
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم في عافية منا وارحمنا بهم يا كريم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
صبر الأمام زين العابدين وبكائه على أبيهالأمام الحسين عليه السلام
هوالأمام الملهم العظيم المجدد لدين جده والمحيي لسنته شبيه المسيح عيسى بن مريم في ورعه وتقواه ،
وشبيه أيوب في بلواه ،
فقد شاهد رزايا الطف التي تذوب من هولهاالجبال ،
وعانى ذل الأسر ،
والوقوف امام ابن مرجانة وهو يتهدده بالقتل ، ثم أرسله ابن مرجانة أسيرا ،
ومعه عقائل الوحي ومخدرات الرسالة سبايا الى يزيد بن معاوية ،وانتهز الامام الفرصة وهو قيد المرض والأسر ان يعتلي منصة الخطابة ، ليلقي كلمة فيها صلاح للمسلمين ، فخطب الامام خطبة أبكى منها العيون ووجلت منها القلوب ، فقدعرف اهل الشام بمكانتهم ومنزلتهم من رسول الله ( صلى الله عليه واله ) التي يجهلونها ، وأزاح عنهم ذلك التعتيم الذي أشاعته السلطة عن اهل البيت من انهم خوارج قد خلعوا يد الطاعة ، وفارقوا الجماعة ، وخاف يزيد من حدوث الفتنة ، وانقلاب الرأي العام ضده ، فبادر الى اخراج الأمام ومن معه من بنات الرسالة من الشام وارجاعهم الى يثرب .
عن الأمام الصادق عليه السلام : بكى علي بن الحسين عليه السلام عشرين سنة وما وضع بين يديه طعام الا بكى ، حتى قال مولى له : جعلت فداك يابن رسول الله اني اخاف ان تكون من الهالكين ، قال : انما اشكو بثي وحزني الى الله وأعلم من الله ما لاتعلمون ،اني لم اذكر مصرع بني فاطمة الا خنقتني العبرة .
وفي رواية : أما آن لحزنك أن ينقضي ؟
فقال له : ويحك ان يعقوب النبي عليه السلام كانله اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم ، فابيضت عيناه من كثرة البكاء عليه ،واحدودب ظهره من الغم ، وكان ابنه حيا في الدنيا ، وأنا الى أبي وأخي وعمي وسبعة وعشر من أهل بيتي مقتولين فكيف ينقضي حزني .
وكان اذا أخذ اناء يشرب ماء بكى حتى يملأها دمعا ، فقيل في ذلك فقال :
وكيف لاأبكي وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقا للسباع والوحوش ، وقيل له انك لتبكي دهرك فلوقتلت نفسك لما زدت على هذا ، فقال : نفسي قتلتها وعليها أبكي .
ساعد الله قلبك سيدي
تعليق