إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا الحديث عن الموت ، أفرغنا من مشاكل الحياة ؟!!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا الحديث عن الموت ، أفرغنا من مشاكل الحياة ؟!!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين


    ((الحلقة الاولى))

    سؤال : لماذا الحديث عن الموت ، افرغنا من مشاغل الحياة ومشاكلها لنتحدث حول الموت ؟!!!
    الم يكن من الاولى ان نتحدث عن الحياة بدلا ان نتحدث عن الموت ؟!!

    للاجابة على هذا السؤال نذكر نقطتين :
    النقطة الاولى : الحديث عن الموت في واقعه حديث عن الحياة ، الحياة حقيقة تشكيكية ذات مراتب ، المرتبة الدنيا من الحياة تمثلها هذه الحياة التي نعيشها ، والمرتبة العليا من الحياة تمثلها حياة الاخرة ، ولذلك فالحديث عن الموت في واقعه حديث عن الحياة ، ربما هذه الفكرة يشوبها شيء من الغموض ، لتقريب هذه الفكرة نذكر مثالا منتزعا من واقع حياتنا التي نعيشها ، الحياة النباتية هذه الحياة التي تجدونها في النبته ، هذه مرتبة من مراتب الحياة ، الان نغض النظر عن الجماد ، وهل الجمادات لها حياة او لا ، توجد لها حياة ، النبته لها نوع من الحياة ولكنها مرتبة دنيا من مراتب الحياة ، الحيوان له نوع من انواع الحياة ، ولكن هذا النوع يشكل مرتبة عليا من مراتب الحياة ، هذه المراتب التي نجدها في هذه الحياة الدنيا اذا نحن نلاحظ الدنيا بمجملها في مقابل الاخرة بمجملها ، هذه الحياة الدنيا تمثل مرتبة هابطة من انواع الحياة ، والحياة الاخرة تمثل مرتبة عليا من مراتب الحياة ، ولعله لذلك الله تعالى يقول في الاية الكريمة : (( ياليتني قدمت لحياتي )) ، لعله والله اعلم هذه الحياة في مقابل تلك الحياة لا تعتبر حياتا ((ياليتني قدمت لحياتي)) ، كأنها تلك الحياة ، لا يقول تلك حياة عليا ، لا يقول انها حياة حقيقية ، يقول انها هي الحياة ، وهنالك بحث في علم البلاغه يذكرونه ان فاقد الكمال ينزل منزلة فاقد الذات ، وفي اية اخرى الله سبحانه وتعالى يقول : (( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)) ، مثل شخص كان اعمى ثم يفتح عينيه ، واذا به يرى اشياء غير مألوفة ، من رأى اعمى فتحت عينيه ولم يكن رأى شيئا من قبل ، في قصية مطولة كان ولد أكمه ، يقول كان ................يتبع

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين


    ((الحلقة الثانية))

    يقول كان ينظر بدهشة الى الاشياء ، الى المناظر ، الى الوجوه ، الى يديه ، الى ثوبه ، مذهول ، لعل مثل هذه الحالة او اشد من هذه الحالة تعترينا عندما ننتقل الى الاخرة ، والشاعر يقول : فالعيش نوم والمنية يقظة .
    وقبل ذلك الحديث الشريف يقول : ((الناس نيام اذا ماتوا انتبهوا )) ، ماهو الفرق بين النائم وبينكم انتم اليقظون؟! هذا هو الفرق بيننا وبين الاموات ، اذا شخص عرف المستقبل ، يمكنه ان يخطط لذلك المستقبل ، اما اذا لم يعرف المستقبل فكيف يخطط لذلك المستقبل ، احد المؤمنين اللذين عاشوا فترة في بلاد الغرب ، كان يقول احدى العوامل التي تدفع كثير من الغربيين الى الايمان بالاسلام قضية الموت ، قضية المستقبل المجهول ، الاديان الاخرى ، المذاهب الاخرى الفعلية لا توجد فيها صورة واضحة عن الموت ، ولكن في ديننا صورة واضحة تمام الوضوح في المقدار الممكن ، مثل خريطة امامكم تلاحظون بها الطريق ، وتلاحظون بها الهدف ، النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) وائمة اهل البيت (عليهم السلام) ، والقرآن الكريم ، وضعوا امامنا خريطة واضحة للموت ولما بعد الموت ، هذه النقطة الاولى .


    النقطة الثانية : ان الحديث عن الموت مضافا الى انه حديث عن حياتنا الحقيقية له ارتباط وثيق بحياتنا التي نعيشها ، المستقبل يوجد الحاضر ، ويعين لك كيف تمشي في حياتك التي تعيشها الان ، شتان بين فردين ، فرد لا يؤمن بالاخرة وفرد يؤمن بالاخرة ، شتان بين حاكمين ، حاكم يعيش الاخرة وحاكم لا يعيش الاخرة ، امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) يقول :
    والله لو اعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها على ان اعصي الله في نمله اسلبها جلب شعيرة ما فعلت .
    هذه روحية الذي يؤمن بالاخرة ، ربما لا يكون ذلك معصية مطلقة ، وربما يكون ذلك معصية نسبية ، ولكن هذا الفرد الذي لا يظلم نملة ، المنتمين اللذين يسيرون على منهاج امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) ، لا يظلمون نمله ، هذا الذي لا يظلم نملة ، يظلم زوجته ؟! يظلم اولاده؟! يظلم شعبه اذا كان حاكما ؟!
    هذه الفجائع التي رأيناها بعهد البعث في العراق ناشئة من عدم الايمان بالاخرة ، الحاكم الذي لا يؤمن بالاخرة يمكن ان يفعل كل شيء ، يقتل الملايين ، والحاكم الذي يسير على خطى امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه ) ، لا يسلب من نمله جلب شعيرة .


    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين .



    من كلمات السيد محمد رضا الشيرازي (رحمه الله)

    تعليق


    • #3
      أن الله سبحانه وتعالى خلق الموت والحياة ابتلاءً لعباده واختبارًا لهم ؛ ليعلم مَن يطيعه ممَّن يعصيه
      قال تعالى:﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

      فبالموت تصلُ النفس إلى اليقين ، وتتعرَّف على حقيقتها
      من حيث إنها مخلوقة للخالق - سبحانه -
      وأنها مخلوقة لغاية .



      تعليق

      يعمل...
      X