ثوب العيد

الجدة ترتق عباءتها للمرة ال.... وتدندن بما يشبه النعي تعاتب به جور الزمان وايدي القدر .
تقدمت فاطمة وبيدها المشط لتظفر جدتها شعرها ، قائلة : جدتي للمرة الالف ترقعين عبائتك
حتى اصبحت لاتشبه عباءات النساء ،
تركت الجدة العباءة على سرير فاطمة لتظفر شعرها الطويل بيدين مرتجفتين ،
ماان اكملت الظفيرة الاولى حتى سحبت الحفيدة شعرها بقوة قائلة :
جدتي متى تشترين لي ثوب العيد لم تبق الا ايام ويحل العيد .
قالت الجدة : افزعتني يافاطمة ماذا جرى لك دعيني اكمل ظفيرتك الثانية وسأخبرك بشئ .
قالت فاطمة : هاهو شعري بين يديك هيا اخبريني عن ثوب العيد .
تنهدت الجدة بألم وقالت : سمعت ان رجلا كبيرا يمر على البيوت قبل ايام العيد
يوزع الهدايا والملابس للاولاد ، وللايتام مثلك حصة اكبر .
صرخت فاطمة بفرح : اذَاََ سيكون لي اكثر من ثوب واكثر من لعبة .. سأختار احلى الالوان .
شدت الجدة ظفيرتي فاطمة بقطعة من قماش عتيقة وقالت : الان هيا اجلسي عند الباب
ولا تبرحي العتبة بعيدا قد يمر الرجل عند الغروب ليوزع الهدايا .
قالت فاطمة : اذاََ ياجدتي سأحتاج الى كيس كبير اضع فيه الهدايا والملابس .
قالت الجدة : نعم هاك هذا الكيس ولكن لا تبتعدي اجلسي هنا فقط .
حل الظلام والبنت تنتظر ، والكلاب ازدادت نباحا ، دخلت فاطمة وقالت لجدتها بحزن :
لم يات الرجل ، قد ياتي في الغد او بعد غد ، دست فاطمة الكيس الفارغ تحت وسادتها واستسلمت للنوم .
وكالامس جلست فاطمة عند باب المنزل تنتظر وبيدها الكيس الفارغ
مر بها جارها الذي يكبرها قليلا واخته ، وسالها عن سبب جلوسها في هذا الوقت خارج البيت .
فقالت : عجّلا واجلسا عند باب الدار سيمر الرجل الذي يوزع الهدايا والملابس
عجّلا ، عجّلا ستفوتكم الهدية .
فقال الولد اية هدية واي رجل ؟ ادخلي يافاطمة فالجو مترب وحل الظلام .
دخلت فاطمة حزينة تعاتب جدتها : هذا اليوم الثاني ولم يات الرجل ، جدتي ماالامر ؟
سكتت الجدة .. وبعد ساعة طرقت الباب ، قفزت فاطمة : انه هو ..انه هو الرجل ،
واذا بالجار الصبي ومعه قرصان من الخبز الحار وشئ من الطعام .
انها ليلة العيد .. فاطمة تنتظر بألم وحزن والكيس الفارغ بيديها انها اللحظات الاخيرة والامل الاخير .
تعبت من طول النظر الى الافق حتى غفت غفوة الامل ..
اختلط الظلام والجدة تنادي .. ادخلي يافاطمة .. ادخلي ياابنتي ..
ليس من جواب ، خرجت الجدة لترى ماالامر واذا بالبنت نائمة متكئة على الحائط ويبدو انها تحلم .
وبجهد وتعب حملت الجدة صغيرتها اليتيمة نحو سريرها الخشبي المتهالك وغطتها بعبائتها .
استيقظت فاطمة فزعة : جدتي ، جدتي لاتاخذي الثياب والهدايا .
جدتي دعيها معي على السرير ، انهما ثوبان جميلان وعروسة حلوة اخترت ذلك بنفسي .
تتكلم وهي تحشو عباءة جدتها في الكيس قائلة : شكرا لك ايها الرجل الطيب للهدايا الرائعة ،
احتظنت فاطمة الكيس المحشو بعباءة جدتها بكلتي يديها وغطت في نوم عميق ..
فغدا يوم العيد .