إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نقض الغرض والولاية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقض الغرض والولاية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد

    نقض الغرض والولاية
    اذا تأملنا الفخار (1) في عمله لوجدنا انه يقوم بتحضير التراب ثم خلطه بالماء وعجنه ثم القيام بمجانسته واقتطاع جزء منهُ ثم وضعهُ على ماكنة خاصة ويقوم بتدويرها ومعاملة الطين يدوياً وبعد ان يأخذ الشكل الذي يريدهُ الفخار يأخذهُ ويضعهُ في مكان جاف ومشمس حتى يجف وبعد جفافهُ قد يقوم بتلوينهُ حتى يكتسب شيئاً من الجمال وبعد هذا الجهد المبذول من قبل الفخار فأنه ان قام بتكسير ما صنعهُ فيا ترى بماذا نحكم عليه وبماذا نصفهُ ؟( وهنا اترك الحكم والوصف للقارئ الكريم ) ... ونقرأ في القرآن الكريم وصفاً لـ ( حمقاء أو خرقاء قريش ) التي تغزل الصوف من الصباح وقبل انتهاء النهار كانت تقوم بنقض غزلها , قال عز وجل ( و لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوةٍ انكاثاً ....) سورة النحل الآية 92 , فالبعض يقضون اعمارهم في الصلاة والصيام وسائر العبادات لكنهم لا يقرون بالولاية لآل بيت النبي الاطهار ( عليهم الصلاة والسلام ) و لا يؤمنون بها وقد اوجبها الله سبحانهُ وجعل عدم تبليغها للناس بمثابة عدم تبليغ الرسالة الاسلامية في يوم غديرخم بعد رجوع النبي الأقدس ( صلى الله عليه وآلهِ ) من حجة الوداع في يوم 18 ذو الحجة من عام10هجرية وقد وصف الله المنكر للولاية لآل البيت ابتداءاً بالأمام علي( عليه السلام ) وانتهاء بالأمام محمد المهدي ( عجل الله فرجه ) فقد وصفه بـ ( الكافر ) (2) في ختام الآية الشريفة من سورة المائدة الآية 67 بقوله عز من قائل ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصُمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين ) , وبعد تبليغ الناس من قبل النبي الاكرم ( صلى الله عليه وآلهِ ) بتنصيب الامام علي ( عليه السلام ) خليفة للنبي الاشرف نزل قوله تعالى ( ... اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً .. ) سورة المائدة الآية 3 , ونقرأ في سورة الفاتحة الآية 7 ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) ونقرأايضاً في الحوارية التي دارت بين المؤمن في سورة الصافات في الآية 57 ( ولولا نعمة ربي لكنت من المُحضرين ) والمقصود بـ ( المُحضرين ) هم من احضروا الى جهنم ( والعياذ بالله ) أذن المقصود بـ ( النعمتي ) و ( الذين انعمت عليهم ) و ( نعمة ربي ) هي نعمة الولاية للأمام علي ( عليه السلام ) ثم الحسن ثم الحسين ثم التسعة المعصومين من ذرية الحسين ( عليهم السلام ) ثم ان الناس غداً في يوم القيامة والذين انكروا ولاية آل البيت في الدنيا سيوقفون ويُسألون عنها , قال تعالى ( وقفوهم انهم مسئولون ) سورة الصافات الآية 24 .


    __________________________
    (1) هو مَنْ يحترف صنع بعض الادوات من الطين مثل الجرة .
    (2) احد انواع الكفر بولاية الامام علي ( عليه السلام ) وولاية ولده المعصومين من بعده .

  • #2


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد ال محمد .
    لقد اعترف جمهور علماء الإسلام من الفريقين: بأن النبي صلى الله عليه وآله في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام في العام العاشر من الهجرة النبوية عند رجوعه من حجة الوداع إلى المدينة المنوّرة، نزل عند غديرٍ في أرض تسمى «خمّ» وأمر برجوع من تقدَّم عليه وانتظر وصول من تخلّف عنه، حتى اجتمع كلّ من كان معه صلى الله عليه وآله وكان عددهم سبعين ألفاً أو أكثر، ففي تفسير الثعلبي وتذكرة سبط ابن الجوزي وغيرهما: كان عددهم يومئذ مائة وعشرين ألفاً وكلهم حضروا عند غدير خم
    فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله منبراً من أحداج الإبل، وخطب فيهم خطبة عظيمة، ذكرها أكثر علماء المسلمين والمحدثين في مسانيدهم وكتبهم الجامعة، وذَكَرَ في شطرٍ منها بعض الآيات القرآنية التي نزلت في شأن أخيه علي بن أبي طالب سلام الله عليه، وبيّن فضله ومقامه على الأمة، ثم قال:
    معاشر الناس! أَلَستُ أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى.قال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه.ثم رفع يده نحو السماء ودعا له ولمن ينصره ويتولاّه فقال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.ثم أمر صلى الله عليه وآله، فنصبوا خيمة وأجلس علياً سلام الله عليه فيها وأمر جميع من كان معه أن يحضروا عنده جماعات وأفراداً ليسلِّموا عليه بإمرة المؤمنين ويبايعوه، وقال صلى الله عليه وآله: لقد أمرني ربّي بذلك، وأمركم بالبيعة لعلي سلام الله عليه
    ولقد بايع في من بايع أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير، فأقام ثلاثة أيام في ذلك المكان، حتّى تمّت البيعة لعلي سلام الله عليه، حيث بايعه جميع من كان مع النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع، ثم ارتحل من خُم وتابع سفره إلى المدينة المنوّرة
    حديث الغدير في كتب علماء السنة
    1. الفخر الرازي في تفسيره الكبير مفاتيح الغيب
    2. الثعلبي في تفسيره كشف البيان.
    3. جلال الدين السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور
    4. الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي سلام الله عليه – وحلية الأولياء -
    5. أبو الحسن الواحدي النيسابوري في أسباب النزول
    6. الطبري في تفسيره الكبير
    .7. نظام الدين النيسابوري في تفسير غرائب القرآن.كلهم ذكروا الحديث في تفسير الآية الكريمة: «يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته
    .8. محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه ج 1 / 375
    9. مسلم بن الحجاج في صحيحه ، ج 2 / 325
    10. أبو داود السجستاني في سننه
    .11. محمد بن عيسى الترمذي في سننه
    .12. ابن كثير الدمشقي في تاريخه
    . 13. الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، ج 4 ، 281 و 371
    . 14. أبو حامد الغزّالي في كتابه سرّ العالمين
    . 15. أبن عبد البر في الاستيعاب
    . 16. محمد بن طلحة في مطالب السؤل
    . 17. ابن المغازلي في «المناقب
    . 18. ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة: ص 24
    . 19. البغوي في مصابيح السنة
    . 20. الخطيب الخوارزمي في المناقب
    . 21. ابن الأثير الشيباني في جامع الأصول
    . 22. الحافظ النسائي في الخصائص وفي سننه
    . 23. الحافظ الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في ينابيع المودة
    . 24.ابن حجر في الصواعق المحرقة، بعدما ذكر الحديث في الباب الأول ص 25 ط الميمنية بمصر، قال – على تعصبه الشديد الذي اشتهر به -
    : إنه حديث صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنّسائي وأحمد، وطرقه كثيرة جداً. وذكر ابن حجر – الحديث – في كتابه الآخر «المنح الملكية»
    25. الحافظ محمد بن يزيد المشهور بابن ماجة القزويني في سننه
    . 26. الحاكم النيسابوري في مستدركه
    . 27. الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني في الأوسط. 28. ابن الأثير الجزري في كتابه أسد الغابة
    . 29. سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمة: 17 30. ابن عبد ربه في العقد الفريد
    . 31. العلامة السمهودي في جواهر العقدين
    . 32. ابن تيمية في كتابه مناهج السنّة
    . 33. ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب وفي فتح الباري
    . 34. جار الله الزمخشري في ربيع الأبرار
    . 35. أبو سعيد السجستاني في كتاب الدراية في حديث الولاية
    . 36. عبد الله الحسكاني في كتاب دعاة الهدى إلى أداء حق المولى
    . 37. العلامة العبدري في كتاب الجمع بين الصحاح الستة
    . 38. الفخر الرازي في كتاب الأربعين، قال: أجمعت الأمة على هذا الحديث الشريف
    . 39. العلامة المقبلي في كتاب الأحاديث المتواترة
    . 40. السيوطي في تاريخ الخلفاء
    . 41. المير علي الهمداني في كتاب مودة القربى
    . 42. أبو الفتح النطنزي في كتابه الخصائص العلوية
    . 43. خواجه بارسا البخاري في كتابه فصل الخطاب
    . 44. جمال الدين الشيرازي في كتابه الأربعين
    . 45. المناوي في فيض القدير في شرح الجامع الصغير
    . 46. العلامة الكنجي في كتابه كفاية الطالب / الباب الأول
    . 47. العلامة النووي في كتاب تهذيب الأسماء واللّغات.
    48. شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين
    . 49. القاضي ابن روزبهان في كتاب إبطال الباطل
    . 50. شمس الدين الشربيني في السراج المنير
    . 51. ابو الفتح الشهرستاني الشافعي في الملل والنحل
    . 52. الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد
    . 53. ابن عساكر في تاريخه الكبير
    . 54. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة
    . 55. علاء الدين السمناني في العروة لأهل الخلوة
    . 56. ابن خلدون في مقدمته
    . 57. المتقي الهندي في كتابه كنز العمال
    . 58. شمس الدين الدمشقي في كتاب أسنى المطالب
    . 59. الشريف الجرجاني الحنفي في شرح المواقف
    . 60. الحافظ ابن عقدة في كتاب الولاية
    هذه بعض المدارك والمصادر التي جاءت في الخاطر وحضرت في الذهن ولو راجعنا كل مصادر هذا الحديث لوصلت إلى ثلاثمائة مصدر من كبار أعلام العامة ومحدثيهم، رووه بطرق شتى عن أكثر من مائة صحابي من أصحاب النبي سلام الله عليه.ولو جمعناها لاحتاجت إلى مجلّدات عديدة، كما أن بعض علمائهم قام بهذا الأمر الهام وألف كتاباً مستقلاً في حديث الولاية، منهم ابن جرير الطبري، المفسّر والمؤرخ المشهور من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري، رَوَى حديث الولاية عن خمس وسبعين طريقاً في كتاب أسماه «الولاية»
    والحافظ ابن عقدة أيضاً من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري ألّف كتاباً في الموضوع، أسماه: «الولاية» جمع فيه مائة وخمس وعشرين طريقاً نقلاً عن مائة وخمسة وعشرين صحابياً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله مع تحقيقات وتعليقات قيّمة
    والحافظ ابن حداد الحسكاني من أعلام القرن الخامس الهجري ألّف كتاباً أسماه: «الولاية» تطرّق فيه على الحديث وإلى واقعة الغدير بالتفصيل
    وذكر كثير من محدثيهم الأعلام: أن عمر بن الخطاب كان يظهر أو يتظاهر بالفرج ذلك اليوم فصافح علياً سلام الله عليه وقال: بخّ بخّ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة
    تأكيد جبرئيل بالبيعة للإمام علي سلام الله عليه
    ذكر المير علي الهمداني (وهو فقيه شافعي من أعلام القرن الثامن الهجري) في كتابه مودّة القربى / المودّة الخامسة / روى عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: نَصَب رسول الله صلى الله عليه وآله علياً علماً فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عادا واخذل من خذله وانصر من نصره، اللهم أنت شهيدي عليهم
    قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيّب الريح، قال لي: يا عمر لقد عقد رسول الله صلى الله عليه وآله عقداً لا يحلّه إلا منافق.فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال: يا عمر! إنّه ليس من ولد آدم، لكنّه جبرائيل أراد أن يؤكّد عليكم ما قلته في علي سلام الله عليه!هنا نسأل: هل كان يحقّ للصحابة أن ينقضوا ذلك العهد والميثاق الذي عهده الله تعالى لهم؟وهل من الإنصاف أن ينكثوا بيعتهم لعلي سلام الله عليه التي عقدها خاتم النبيين صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين وسيد الوصيين ؟!هل كان صحيحاً أن يهجموا على بيت علي وفاطمة سلام الله عليهما ويشعلوا النار عند بابه ويهتكوا حرمة فاطمة سيّدة النساء؟هل كان يحقّ لهم أن يسحبوا علياً إلى المسجد ويهدّدوه بالقتل إن لم يبايع ابي بكر ويجرّدوا عليه سيوفهم؟!وقد صدر كل ذلك منهم طلباً للدنيا ومتابعة للهوى... ليس إلاّ!!
    ما معنى كلمة مولى
    وقد يقول قائل: إن العامّة لا ينكرون واقعة الغدير وحديث الولاية، ولكن قضية الغدير ما كانت على النحو الذي تقول به الشيعة، وليس معنى المولى بأنّه الأولى بالتصرّف، وإنما المولى كما ثبت في اللغة بمعنى المحب والناصر والصديق الحميم، وحيث كان النبي صلى الله عليه وآله يعلم بأنّ ابن عمه علياً له أعداء كثيرون فأراد أن يوصّي به الأمة فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أي من كان يحبّني فليحبب علياً، ومن كان ينصرني فلينصر علياً «كرم الله وجهه»، وقد قام النبي صلى الله عليه وآله بهذا العمل حتى لا يتأذّ عليّ من بعده من الأعداء
    في الجواب نقول: لنترك التعصّب لمذهب الأسلاف ودين الآباء، ولنراعي الإنصاف، وننظر إلى القرائن الموجودة في القضية والواقعة بدقة وإمعان حتّى نعرف الحقيقة، وأما القرائن:
    القرينة الأولى
    نزول الآية الكريمة: «يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس» وقد ذكر كبار علماء العامة وأعلامهم بأن الآية نزلت في يوم الغدير وبشأن تبليغ الولاية، ومنهم:
    1. جلال الدين السيوطي في تفسير الدر المنثور: ج 2 ، ص 298
    .2. أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه الولاية
    .3. الحافظ أبو عبد الله المحاملي في أماليه
    . 4. الحافظ أبو بكر الشيرازي في «ما أنزل من القرآن في علي سلام الله عليه
    . 5. الحافظ أبو سعيد السجستاني في كتابه الولاية
    . 6. الحافظ ابن مردويه في تفسيره الآية الكريمة
    . 7. الحافظ ابن أبي حاتم في تفسير الغدير
    . 8. الحافظ أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل
    . 9. أبو الفتح النطنزي في الخصائص العلوية
    . 10. معين الدين الميبدي في شرح الديوان
    . 11. القاضي الشوكاني في فتح القدير: ج 3 ، ص 57
    . 12. جمال الدين الشيرازي في الأربعين
    . 13. بدر الدين الحنفي في عمدة القاري في شرح صحيح البخاري: ج 8 ، ص 584
    . 14. الإمام الثعلبي في تفسير كشف البيان
    . 15. الإمام الفخر الرازي في التفسير الكبير: ج 3 ، ص 636
    . 16. الحافظ أبو نعيم في «ما نزل من القرآن في علي سلام الله عليه
    . 17. شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين
    . 18. نظام الدين النيسابوري في تفسيره: ج 6 ، ص 170
    . 19. شهاب الدين الآلوسي البغدادي في روح المعاني: ج 2 ص 348
    . 20. نور الدين المالكي في الفصول المهمة: ص 27
    21. الواحدي في أسباب النزول: ص 150
    . 22. محمد بن طلحة في مطالب السؤل
    . 23. المير سيد علي الهمداني في مودة القربى / المودة الخامسة.
    24. القندوزي في ينابيع المودة / الباب 39 . وغير هؤلاء المذكورين كثير من أشهر أعلام العامة قد كتبوا ونشروا بأن هذه الآية نزلت يوم الغدير، حتى أنّ القاضي فضل بن روزبهان المشهور بالتعصّب والعناد، كتب عن الآية: فقد ثبت هذا في الصحاح أنّ هذه الآية لما نزلت أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بكفّ علي بن أبي طالب وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه.وأعجب من هذا الكلام أنه قال
    وروى – كما في كشف الغمة – عن رزين بن عبد الله أنه قال: كنا نقرأ هذه الآية على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا:
    «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك» أن علياً مولى المؤمنين «وإن لم تفعل فما بلغت رسالته»!ورواه السيوطي في الدرّ المنثور عن ابن مردويه.وابن عساكر وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري وعن عبد الله ابن مسعود وهو أحد كتّاب الوحي.ورواه القاضي الشوكاني في تفسير فتح القدير كذلك.والحاصل: إنّ تأكيد الله سبحانه لنبيه بالتبليغ وتهديده على أنه إن لم يفعل ما أمره تلك الساعة، فكأنّه لم يُبلغ شيئاً من الرسالة، هذه قرينة واضحة على أنّ ذلك الأمر كان على أهمية كالرسالة، فمقام الخلافة والولاية تالية لمقام النبوة والرسالة
    القرينة الثانية
    وأما القرينة الثانية: الذي يؤيّد ويوضّح أنّ نزول آية إكمال الدين كانت بعد ما بلّغ رسول الله صلى الله عليه وآله رسالته وأمر ربه في ولاية الإمام علي سلام الله عليه هو قول الكثير من أعلام العامة ومنهم:
    1. جلال الدين السيوطي في الدرّ المنثور: ج 2 ، ص 256 ، وفي الإتقان: ج 1 ، ص31
    2 الإمام الثعلبي في كشف البيان
    3. الحافظ أبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي سلام الله عليه
    4. أبو الفتح النطنزي في الخصائص العلوية
    5. ابن كثير في تفسيره: ج 2 ، ص 14.
    6 المؤرّخ والمفسّر الشهير محمد بن جرير الطبري في كتابه الولاية.
    7. الحافظ أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل
    8. سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة: ص18.
    9. أبو اسحاق الحمويني في فرائد السمطين / الباب الثاني عشر
    10. أبو سعيد السجستاني في كتابه الولاية
    11. الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ج 8 ، ص 290. 12. ابن المغازلي في المناقب
    13. الخطيب أبو مؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب / فصل 14 ، وفي مقتل الحسين / الفصل الرابع
    وكثير من أعلامهم غير من ذكرنا أيضاً قالوا: بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله بعدما نصب علياً ولياً من بعده وعرّفه للمسلمين فأمرهم وقال:سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين. فأطاعوا وسلّموا على علي بن أبي طالب بإمرة المؤمنين وقبل أن يتفرّقوا من المكان نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دين»
    فصاح النبي صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب بعدي.ولو أحببت توضيح القضية وكشف الحقيقة فراجع مسند أحمد ابن حنبل وشواهد التنزيل للحافظ الحسكاني فإنهما شرحا الموضوع أبسط من غيرهما. فلو أمعنت النظر ودقّقت الفكر في الخبر لعلمت ولايقنت أن النبي صلى الله عليه وآله ما قصد من كلمة المولى إلا الإمامة والخلافة والأولوية وذلك بالقرائن التي ذكرتها وبقرينة كلمة «بعدي» في الجملة
    لماذا جمع النبي المسلمين في غدير خم؟
    ثم فكّر وأنصف هل الأمر بالمحبة والنصرة كان هامّا إلى ذلك الحدّ بأن يأمر النبي صلى الله عليه وآله الرّكب والقافلة وهم مائة ألف أو أقل أو أزيد، فينزلوا في ذلك المكان القاحل وفي ذلك الحرّ الشديد، ثم يأمر برجوع من سبق ولحوق من تأخّر وينتظر حتى يجتمع كلّ من كان معه وتحت حرارة الشمس حتّى أن كثيراً من الناس مدّ رداءه على الأرض تحت قدميه ليتّقي حرّ الرّمضاء وجلس في ظلّ ناقته ليتّقي أشعة الشمس، ثم يصعد النبي صلى الله عليه وآله المنبر الذي صنعوه له من أحداج الإبل ويخطب فيهم ويبيّن فضائل ومناقب ابن عمه علي بن أبي طالب كما ذكرها الخوارزمي وابن مردويه في المناقب والطبري في كتاب الولاية وغيرهم، ثم يبقى صلى الله عليه وآله ثلاثة أيام في المكان الذي ما كان معهوداً بنزول القوافل وما كان قبل ذلك اليوم منزلاً للمسافر، ويتحمل هو والمسلمون الذين معه مشاقاً كثيرة، حتّى بايع كلّهم علياً سلام الله عليه بأمر رسول الله.. فهل كان من المعقول أنّه صلى الله عليه وآله كان يريد من كل ذلك ليبيّن للناس أن يحبّوا علياً ويكونوا ناصريه!
    مع العلم أنّه صلى الله عليه وآله قبل ذلك كان بيّن للمسلمين كراراً ومراراً أنّ حبّ علي من الإيمان وبغضه نفاق، وكان يأمرهم بنصرته وملازمته، فأي حاجة إلى تحمّل تلك المشاق ليبيّن ما كان مبيناً ويوضّح ما كان واضحاً للمسلمين!! فإذا في تلك الظروف الصعبة التي كانت في قضية الغدير لم نقل بتبليغ الولاية والخلافة من بعده ونقول بما يقوله الحافظ وبعض العلماء من أهل السنّة والجماعة، لكان عمل النبي صلى الله عليه وآله مع تلك الظروف سفهاً ولغواً – والعياذ بالله من هذا القول – بل النبي منزّه من اللغو والسفاهة وأعماله كلها تكون على اساس العقل والحكم
    فنزول هذه الآيات التي ذكرناه في الغدير وتلك التشريفات الأرضية والسماوية، كلها قرائن دالة عند العقلاء والعلماء بأن الأمر الذي بلّغه خاتم الأنبياء هو أهم من أمر النصرة والمحبّة، بل هو أمر يساوي في الأهمية أمر الرسالة بحيث إذا لم يبلّغه رسول الله صلى الله عليه وآله لأمته في تلك الساعة فكأنّه لم يبلّغ شيئاً من رسالة الله عزّ وجل، فهذا الأمر ليس إلا الإمامة على الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وتعيين رسول الله خليفته المؤيّد من عند الله والمنصوب بأمر من السماء، وتعريفه للناس، لكي لا تبقي الأمة بلا راعي بعده ولا تذهب أتعابه أدراج الريات
    ولقد وافق بعض أعلام أهل السنة والجماعة الشيعة في معنى كلمة المولى وأنّ المقصود منها – يوم الغدير – الأوْلى.منهم سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمّة / الباب الثاني / ص 20 فذكر لكلمة المولى عشر معاني وبعدها قال: لا يطابق أي واحد من هذه المعاني كلام رسول الله صلى الله عليه وآله والمراد من الحديث الطاعة المحضة المخصوصة فتعيّن الوجه العاشر وهو الأولى ومعناه: من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به.. ودلّ عليه ايضاً قوله سلام الله عليه: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
    وهذا نص صريح في إثبات إمامته وقبول طاعته
    قد يقول أحد: لا شك أن لكلمة المولى معاني متعددة وأنتم الشيعة تعترفون بهذه الحقيقة، فلماذا تخصّصون معنى الأولوية للمولى؟ وهذا تخصيص من غير مخصص
    وجوابه: لقد أتّفق العلماء في علم الأصول بأنّ الكلمة التي يُفهم منها أكثر من معنى، وكان أحد المعاني حقيقياً فالمعاني الاُخر تكون مجازية، والمعنى الحقيقي مقدم على المجاز إلا أن يتضح بالقرائن أنّ المراد من الكلمة معناها المجازي.أو كان للكلمة معاني مجازية متعدّدة، فنعيّن المراد منها بالقرينة.ونحن نعلم أن المعنى الحقيقي لكلمة المولى إنما هو الأولى في التصّرف، والمعاني الأخرى تكون مجازية.فمعنى وليّ النكاح = الأولى في أمر النكاح.وولي المرأة زوجها = أي الأولى بها.وولي الطفل أبوه = أي هو الأولى بالتصرّف في شأن الطفل
    وولي العهد =هو المتصرف في شؤون الدولة بعد الملك، أي في غيابه، وأكثر استعمال كلمة الولي والمولى جاء في هذا المعنى في اللغة العربية وفي الكتابات والخطابات
    ثم هذا الاشكال يردّ على من أشكل على الشيعة حيث إنّ لكلمة المولى معان متعددة، فلماذا يخصصونها في معنى المحب والناصر وهذا تخصيص بلا مخصّص على حد زعمهم، فإلتزامهم بهذا المعنى يكون باطلاً من غير دليل
    وأما نحن إذا خصّصنا كلمة المولى بالمتصرّف والأولى بالتصرّف، فإنما خصصناها للقرائن الدالة على ذلك من الآيات والروايات وأقوال كبار علماء العامة مثل سبط ابن الجوزي ومحمد بن طلحة الشافعي، كما مر
    وقد ذكروا في تفسير الآية الكريمة: «يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك» أي في ولاية علي وإمامة أمير المؤمنين، وقد ذكر أحاديث كثيرة بهذا المعنى والتفسير، العلامة جلال الدين السيوطي في ذيل الآية الشريفة في تفسيره المشهور، الدرّ المنثور في تفسير القرآن بالماثور وغيرها .
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله)
    {
    من كنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله }

    تعليق


    • #3
      الاخ الكريم خالد الاسدي السلام عليكم اشكر كرمكم بالمرور واضافتكم القيمه ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ بوركتم ودامت توفيقاتكم

      تعليق

      يعمل...
      X