تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
.وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
جلست منزوية في إحدى زوايا الشارع وكأنها كرة من لحم وقد غطت جسدها النحيل بعباءتها الرثة محاولة إن تحمي بدنها طعنات البرد القارص ..وقد ارتسم على خريطة تضاريس وجهها كل الم ووجع العالم ..الم طبعته الليالي والأيام بخطوط اشد وضوحاً من الأيام النقش على حجر القلوب ..قلت لها وانأ أمر من جانبها بعد إن رأيتها متكورة على نفسها سيدتي :الجو بارد جداً والسماء تُنذر بهطول المطر والناس يتسارعون الخطى إلى بيوتهم وأنت جالسة هكذا ؟! وكأن لاشيء يعنيك فهل أساعدك على النهوض والذهاب إلى بيتك ..أجابت بعيون متعبة قد أرهقها طول السهد والبكاء وهي تزداد في انزوائها بين الجدران فقالت:لم يترك لي الزمان سقفاً يظللني أو مكان أوي إليه ...
!ف سيدتي ليس من المعقول إن تكوني هكذا لا زوج ولا ولد ولا أهل وأصدقاء أو معارف ولا حتى مأوى ..هل أنت شجرة صبار في صحراء موحشة قد نساك الأكل ؟لا حول ولا قوة إلا بالله ..قالت :كان لي ولد هو كل حياتي وكنت أظن نفسي بقربه اسعد أم في هذه الدنيا ...لكنه تخلى عني كما يتخلى عن نعله بعد إن أعطيته كل ما املك في حياتي وكل ما املك وأخذت تزداد ارتعاشاً وتراجعت نحو الجدار أكثر ..لم أتمالك نفسي وأسرعت راكضة إلى البيت من اجل إن احمل لها ما يسد بعضاً من رمقها وعطشها الى الدف والحنان .. وصلت الدار مسرعة ٌ صعدت السلالم لاهثة سحبت غطاءً سميكاً بعض الشيء وهنا صاحت أمي ماذا تفعلين ؟؟ قُلت أريد غطاء لامرأة في الشارع تكاد تموت برداً ..قالت لأبأس ولكن عودي بسرعة ولكن لا تأخذي غطاء جديداً ..خرجت وانأ اردد في نفسي نعم ..نعم يا أمي فمن هو بحاجة إلى الدفء لا يهم إن كان الغطاء جديداً أو قديماً..
حاولت إن اطوي الأرض بخطواتي المسرعة لعلي أصل إليها واضع شيء من الابتسامة على شفتيها
..ولكن ..ماذا؟!!!
أرى هناك الكثير من الناس يتألمون من جلوسها هكذا بهذا الجو الغائم ..يا الله أرى فرجاً إليها يقترب منها يا الهي أخذت اقترب أكثر ..وأكثر وانأ متلهفة لرؤيتها وقد سبقني إليها أحدا من الناس وغطىاها قبلي بغطاء يكفيها شرور البرد...وهنا ارتفعت الأصوات متسائلة من تكون؟إلا يوجد من يعرف شيئاً ؟! وهنا حاولت إن اشق الجموع لكي استوضح الأمور أكثر ..وهنا وضحت الصورة هناك جثة هامدة قد تصلبت عروقها من البرد وجحظت عينها ..وسكنت جوارحها وخمدت أنفاسها وأناتها ..وهنا صاح الجميع يوجد بيدها شيء قد أحكمت قبضتها عليه لعله يدلنا على شخصيتها وحاولوا إن يفتحوا قبضة يدها رغم إحكامها ..وأخيرا ما يوجد بيدها هو صورة لرجل شاب قد كُتب عليها (ولدي الغالي)وبعد إن ينسوا من إن يعرفوا من هي امتدت الأيادي لكي ترفع الأيادي لكي ترفع الجثة المجهولة على الأكتاف بكل احترام بعد أن تمرغت أياما وأيام في التراب وهي تتنفس الهواء !! وبينما إنا مذهولة بأفكاري انتبهت إلى صوت يصرخ بي ليخرجني من صدمتي أنت يا فتاة أعطينا الغطاء الذي معك من اجل إن نستر جثتها فليس من اللائق إن نجعلها هكذا ..قلت:له وانأ اذهب مبتعدة لم تعد بحاجة له فهي لا تشعر بالبرد ألان ...أين كنتم عنها أياما وليالي .
***فأرفقوا بمن الجنة تحت قدميها***
الحمد لله رب العالمين
.وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
جلست منزوية في إحدى زوايا الشارع وكأنها كرة من لحم وقد غطت جسدها النحيل بعباءتها الرثة محاولة إن تحمي بدنها طعنات البرد القارص ..وقد ارتسم على خريطة تضاريس وجهها كل الم ووجع العالم ..الم طبعته الليالي والأيام بخطوط اشد وضوحاً من الأيام النقش على حجر القلوب ..قلت لها وانأ أمر من جانبها بعد إن رأيتها متكورة على نفسها سيدتي :الجو بارد جداً والسماء تُنذر بهطول المطر والناس يتسارعون الخطى إلى بيوتهم وأنت جالسة هكذا ؟! وكأن لاشيء يعنيك فهل أساعدك على النهوض والذهاب إلى بيتك ..أجابت بعيون متعبة قد أرهقها طول السهد والبكاء وهي تزداد في انزوائها بين الجدران فقالت:لم يترك لي الزمان سقفاً يظللني أو مكان أوي إليه ...
!ف سيدتي ليس من المعقول إن تكوني هكذا لا زوج ولا ولد ولا أهل وأصدقاء أو معارف ولا حتى مأوى ..هل أنت شجرة صبار في صحراء موحشة قد نساك الأكل ؟لا حول ولا قوة إلا بالله ..قالت :كان لي ولد هو كل حياتي وكنت أظن نفسي بقربه اسعد أم في هذه الدنيا ...لكنه تخلى عني كما يتخلى عن نعله بعد إن أعطيته كل ما املك في حياتي وكل ما املك وأخذت تزداد ارتعاشاً وتراجعت نحو الجدار أكثر ..لم أتمالك نفسي وأسرعت راكضة إلى البيت من اجل إن احمل لها ما يسد بعضاً من رمقها وعطشها الى الدف والحنان .. وصلت الدار مسرعة ٌ صعدت السلالم لاهثة سحبت غطاءً سميكاً بعض الشيء وهنا صاحت أمي ماذا تفعلين ؟؟ قُلت أريد غطاء لامرأة في الشارع تكاد تموت برداً ..قالت لأبأس ولكن عودي بسرعة ولكن لا تأخذي غطاء جديداً ..خرجت وانأ اردد في نفسي نعم ..نعم يا أمي فمن هو بحاجة إلى الدفء لا يهم إن كان الغطاء جديداً أو قديماً..
حاولت إن اطوي الأرض بخطواتي المسرعة لعلي أصل إليها واضع شيء من الابتسامة على شفتيها
..ولكن ..ماذا؟!!!
أرى هناك الكثير من الناس يتألمون من جلوسها هكذا بهذا الجو الغائم ..يا الله أرى فرجاً إليها يقترب منها يا الهي أخذت اقترب أكثر ..وأكثر وانأ متلهفة لرؤيتها وقد سبقني إليها أحدا من الناس وغطىاها قبلي بغطاء يكفيها شرور البرد...وهنا ارتفعت الأصوات متسائلة من تكون؟إلا يوجد من يعرف شيئاً ؟! وهنا حاولت إن اشق الجموع لكي استوضح الأمور أكثر ..وهنا وضحت الصورة هناك جثة هامدة قد تصلبت عروقها من البرد وجحظت عينها ..وسكنت جوارحها وخمدت أنفاسها وأناتها ..وهنا صاح الجميع يوجد بيدها شيء قد أحكمت قبضتها عليه لعله يدلنا على شخصيتها وحاولوا إن يفتحوا قبضة يدها رغم إحكامها ..وأخيرا ما يوجد بيدها هو صورة لرجل شاب قد كُتب عليها (ولدي الغالي)وبعد إن ينسوا من إن يعرفوا من هي امتدت الأيادي لكي ترفع الأيادي لكي ترفع الجثة المجهولة على الأكتاف بكل احترام بعد أن تمرغت أياما وأيام في التراب وهي تتنفس الهواء !! وبينما إنا مذهولة بأفكاري انتبهت إلى صوت يصرخ بي ليخرجني من صدمتي أنت يا فتاة أعطينا الغطاء الذي معك من اجل إن نستر جثتها فليس من اللائق إن نجعلها هكذا ..قلت:له وانأ اذهب مبتعدة لم تعد بحاجة له فهي لا تشعر بالبرد ألان ...أين كنتم عنها أياما وليالي .
***فأرفقوا بمن الجنة تحت قدميها***
تعليق