الفرق بين الرجعة ونظرية التناسخ المرفوضة

[التائقة لرؤية مولاها]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




(الحلقة الاولى)
------------------




السيد محمد رضا الشيرازي(رحمه الله)
------------------------------------------





الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين من الان الى يوم الدين



ان فكرة الرجعة فكرة اسلامية اصيلة لا فكرة يهودية طارئة والان نتكلم عن مبحثين:




المبحث الاول: ماهو الفرق بين عقيدة الرجعة ونظرية التناسخ المرفوضة،نكتفي في هذا المقام بنقل عبارة الشيخ بهاء الدين العاملي(رحمه الله) وهذه العبارة وان ذكرها الشيخ في مقام اخر ولكن يمكن ان نستفيد منها في هذا المجال،في مرآة العقول/المجلد الرابع عشر/صفحة223،يقول الشيخ بهاء الدين العاملي (رحمه الله):

-ان التناسخ عبارة عن تعلق الارواح بعد خراب الابدان بأبدان اخر في هذه النشأة.

تارة بعد خراب الابدان وانقطاع العلاقة فيما بين الروح والبدن وتارة هذه الروح تتعلق ببدن اخر في نشأة اخرى وتارة تتعلق ببدن اخر في هذه النشأة وتارة تتعلق بنفس هذا البدن في هذه النشأة وتارة تتعلق بنفس هذا البدن في نشأة اخرى فهذا لا يطلق عليه التناسخ وانما يطلق عليه المعاد،المعاد هذه الروح تتعلق بهذا البدن في نشأة اخرى هذا يقال له معاد وتارة تتعلق هذه الروح ببدن اخر في نشأة اخرى،هذا لا يقال له تناسخ وانما يقال له (حلول الروح في البدن المثالي او في القالب المثالي)وتارة هذه الروح تتعلق ببدن اخر في هذه النشأة هذا يقال له التناسخ.


الروح تأتي ،روح فرد بعد ان مات وانقطعت الرابطة فيما بين الروح والبدن،هذه الروح تأتي وتحل في نطفة جديدة،في نطفة حيوان او في نطفة انسان وتنمو مع نمو هذا الانسان،هذا هو الذي يقال له(التناسخ).

وتارة هذه الروح في هذه النشأة تحل وتعود الى هذا البدن بمشخصاته المعينة،هذا هو الذي يقال له (الرجعة).


فأذن مفهوم الرجعة يختلف عن مفهوم التناسخ وبعبارة اخرى:


عندنا اربعة مفاهيم:

1.مفهوم المعاد
2.مفهوم الحلول في القوالب المثالية
3.مفهوم الرجعة
4.مفهوم التناسخ


هنالك فوارق بين هذه المفاهيم الاربعة:


المعاد:عبارة عن عودة الروح الى هذا البدن في نشأة اخرى.

الحلول في القوالب المثالية:عبارة عن حلول الروح في بدن اخر في نشأة اخرى.

الرجعة:عبارة عن عودة الروح الى هذا البدن بمشخصاته الشخصية في هذه النشأة فلا يوجد هنالك تغاير فيما بين البدنيين،نفس البدن بمشخصاته تعود اليه الروح في هذه النشأة.

التناسخ: عبارة عن عودة الروح الى بدن اخر في هذه النشأة،اي........يتبع في الحلقة القادمة بأذنه تعالى.



نسألكم الدعاء

[التائقة لرؤية مولاها]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





(الحلقة الثانية)
---------------




اي منشأ بدن اخر في هذه النشأة،روح عمر تخرج من هذا القالب وتخرج من هذا البدن ثم تحل في نطفة حيوان وتصبح حيوانا،هذا هو الذي يقال له (التناسخ)،بناءا على ذلك فلا يوجد اي ارتباط بين مفهوم الرجعة ومفهوم التناسخ،عبارة الشيخ(رحمة الله عليه):

-تعلق الارواح بعد خراب الابدان بأبدان اخر في هذه النشأة،هذا هو التناسخ،الروح تتعلق بنفس هذا البدن،يعني المقداد (رضوان الله عليه) كان له بدن،الروح فارقت هذا البدن ويخرج المقداد من قبره بعينه،هذا يختلف عن ان نقول بأن الروح،روح المقداد تحل ببدن اخر في هذه النشأة،هذا هو البحث الاول .




البحث الثاني: لماذا الرجعة ؟ وما هي الحكمة الكامنة وراء الرجعة؟


يقول السيد محمد رضا الشيرازي(رحمه الله): نذكر بعض النقاط بعنوان (الاحتمال) والله اعلم بحقيقة الحال:


النقطة الاولى: الرجعة نوع من انواع التكريم لاولياء الله تعالى.


اولياء الله تعالى الذين عاشوا في هذه الحياة هل عرفت الحياة قدرهم؟ هل عرفت الحياة قدر النبي الاعظم(صلى الله عليه واله وسلم) او رضخوه بالحجارة؟ او تهموه بالسحر والجنون؟ امير المؤمنين(عليه السلام) هل عرفت الدنيا قدره؟

الجواب:كلا.


انبياء الله العظام جميعا هل عرفت الدنيا قدرهم؟ قال تعالى(ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون) وفي اية اخرة(ما يأتيهم من نبي الا كانوا به يستهزئون)،الدنيا لم تعرف قدر اولياء الله وقدر الانبياء وقدر الائمة(صلوات الله عليهم اجمعين)،الانبياء،الائمة،الاولياء يعودون الى دنيا تعرف قدرهم،اذا في يوم من الايام كانوا يلقون ابراهيم الخليل(عليه السلام) في النار،ابراهيم الخليل يعود الى مجتمع يعرف قدره،النبي الاعظم(صلوات الله عليه واله) يعود الى مجتمع يعرف قيمته ولو بمقدار،النبي نوح(عليه السلام) الذي كانوا يضحكون منه ويسخرون منه وما آمن معه الا قليل يعود الى دنيا تعرف قدره.


يقول السيد محمد رضا الشيرازي(رحمه الله): شخص من الغربيين كان يقول لو كان علي بن ابي طالب الان موجود لامتلئ جامع الكوفة من القبعات،يريد به علماء الغرب ،كانوا يأتون عنده ويستفيدون من محضره ولكن:


امير المؤمنين(عليه السلام) يقول: سلوني عن طرق السماوات ،فيقوم شخص ويقول:كم شعرة في لحيتي؟، الامام يقول لو شئت لاستخرجت لكم من هذا الماء نورا يضيئ العالم ولكن ذلك المجتمع لم يعرف قدر هذا الامام،الامام يعود الى دنيا تعرف قدره ولو بمقدار ،اذن النقطة الاولى الرجعة نوع من انواع التكريم لاولياء الله تعالى.


النقطة الثانية: يأتي الحديث عنها في الحلقة القادمة بأذنه تعالى.


والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين اباالقاسم محمد واله الطيبين الطاهرين.

نسألكم الدعاء

[التائقة لرؤية مولاها]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



(الحلقة الثالثة)
------------------




النقطة الثانية:
---------------



ليكون هؤلاء نماذج يحتذى بها،هذه الوجودات وجودات ذات اشعاع،الائمة(عليهم السلام)،الاولياء ،هؤلاء وجودات مشعة،وجودات ملهمة،وجودهم الذهني له اشعاع،وجودهم اللفظي له اشعاع ،فأذا جاء هؤلاء الانبياء وجاء هؤلاء الاولياء بوجوداتهم العينية،كم يؤثر هذا الوجود العيني في ذلك العالم المنشود،الله تعالى يريد ان يبني عالم مثالي،عالم لم يشهد له التاريخ مثيل .


يقول السيد (رحمه الله):حقيقة نحن عندما نرى عابد من العباد وهو رجل مثلنا،اذا نعيش مع عابد من العباد،اذا نعيش مع زاهد من الزهاد كم يؤثر في حياتنا وفي سلوكنا فكيف اذا كان النبي الاعظم(صلى الله عليه واله وسلم) موجود بعينه،الامام الحسين(عليه السلام) موجود بعينه،بطل التوحيد ابراهيم الخليل(عليه السلام) موجود بعينه،بطل الزهد والاعراض عن الدنيا موجود بعينه،المسيح عيسى ابن مريم(عليه السلام) يؤثر في التاريخ وهو قبل الفين عام ،اذا هذا الوجود بذاته وبعينه موجود،كنا نشاهده،كم كان هذا مؤثر في بناء المجتمع المنشود؟

ليكون هؤلاء الاولياء نماذج يحتذى فيها،العقول متكاملة فالعقول في ذلك الوقت تكتمل،فهذه الوجودات يكون تأثيرها اكثر.




النقطة الثالثة:


اتاحة فرصة جديدة للصالحين لكي تزودوا من هذه الحياة،نحن البشر الله تعالى خلقنا للعبادة وخلقنا للمعرفة،قال تعالى(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)،الله تعالى في اية اخرى يقول(الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن.....لتعلموا)،نحن خلقنا للعبادة.


يقول السيد محمد رضا الشيرازي(رحمه الله): كان احد الاخوة يقول لي كلما كنت اراه(ادعو لي لانال توفيق العبودية)،العبودية لله سبحانه وتعالى،هل يكتفي المؤمن من عبادة الله سبحانه تعالى؟ العالم هل يكتفي من العلم؟

الحواب:كلا،العالم يقف امام المكتبة التي فيها الوف الكتب وينظر نظر تألم لانه لايتمكن ان يستوعب جميع هذه العلوم،العالم لايكتفي من العلم.

الثري هل يكتفي من الثراء؟كلا.

الحاكم هل يكتفي من الزعامة والقيادة؟كلا،كل ماتعطوه اكثر يريد ان يحكم اكثر.

المؤمن هل يكتفي من عبادة الاه سبحانه وتعالى؟ الجواب:كلا،ولذلك في الحديث على مايتذكر السيد يقول:يسأل الامام عليه السلام لو خيرت بين ساعة من الدنيا وساعة من الاخرة ايهما تختار؟

فقال(عليه السلام):اختار ساعة الدنيا.

لان في هذه الدنيا تتمكن ان تعبد الله سبحانه وتعالى وتبني اخرتك،المؤمنون يرحلون عن هذه الدنيا وضمأهم لم يروى،ما اكتفوا،النبي يعقوب(عليه السلام) كما في رواية ينقلها الشيخ الصدوق(رحمه الله) مذكورة ايضا في البحار،النبي يعقوب بكى من حب الله سبحانه وتعالى حتى عميت عينه (الان ماهو معنى العمى بحث اخر) فرد الله عليه بصره ثم بكى من حب الله سبحانه تعالى حتى عميت عينه الى اربع مرات......تتمة البحث يأتي الحديث عنه والحمدلله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطيبين الطاهرين.

نسألكم الدعاء

[التائقة لرؤية مولاها]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





الحلقة الرابعة
----------------



المؤمن يحب الله تعالى،يحب عبادة الله تعالى،يحب ان يتدرج اكثر في مدارج الكمال،الرجعة اتاحة الفرصة لاولياء الله ليتزودوا اكثر في هذه الحياة.
يقول السيد محمدرضا الشيرازي(رحمه الله) :هذه النقطة الثالثة التي ذكرتها وجدتها في رواية مذكورة في البحار في المجلد الثالث والخمسين،ص95 تقول(وان يجعل لي كرة في ظهورك- الخطاب للامام المهدي(عجل الله فرجه الشريف)- ورجعة في ايامك لابلغ من طاعتك مرادي)،طاعة الله وطاعة اولياء الله.


النقطة الرابعة:


هنالك افراد طالحون لم ينالوا الجزاء في هذه الحياة الدنيا،يقول السيد (رحمه الله): انتم لا تنظروا الى الجناية في حد ذاتها،اذا الان قالوا لكم صدام كم جناية جنى؟عددوا الجنايات،يمكن ان تعدوا له مئة مليون جناية بمختلف الانواع،الذين قتلهم،الذين شردهم،الذين اخافهم،الذين هم المعتقلات،الذين عذبهم،يمكن ان نعدد له مئة مليون جناية ولكن في الواقع الجناية الواحدة ربما لا تكون جناية واحدة،ربما الجناية الواحدة تكون عشرة الاف جناية،نحن لا نحيط ولكن الله سبحانه وتعالى يحيط،اذا شخص قتل اخر،فهل هذه جناية واحدة؟

الجواب:لا،يمكن بقتل هذا الرجل ابنه يشرد،قتل الاب الابن بقي بلا من يدير شؤونه،هذا الولد الذي قتل والده تحول الى جاني من جناة التاريخ وارتكب مليون جناية،فهذا القاتل في الواقع ولو بالمباشرة ارتكب جناية واحدة ولكن بالسبب ارتكب مليون جناية ولاحظوا الحلقات المتتابعة لهذه الجنايات الى يوم القيامة،فجاني مثل صدام هل يمكن ان ينال جزاؤه بهذه الاشياء الطبيعية التي يلاقيها في هذه الدنيا،جاني مثل الحجاج هل لاقى جزاؤه في هذه الدنيا؟

الجواب:كلا،هؤلاء الطالحون يعودون الى هذه الدنيا حتى ينالوا جزاؤهم في هذه الدنيا قبل الاخرين،هذه هي النقطة الرابعة.




النقطة الخامسة:


الذين يعودون،يعودون ليساهموا في بناء الحظارة العالمية،هنالك حظارة عالمية ينتظرها الكل،المسلمون ينتظرونها ،المسيحيون ينتظروها،البشرية كلها تنتظر،هذه الحظارة هل تقوم بدون تحديات؟


الجواب:كلا،هنالك تحديات عظمى لهذه الحظارة واول تحدي هو التحدي الذي يشكله ابليس وجماعته ،كلهم يدخلون الميدان لامتثال هذه الحظارة ،فهذه الحظارة تحتاج الى افراد يساهمون في بناءها،الذين يعودون يساهمون في بناء هذه الحظارة المرتقبة......تتمة البحث تأتي في الحلقة الاتية ان شاءالله تعالى.




والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

نسألكم الدعاء

[منهاج المتقين]

اللهم صل على محمد وال محمد


احسنتم النشر

اختي الكريمة (التائقة لرؤية مولاها)

الرحمة الدائمة على صاحب البحث السيد (محمد رضا الشيرازي) رضوان الله عليه وجعله من اصحاب الجنة ومن الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ومن الذين يدخلون الجنة امنين ومطمانين وجعلنا الله وايكم من المرافقين لهم في درجات العليين امين رب العالمين