في فضل الامام المهدي (عليه السلام) على عيسى (عليه السلام ):
نكتة شريفة في فضل الامام المهدي من تأليف الشيخ رجب بن محمد بن رجب الحافظ : ان قيل : انتم تقولون ان عيسى (عليه السلام) اذا نزل من السماء وقتل الدجال صلّى خلف المهدي (عليه السلام) وكيف يتقدم الولي على النبي ؟والجواب : نعم يتقدم المهدي(عليه السلام) على عيسى (عليه السلام) بوجوه :الاول: ان الله تعالى اخذ الاقرار في الذرّ بتوحيده والنبوة والولاية واشد ذلك الميثاق تأكيدا على الانبياء والمرسلين من قوله {واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم} (سورة الاحزاب :7) وصارت الولاية قطعاً عليه مدار الاكوان والاديان فوجب على كل نبي يكون في وقت امام منهم متابعته لان الامامة رئاسة عامة فاذا كان في وقته نبييا فان تقدم على امام الوقت لم يكن رئاسة عامة وقد فرضناها كذلك وان لم يتقدم ولم يقتد النبي بالولي لزم معصية النبي واخلاله بالواجب .الثاني :قوله( صلى الله عليه واله وسلم) {خلّفت فيكم الثقلين} فأمر بالتمسك بالكتاب والعترة فكيف يجوز التمسك بأحدهما من غير دليل وكل نبي يكون في ايام امام منهم يجب عليه متابعته .الثالث :ان الله سبحانه وتعالى اذا نسخ شريعة نبي وجب على الناس التحول عن تلك الشريعة المنسوخة والعمل بالناسخة ولا يجب عليهم التحول عن الامامة والولاية لانها عهد الله وكلمته التي لاتبدل فيجب على كل نبي يكون في ايام امام منهم اتباعه والا لزم الاخلال بالواجب او العمل بالمنسوخ او ترك العبادة والكل خطأ وعيسى (عليه السلام) شريعته منسوخة والمهدي (عليه السلام )هو صاحب الناسخة فيجب على النبي عليه السلام الاقتداء به والامام افضل منه لوجوب طاعته عليه .الرابع :ان شريعة النبي (صلى الله عليه واله وسلم )عربية والقران عربي والمهدي (عليه السلام )اعلم بالقران والشريعة من عيسى (عليه السلام) ولا يجوز تقدم العجمي على العربي الا ان يكون أقرأ منه والمهدي (عليه السلام )أقرأ من عيسى لان القران فيهم نزل واليهم وصل واما انه اعلم منه فلأنّ علم الاولين والاخرين بالنسبة الى علوم محمد واله (عليهم السلام) كالقطرة الى البحر لانه لو علم نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) علم ما كان وما يكون وورث ذلك اوصياؤه واتصل الكل بالمهدي (عليه السلام) فهو افضل من عيسى (عليه السلام) .الخامس :ان العلة في وجود الكل من قوله {لولاك لما خلقت الافلاك} والرحمة الشاملة للكل من قوله {وما ارسلناك الا رحمة للعالمين}( سورة الانبياء :107) والسبب في وجود الكل والعلة اشرف من المعلول فمحمد واله (عليهم السلام) اشرف من الكل لشرف العلة على المعلول وعلوّ السبب على المسبب وشمول الرحمة للمرحوم والمهدي عليه السلام غصن من اغصان الشجرة الاحمدية ووارث الشريعة المحمدية وحاكم الدولة العلوية التي لايفاخرها احد من البرية .السادس :قوله تعالى {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واُولي الامر منكم} (سورة النساء :59) أي :اتبعوهم لان الطاعة هي الاتباع واُولي الامر هنا هو المهدي (عليه السلام) فيجب على عيسى الاقتداء به والامام افضل من المأموم فالمهدي (عليه السلام) افضل من عيسى (عليه السلام ). مجموع الغرائب وموضوع الرغائب – الشيخ تقي الدين ابراهيم الكفعمي
تعليق