مسؤولية العبادة

[نور الزينبيات]

بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على محمد وال محمد
..ان حديث الثقلين يحمّلنا الكثيرمن المسؤوليات في زماننا هذا تجاه القران الكريم والامام المهدي (عليه السلام) ، فليست هذه الوصيية والتأكيد الكبير من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) بعترته الطاهرة (عليهم السلام) لمجرد التوسل بهم او البكاء على مصابهم بل ان مراده (صى الله عليه واله وسلم)
بهذا الحديث :هو لزوم التمسك بأهل البيت (عليهم السلام) والاهتداء بهديهم والسيرعلى طريقهم المؤدية الى الله عز وجل ومرضاته فقوله (صلى الله عليه واله وسلم) :
(إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن ... وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني بهما أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)
اي ان الامه اذا تركت العترة الطاهرة (عليهم السلام) فهي لاتحسن فهم القران وتفسيره وعلومه لان الذي يحسن ذلك فقط هم اهل البيت (عليهم السلام) ، فأنهم ورثة علم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وهم ((الراسخون في العلم )) وهم علم الكتاب وهذا معنى القول بأن امير المؤمنين (عليه السلام) هو القران الناطق اي انه مفسر ومبين لكتاب الله عز وجل ،، اذن فأن لطف الله لم ينتهي بنزول القران الكريم فحسب بل من لطفه ايضا تعيين أئمة حق يهدون بأمره ويفسرون كتابه ، ولا يوجد احد اعرف بكتابه من اهل البيت (عليهم السلام) ففي الخبر عن الاصبغ بن نباتة قال : لما قدم عليا (عليه السلام) الى الكوفة صلى بهم اربعين صباحا فقرأ بهم (( سبح اسم ربك الاعلى )) فقال المنافقون : لَوَالله مايحسن ان يقرأ ابن ابي طالب القران ولو احسن ان يقرأ لقرأ بنا غير هذه الصوة : ، قال : فبلغه ذلك فقال : ويلهم ..! اني لأعرف ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، وفصاله من وصله ، وحروفه من معانيه ، والله ما حرف نزل على محمد (صلى الله عليه واله سلم) الا وانا اعرف فيمن اُنزل ، وفي اي يوم نزل ، وفي اي موضوع نزل ، ويلهم اما يقرؤون : (ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى) ، والله اني ورثتها من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وورثها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من ابراهيم وموسى ، ويلهم ..! والله اني انا الذي انزل الله فيه : ( وتعيها اذن واعيه) ، فأن كنا عند رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) فيخبرنا بالوحي فأعيه ويفوتهم فأذا خرجنا قالو : ماذا قال آنفا) .
وفي الخبر: ان احد اهل الشام جاء ليناظر الامام الصادق (عليه السلام) فأحاله على الشام بن الحكم وقال (عليه السلام) له : كلم هذا الغلام _يعني هشام بن الحكم_
فقال : نعم ، ثم قال الشامي لهشام : ياغلام سلني في امامة هذا _يعني ابا عبدالله (عليه السلام)_ فغضب هشام حتى ارتعد ثم قال : اخبرني يا هذا أربك انظر لخلقه ام هم لانفسهم ؟
فقال الهاشمي : بل ربي انظر لخلقه
قال : ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟
قال: كلفهم واقام لهم حجة ودليلا على ما كلفهم ، وازاح في ذلك عللهم
فقال له هشام : فما هذا الدليل الذي نصبه لهم ؟
قال الهاشمي : هو رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
قال هشام : فبعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) من؟
قال : الكتاب والسنة
قال هشام : فهل نفعنا االيوم الكتاب والسنة فيما اختلفنا فيه حتى رفع عنا الاختلاف ومكننا من الاتفاق؟
قال الهاشمي : نعم
فقال له هشام : فلم اختلفنا نحن وانت وجئت لنا من هشام تخالفنا وتزعم ان الرأي طريق الدين وانت مقر بأن الرأي لايجمع على القول الواحد المختلفين ؟
فسكت الشامي كالمفكر
فقال له ابو عبدالله (عليه السلام ): ما لك لا تتكلم ؟
قال : انا قلت : انا ما اختلفنا كابرت وان قلت : ان الكتاب والسنة يرفعان عنا الاختلاف ابطلت لانهما يحتملان الوجوه ولكن لي عليه مثل ذلك .
فقال له ابو عبدالله (عليه السلام) : سله تجده مليا
فقال الشامي لهشام : من انظر للخلق ربهم ام انفسهم؟
فقال هشام : بل ربهم انظر لهم
فقال الشامي : فهل اقام لهم من يجمع كلمتهم ويرفع اختلافهم ويبين لهم حقهم من باطلهم؟
قال هشام : نعم
قال الشامي : من هو؟
قال هشام :اما في ابتداء الشريعة فرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) واما بعد النبي فغيره
فقال الشامي : ومن هو غير النبي القائم مقامه في حجته؟
قال هشام : في وقتنا هذا ام قبله؟
قال الشامي : بل في وقتنا هذا
قال هشام : هذا الجالس يعني ابا عبدالله (عليه السلام) الذي تشد اليه الرحال ويخبرنا بأخبار السماء وراثة عن أب عن جد
فقال الشامي : وكيف لي بعلم ذلك؟
قال هشام : سله عما بدا لك
قال الشامي : قطعت عذري
وهذا من الأدلة على ضرورة وجود الامام (عليه السلام) في عصر وزمان .

[نور المجتبى]

يا سادَتي وَمَوالِيَّ..
اِنّي تَوَجَّهْتُ بِكُمْ اَئِمَّتي وَعُدَّتي لِيَوْمِ فَقْري وَحاجَتي اِلَى اللهِ
وَتَوَسَّلْتُ بِكُمْ اِلَى اللهِ وَاسْتَشْفَعْتُ بِكُمْ اِلَى اللهِ، فَاشْفَعُوا لي عِنْدَ اللهِ
وَاسْتَنْقِذُوني مِنْ ذُنُوبي عِنْدَ اللهِ، فَاِنَّكُمْ وَسيلَتي اِلَى اللهِ وَبِحُبِّكُمْ وَبِقُرْبِكُمْ اَرْجُو نَجاةً مِنَ اللهِ
فَكُونُوا عِنْدَ اللهِ رَجائي يا سادَتي يا اَوْلِياءَ اللهِ
صَلَّى اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ وَلَعَنَ اللهِ اَعْداءَ اللهِ ظالِميهِمْ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ
آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ .


وفقكم الله لكل خير اختي الفاضلة (نور الزينبيات) .