بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين وبعد:
في تواضع النبي وحسن خلقه:والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين وبعد:
المشاركة الثانية
5 – روى ابن بابويه في " أماليه " ، عن أمير المؤمنين قال : ((إن يهوديا كان له على رسول الله دنانير فتقاضاه ، فقال له : يا يهودي ما عندي ما أعطيك ، فقال : فأني لا أفارقك يا محمد حتى تعطيني فقال : إذا أجلس معك ، فجلس معه ، حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة ، وكان أصحاب رسول الله يتهددونه ويتواعدونه .
فنظر رسول الله إليهم فقال : ما الذي تصنعون به ؟ فقالوا : يا رسول الله يهودي يحبسك ؟ فقال : لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهدا ولا غيره .
فلما علا النهار قال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وشطر مالي في سبيل الله ، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة ، فإني قرأت نعتك في التوراة : محمد بن عبد الله مولده بمكة ، ومهاجره بطيبة ، ولا بفظ ، ولا غليظ ، ولا سخاب ، ولا متزين بالفحش ، ولا قول الخناء ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل الله عز وجل ، وكان اليهودي كثير المال .
ثم قال : كان فراش رسول الله عباءة ، وكان مرفقته أدم حشوها ليف ، فثنيت له ذات ليلة ، فلما أصبح قال : لقد منعني الفراش الليلة الصلاة ، فأمر رسول الله أن يجعل بطاق واحد )).
6 - الكافي ، عن عمار بن حيان ، قال خبرت أبا عبد الله ببر إسماعيل ابني بي ، فقال : ((لقد كنت أحبه فقد ازددت له حبا ، إن رسول الله أتته أخت له من الرضاعة فلما نظر إليها سر بها ، وبسط ملحفته لها ، فأجلسها عليها ، ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها .
ثم قامت وذهبت وجاء أخوها ، فلم يصنع به ما صنع بها ، فقيل له : يا رسول الله صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل ؟ فقال : لأنها كانت أبر بوالديها منه )).
7 - والذي رواه الحسين بن سعيد ، في كتاب " الزهد " عن عمار بن حيان ، قال أخبرني أبو عبد الله ببر ابنه إسماعيل له وقال : ((ولقد كنت أحبه وقد ازداد إلي حبا ، إن رسول الله أتته أخت له من الرضاعة . وساق إلى آخره الحديث إلا أن في آخره : فقال : لأنها كانت أبر بأبيها منه )).
8 - محمد بن يعقوب ، عن زرارة ، عن أبي جعفر قال : ((دخل يهودي على رسول الله ، وعائشة عنده فقال : السام عليكم فقال رسول الله : عليك .
ثم دخل آخر فقال مثل ذلك فرد عليه كما رد على صاحبه ثم دخل آخر فقال : مثل ذلك ، فرد عليه كما رد على صاحبيه ، فغضبت عايشة ، فقالت : عليكم السام والغضب واللعنة يا معشر اليهود ، يا إخوة القردة والخنازير . فقال لها رسول الله : يا عايشة إن الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء إن الرفق لم يوضع على شئ قط إلا زانه ، ولم يوضع عنه قط إلا شانه .
قالت : يا رسول الله أما سمعت إلى قولهم السام عليكم ؟ فقال : بلى أما سمعت ما رددت عليهم ؟ قلت : عليكم ، فإذا سلم عليكم مسلم فقولوا : السلام عليكم ، وإذا سلم عليكم كافر فقولوا : عليك )).
9 - عنه، عن أبي عبد الله ، قال : ((كان رسول الله يسلم على النساء ويرددن عليه ، وكان أمير المؤمنين يسلم على النساء ، وكان يكره أن يسلم على الشابة منهن ويقول : أتخوف أن يعجبني صوتها ، فيدخل علي أكثر مما أطلب من الاجر )).
10 - وعنه ، عن معمر بن خلاد ، قال : سألت أبا الحسن فقلت : جعلت فداك الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون ؟ فقال : لا بأس ما لم يكن ، فظننت أنه نهى عن الفحش .
ثم قال : ((إن رسول الله كان يأتيه الاعرابي فيهدي له الهدية ، ثم يقول مكانه : أعطنا ثمن هديتنا ، فيضحك رسول الله ، وكان إذا اغتم يقول : ما فعل الاعرابي ؟ ليته أتانا )).
11 - الحسين بن سعيد في كتاب " الزهد " عن الحسن يعني الصيقل : سمعنا أبا عبد الله يقول : ((مرت برسول الله امرأة وهي بذية ، وهو يأكل ، فقالت : يا محمد إنك لتأكل أكل العبد ، وتجلس جلوسه ؟ ! فقال لها : ويحك وأي عبد أعبد مني ؟ فقالت : أما تناولني لقمة من طعامك ؟ فناولها رسول الله لقمة من طعامه ، فقالت : لا والله إلا إلى فمي من فيك . قال : فأخرج اللقمة من فيه فناولها إياها فأكلتها ، قال أبو عبد الله : فما أصابتها بذاء حتى فارقت الدنيا )).
والحمد لله ربِّ العالمين
والسلام عليكم .
تعليق