بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين
{متى وكيف وأين غاب الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف )}
بعد أن أثبتنا وجود الإمام المهدي (عجل الله فرجه وسهل مخرجه ) وذلك في الجزء الأول من خلال الروايات المروية عن النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام ) الدالة على وجوده .
نستعرض في هذا الجزء متى وأين غاب الإمام (عجل الله فرجه وسهل مخرجه).
في الواقع الذي لاريب فيه أنه (عليه السلام ) كان محجوباً عن أعين الناس منذ ولادته ، وقد حصل اختفاؤه عن أعينهم نهائياً بعد وفاة أبيه الماثل للعيان حتى اليوم ، ثم انفتل من الصلاة وتولى ، ودخل بيته ولم يُرَ بعدها رؤية عامة .
وكان يقوم بالعبادة في سرداب وهذا السرداب موجود تحت البيت . ومن هنا أخذ أعدائهم يشنعون عليهم ويقولون : غاب الإمام في السرداب ويقولون إن الشيعة يأتون في كل جمعة بالسلاح إلى باب السرداب ، ويصرخون وينادون : يا مولانا أخرج إلينا . ويعتقدون أنه باق إلى يوم الخروج .
في الواقع أن الإمام (عليه السلام ) ليس في السرداب ولا يسكن فيه ولا يظهر منه ، بل هو سائح يحل بقاع
الأرض ، ويحضر المواسم الدينية ، ويشاهد من يحيا ويموت .
وإننا عندما نزور السرداب أننا نزوره كجزء من أجزاء بيت المقدس ، سكنه الأئمة الميامين ، وليس في السرداب سر يتفرد به عن غيره من أطراف المنزل
وإن كانت غرف الحريم هي الأجدر بالتقديس لأنها ضمته حين ولادته وطفولته ، وتمضخت بعبير أنفاسه الشريفة ، ومازالت تضم نفحات قدسه إلى اليوم في مناسبة موسم كل زيارة مستحبة لابد أن يدخل أثناءها منزله الخاص به فيزور جدَّه وأبويه وعمته .
فَلِمَ يلام الشيعة إذا وقفوا خاشعين لله في منزل إمامهم ، ثم عبدوا الله فيه بإجلال لأنه يذكرهم بصفوة الخلق وسيده المنتظر ولا يلام العلماء العصريون والسياح والهواة حين يقفون عشرات ومئات المرات أمام تمثال منحوت أصم أبكم ، أو أمام لوحة زيتية من حبر وورق ،أو أمام غار مهجور فيه عظام نخرة ، أو نصب تذكاري .
أترى هؤلاء يتأملون عظمة الفن ، ويمجدون التمثال والرسام والشيعة يُرمون بالبهتان إذا وقفوا أمام أضرحة كريمة فيها عبق النبوة ، وروح الرسالة ، يقدسون باحترامها عظمة الخالق في مكان مبارك طاهر . وأما الرواية التي ذكر فيها السرداب : فالسرداب مكان طبيعي للاختفاء من الهجوم أو الحرب ونحو ذلك على مدى التاريخ ، وليس أمراً خاصاً بالمهدي (عليه السلام ) وكان المهدي طبقاً لذلك ، يتخذ السرداب مخبأ للطوارئ في أثناء الفترة الأولى من غيبته الصغرى ، التي تمثل أصعب الفترات بالنسبة إليه .
وفي الواقع إن الغيبة ليس لها مبدأ معين ، بل كان المهدي (عله السلام ) مختفياً من أول ولادته .
وقد زاد اختفاؤه شيئاً فشيئاً .
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــع
المصادر
المنتظر والمنتظرون للسيدة أم مهدي
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد واله
الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين
الى قيام يوم الدين
تعليق