كلامه درا لقيطُ
إلى أن يقول؛
فمات محمد وارتد قوماً * بنكث العهد ونبرة الشروطُ
تناسوا ما مضى بغدير خم * فأدركهم لشقوتهم هبوطُ
تعليق