إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سر الحاجة الى الخالق ..ج1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سر الحاجة الى الخالق ..ج1




    بسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
    الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
    وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ اَلْشَرِيِفْ وَأَرْحَمْنَاْ بِهِمْ يَا كَرِيِمْ
    سر الحاج
    ة الى الخالق ..

    .. إن السر الذي يجمع بين المخلوقات والباري تعالى يصح أن يقال عنه : أنه سر مكنون
    لأنه يجذب الموجودات نحو الخالق لتدور في أفقه ، وتحوم حول فلكه ،ولقد حير هذا السر عقول العلماء
    والمتكلمين ، فمضوا يفسرون هذه العلاقة العجيبة بنظريات تتباين في تصوير عامل الجذب
    .. النظريات في تفسير علاقة الموجودات ، لقد اعتاد علماء الفكر والعقيدة على إدراج الأدلة
    التي بها يحللون علاقة الموجودات ومنها ، الإنسان بالخالق وهي الأدلة ذاتها التي بها يثبتون وجود الخالق
    وهي تتفق في أن الحاجة هي مناط علاقة الإنسان -وسائر الموجودات- بالله تعالى ولكنها تختلف
    في تفسير هذه الحاجة ، فالبعض يرى -وهم المتكلمون- أن كل الأشياء لم تكن موجودة في أن ما من الزمان
    إذ لم يكن أي شيء مخلوقا ، ثم بعد ذلك خلقت وتمتعت بنعمة الوجود ، فهي محتاجة إلى الخالق في إيجادها
    أو كما يقول المتكلمون في حدوثها لأنها حادثة ثم حدثت ، فملاك الحاجة هو الحدوث ويمكن متابعة هذا القول
    عند الرازي في كتابه (المطالب العالية) وشوارق الإلهام لعبدالله اللاهيجي ، ولكن هذا التفسير لآ يعد كافيا
    لأن الأشياء محتاجة الخالق في أصل خلقها أو حدوثها ، ولكن ماذا بعد الحدوث والخلق ،
    هل تستغني عن الخالق لأنها تمتعت بالوجود ؟ ... هنا التفسير لايشمل حاجة الموجودات للخالق في بقائها
    وهذه المسألة هي التي ولدت الخلاف بين المتكلمين والفلاسفة في مسألة الحدوث الزماني للعالم
    ولذلك فقد انبرى الفلاسفة ليضعوا تفسيرا آخر لحقيقة حاجة المخلوقات إلى الخالق ، فقالوا :
    انه الإمكان ويراد بالإمكان تساوي طرفي الوجود والعدم بالنسبة للشيء ، وبمعنى آخر ان الشيء يوصف
    ممكن اذا كان وجوده او عدمه خارجا عن ذاته فلا يمكنه أن يتصف بالوجود لوحده وإنما يحتاج
    إلى من يغدق عليه الوجود ليتمتع به ويصير موجودا ، فإذا صار موجودا بفعل خالقه
    أو كما يقول الفلاسفة بفعل علته ، فإن حقيقته تبقى غير قادرة على إيجاد نفسها حتى بعد أن ظهرت للوجود
    فهي ـ أي الممكنات ـ تبقى محتاجة في كل آن إلى علتها التي اعطتها الوجود ، وبعبارة أخرى أن الأشياء
    حتى بعد أن تظهر إلى الوجود تبقى محتاجة إلى الخالق في اتصافها بالوجود في كل لحظة
    لأنها لا تستطيع أن تعطي لنفسها الوجود ولو للحظة واحدة فيكون معنى الحاجة هو كونها ممكنات .

    يتبع




  • #2
    بسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
    الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
    وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ اَلْشَرِيِفْ وَأَرْحَمْنَاْ بِهِمْ يَا كَرِيِمْ

    ... وينبغي أن لا يرد إلى الذهن تساؤل هل أن الله من الممكنات أيضاً ؟ لأنهم أثبتوا انه تعالى ليس من الممكنات
    بل هو كما يسمونه واجد الوجود بمعنى اتصافه بالوجود من نفس حقيقة ذاته وليس من غيره
    كما هو حال الممكنات ، أو لنقل كما هو حال الأشياء الموجودة . نظرية الحكمة المتعالية ..
    ولقد أسس الفيلسوف والحكيم الإمامي صدر الدين الشيرازي مدرسة فكرية جديدة تمزج بين
    التفكير العقلي البرهاني والنص القرآني ، سمّاها الحكمة المتعالية وطرح أفكاره في كتابه -الأسفار الأربعة-
    ومن بين هذه الأفكار ماجاء في تحليل علاقة الإنسان وكل الموجودات بالخالق تعالى ، فيرى أن معنى
    الحاجة هو الفقر الوجودي ، فكل الأشياء المخلوقة هي فقيرة إلى الوجود ويمكن تشبيهها
    بالحرف الذي لا يظهر معناه إلا ارتبط بمفردات أخرى تكون معه جملة مفيدة ، فالحرف وجود غير مستقل
    كذلك سائر الممكنات وجودها غير مستقل ، ويمكن أن يسمى وجودا حرفيا أو تعلقيا بمعنى
    أن حقائق الموجودات نفسها هي حقائق تعلقية وارتباطية ، فإذا جاءت إلى الوجود لايمكنها إلا
    أن تتعلق بشيء وترتبط به ذاتيا ، ويختلف هذا التفسير عن السابق بعدم حاجته إلى مقدمات لاثباته
    بل يكفي فهم معنى العلية فهما حقيقياََ ، وتترتب عليه أمور كثيرة خارجة عن هذا الموضوع
    وهكذا يكون سر احتياج كل الأشياء من حولنا هو حقيقتها الفقيرة والضعيفة فهي لا يمكنها
    أن تتمتع بنعمة الوجود إلا إذا ارتبطت وتعلقت بشيء ، ذلكم هو الخالق سبحانه وتعالى ،

    الفقر الوجودي..
    فليس الحدوث هو سر الحاجة إلى الخالق ولا الإمكان إنما هو الفقر الوجودي
    ويمكن استقاء هذا المعنى من قوله تعالى : ( ياأيها الناس انتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) فاطر/15 .
    وهذا التفسير يعطينا صورة واضحة عن مدى فقر الإنسان وحاجته المتجددة في كل آن ليكون موجودا
    ، هذا من جهة الإنسان ، وأما من جهة الخالق فإنه في كل آن يفيض الوجود على الأشياء
    ولو لا هذا الفيض لانتفى كل شيء في لحظة ، فالعالم يتجدد مع الأنفاس ، والفيض والجود من الخالق
    وبهذا يتضح أن مانعتقده من الاحتياج لأشياء جزئية مادية وآنية ليس حاجة حقيقية ، لماذا ؟
    لأن الفقير المحتاج في أصل وجوده ، فضلا عن أن سائر متعلقاته
    لايمكنه أن يفيض بها على فقير مثله .
    دمتــــــــــــم بخيــــــــــــر


    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما احصاه علمك
      بارك الله فيك اختي الفاضله .. وعلى طرحك الوافي
      وفقك الله لكل خير
      نتمنى منك المزيد
      وفقك الله لكل خير
      sigpic

      تعليق


      • #4

        اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما احصاه علمك واحاط به كتابك
        بوركتم اخي الفاضل (سيد عميدي) وجُزيتم خيرا
        مرور كريم لاخِِ كريم




        تعليق

        يعمل...
        X