إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثوب العيد...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثوب العيد...


    ثوب العيد
    ..فاطمة وجدتها تسكنان في غرفة طينية سقفها من جذوع النخل وبابها قطعة من حديد
    الجدة ترتق عباءتها للمرة ال.... وتدندن بما يشبه النعي تعاتب به جور الزمان وايدي القدر .
    تقدمت فاطمة وبيدها المشط لتظفر جدتها شعرها ، قائلة : جدتي للمرة الالف ترقعين عبائتك
    حتى اصبحت لاتشبه عباءات النساء ،
    تركت الجدة العباءة على سرير فاطمة لتظفر شعرها الطويل بيدين مرتجفتين ،
    ماان اكملت الظفيرة الاولى حتى سحبت الحفيدة شعرها بقوة قائلة :
    جدتي متى تشترين لي ثوب العيد لم تبق الا ايام ويحل العيد .
    قالت الجدة : افزعتني يافاطمة ماذا جرى لك دعيني اكمل ظفيرتك الثانية وسأخبرك بشئ .
    قالت فاطمة : هاهو شعري بين يديك هيا اخبريني عن ثوب العيد .
    تنهدت الجدة بألم وقالت : سمعت ان رجلا كبيرا يمر على البيوت قبل ايام العيد
    يوزع الهدايا والملابس للاولاد ، وللايتام مثلك حصة اكبر .
    صرخت فاطمة بفرح : اذَاََ سيكون لي اكثر من ثوب واكثر من لعبة .. سأختار احلى الالوان .
    شدت الجدة ظفيرتي فاطمة بقطعة من قماش عتيقة وقالت : الان هيا اجلسي عند الباب
    ولا تبرحي العتبة بعيدا قد يمر الرجل عند الغروب ليوزع الهدايا .
    قالت فاطمة : اذاََ ياجدتي سأحتاج الى كيس كبير اضع فيه الهدايا والملابس .
    قالت الجدة : نعم هاك هذا الكيس ولكن لا تبتعدي اجلسي هنا فقط .
    حل الظلام والبنت تنتظر ، والكلاب ازدادت نباحا ، دخلت فاطمة وقالت لجدتها بحزن :
    لم يات الرجل ، قد ياتي في الغد او بعد غد ، دست فاطمة الكيس الفارغ تحت وسادتها واستسلمت للنوم .

    وكالامس جلست فاطمة عند باب المنزل تنتظر وبيدها الكيس الفارغ
    مر بها جارها الذي يكبرها قليلا واخته ، وسالها عن سبب جلوسها في هذا الوقت خارج البيت .
    فقالت : عجّلا واجلسا عند باب الدار سيمر الرجل الذي يوزع الهدايا والملابس
    عجّلا ، عجّلا ستفوتكم الهدية .
    فقال الولد اية هدية واي رجل ؟ ادخلي يافاطمة فالجو مترب وحل الظلام .
    دخلت فاطمة حزينة تعاتب جدتها : هذا اليوم الثاني ولم يات الرجل ، جدتي ماالامر ؟
    سكتت الجدة .. وبعد ساعة طرقت الباب ، قفزت فاطمة : انه هو ..انه هو الرجل ،
    واذا بالجار الصبي ومعه قرصان من الخبز الحار وشئ من الطعام .
    انها ليلة العيد .. فاطمة تنتظر بألم وحزن والكيس الفارغ بيديها انها اللحظات الاخيرة والامل الاخير .
    تعبت من طول النظر الى الافق حتى غفت غفوة الامل ..
    اختلط الظلام والجدة تنادي .. ادخلي يافاطمة .. ادخلي ياابنتي ..
    ليس من جواب ، خرجت الجدة لترى ماالامر واذا بالبنت نائمة متكئة على الحائط ويبدو انها تحلم .
    وبجهد وتعب حملت الجدة صغيرتها اليتيمة نحو سريرها الخشبي المتهالك وغطتها بعبائتها .
    استيقظت فاطمة فزعة : جدتي ، جدتي لاتاخذي الثياب والهدايا .
    جدتي دعيها معي على السرير ، انهما ثوبان جميلان وعروسة حلوة اخترت ذلك بنفسي .
    تتكلم وهي تحشو عباءة جدتها في الكيس قائلة : شكرا لك ايها الرجل الطيب للهدايا الرائعة ،
    احتظنت فاطمة الكيس المحشو بعباءة جدتها بكلتي يديها وغطت في نوم عميق ..
    فغدا يوم العيد .




يعمل...
X